اتصل بنا
 

الرواشدة يروي قصته مع السجون الاردنية : مجرم خطير

نيسان ـ نشر في 2024-12-09 الساعة 18:55

الرواشدة يروي قصته مع السجون الاردنية