الخلايلة: (بنقوط الملك عبد الله) أنشأ الراحل الحسين المدينة الرياضية رئةً للأردنيين ..صور

نيسان ـ حوار فاطمة العفيشات
في العاصمة عمان تبتلع العمارات الشاهقة والمشاريع الإسمنتية كل ما يمكن ابتلاعه من مساحات، فتكاد تنحصر بين جدران خرساء إلا من ضجيج شوارعها، لكن مدينة الحسين للشباب اختارت لنفسها درباً آخر، كانت به رئة عمانية لكل الباحثين عن الهدوء والرياضات والاستجمام.
في المدينة شيء ما يشبهك، في المدينة إدارة حصيفة أدركت مبكراً حاجة الأردني الحثيثة لمساحة للأردنيين لا لسواهم؛ وفي المدينة جنود أردنيون برتب وظيفية متعددة، فتحوا عيونهم على حاجة الناس، فقرروا منافسة أنفسهم وفق رؤى حصيفة؛ ليضمنوا أن رئة عمان بخير.
زرنا مدينة الحسين للشباب؛ فاستقبلنا مديرها بسام الخلايلة، وعدد من موظفيها، وجالوا بنا في المعمورة الرياضية؛ ليرووا لنا حكاية المدينة.
يطوي مدير المدينة، بسام الخلايلة مساحة الزمن بهدوء؛ ليعود بنا إلى ستينيات القرن الفائت؛ فيحدّث "صحيفة نيسان" تفاصيل نشأة المدينة بقرار من الملك الراحل الحسين بن طلال.
يقول : "بعد ولادة الأمير عبد الله الثاني - قرر الملك إنشاء المدينة الرياضية من "النقوط" الخاص بولادة نجله, لإيجاد متنفس للأردنيين".
في عام 1964 جرى استملاك جزء من أراضي المدينة الرياضية، إلا أن مبلغ (النقوط) لم يكفِ لإنشاء المدينة، فكان الخيار باللجوء إلى "ضريبة المدينة الرياضية"، حسبما يروي الخلايلة في حواره مع صحيفة نيسان.
استغرق بناء المدينة 6 سنوت، وبمبلغ مليون 300 ألف دينار، بتنفيذ شركة محلية وتصاميم أجنبية, وفي العام 1970 افتتحها جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه.
وتالياً الحوار:
*حدثنا عن نشأة المدينة وظروفها الأولى:
-بعد ولادة الأمير عبد الله الثاني قرر الملك الحسين بن طلال إنشاء المدينة الرياضية من "النقوط" الخاص بولادة نجله, لإيجاد متنفس للأردنيين، وكلفة إجمالية بلغت مليونا و300 ألف، واستغرق بناؤا 6 سنوات، بتنفيذ شركة محلية وتصاميم أجنبية, وفي العام 1970 افتتحها جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه.
*نريد أن نتعرف على بداياتها الأولى:
-ضمت المدينة الرياضية في بداياتها قاعة للحفلات ونادياً, ومسبح, واستاد عمان, استاد البتراء التدريبي, وقاعتي رم واليرموك.
وفي العام 1999 وفي عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ومع التزايد السكاني تم التوسع في المرافق والمنشآت داخل حرم المدينة, فاستحدثت صالة الأمير حمزة التي تتسع لـ7500 شخص, إضافة لمضمار داخل الغابة الرياضية بطول 2200متر, وفيه 6 محطات رياضية.
*ماذا عن الأنشطة والبرامج؟
تنقسم المدينة الرياضية إلى قسمين؛ يضم الاول المرافق والمنشأت الخارجية، وهي ما تمارس عليها الاتحادات الرياضية رياضاتهم, والقسم الآخر نادي مدينة الحسين.
ويضم نادي مدينة الحسين عشرة فرق؛ التنس الأرضي, تنس الطاولة, اسكواش, السباحة, كيك بوكسنج,الريشة الطائرة, والقوس والسهم، وتشارك الفرق بالمنافسات على مستوى المملكة بين المركزين الأول والثاني.
تضم المدينة أيضاً ستاد عمان الذي يتسع لـ16 ألف متفرج، وهو الأكبر في الأردن , كما تضم ملعبي البتراء والكرامة التدريبين والمنجدين بالعشب الطبيعي, إضافة لقصر الرياضة الذي يتسع لـ3 آلاف شخص.
يحرص القائمون على المدينة الرياضية وتحديداً في النادي على المشاركات العائلية, برسوم اشتراك منخفضة، وهي إحدى رؤى وزارة الشباب التي ارتأت أن تكون الأسعار بمتناول الجميع رغم ارتفاع التكاليف, محققين بذلك ملاذا آمنا للأسرة بجو اجتماعي داخل حرم المدينة.
يشمل النادي الرياضي السباحة وملاعب التنس, ملاعب السكواش, والبدل وهي لعبة مشتركة بين السكواش والتنس الأرضي.
في الأسبوع الماضي أقيمت أول بطولة على أرض الأردن للعبة البدل, وبحسب رؤى المدينة ستكون هذه اللعبة أكثر انتشارا في الأعوام المقبلة.
بالنسبة لمرافق السباحة هي متاحة صيفا شتاء نظرا لوجود بركة مدفأة تصل درجة الحرارة فيها بين 31-32 درجة مئوية.
رغم أن الساحات العامة لجميع الأفراد والزوار, إلا أنه تم تخصيص الغابة الرياضية للتنزه الرياضي لإتاحة المجال لأكبر عدد ممكن لممارسي الرياضة تلك المنطقة.
ما هي الفئات المستهدفة من قبل المدينة؟
مع التركيز على الفئة العائلية دون شروط محددة باستثناء تحقيق مبلغ من المال توافق عليه لجنة محددة, استحدث في العام الماضي ألعابا للأطفال تتضمن وسائل السلامة العامة , كما تم السماح استثنائيا لكبار السن بالوصول في مركباتهم لأقرب منطقة يرغبون الوصول لها.
*ماذا عن ذوي الإعاقة؟
-خصص في المدينة الرياضية مرافق وأماكن لفئة ذوي الإعاقة تسمح لهم ممارسة الرياضة بالأدوات اللازمة سواء بالمسابح أو الالات المحددة لهم، ويمارسون (الألعاب الأولمبية لذوي الإعاقة)، بعض ألعابهم في مرافق المدينة وفق شروط خاصة وحسب حجوزات تتناسب وموعد البطولات التي ينوون المشاركة بها.
ونسعى اليوم لاستحداث ممرات خاصة بذوي الإعاقة الحركية داخل الصالات الرياضية سواء للممارسين أو المتفرجين منهم, ضمن توجههم لتسهيل المهام لكافة الأفراد من كافة الفئات ولجميع المرافق.
*المدينة في عهدين؛ كورونا وما بعدها
-عقب الإغلاقات التي فرضتها جائحة كورونا وتداعياتها على الوضع الإقتصادي للمواطنين, تضاعف أعداد الزوار للمدينة الرياضية ثلاث مرات, حيث وصل إلى 30 ألف زائر نهاية الأسبوع , ما دفع إدارة المدينة وبمقترح من وزارة الشباب لتوسيع المرافق أمام روادها.
ويشمل التوسع الخدمات المقدمة بالشراكة مع القطاع الخاص؛ عربات الطعام والشراب المتنقلة، ومشاريع أخرى تعود بالنفع على الزوار, والبقاء على مجانية الدخل واستخدام كافة المرافق لجميع الناس.
*إلى ماذا تتطلعون في المدينة؟
- نتطلع اليوم إلى الاكتفاء الذاتي دون الاعتماد على خزينة الدولة، ونتطلع لوجود دخل مناسب نعتمد به على أنفسنا في المدينة.
وضمن مشاريع التوسع في الخدمات والمرافق الصحية, نتوجه لإنشاء موقف للسيارات مكون من عدة طوابق لاستيعاب أكبر عدد من الزوار, وخاطبنا وزارة الأوقاف لبناء مسجد صغير داخل حرم المدينة.
وزرعنا مؤخراً 10 آلاف شجرة لتعويض ما فقدناه خلال التغير المناخي في الثلاثة أعوام الأخيرة، وما رافقها من تأثر الثروة الحرجية في المدينة الرياضية.
ونعمل اليوم على أكبر مشروع للطاقة الشمسية في عمان يقدر بـ 2.8 ميجا, يغطي كافة مرافق المدينة للوصول لبيئة آمنة نظيفة، بعد تمتين الشراكة ومأسستها مع ضيوفنا الذين يحرصون كما نحرص على صورة مشرقة لمدينتهم، ومرافقها؛ فتستمر بكامل بهائها للأجيال القادمة.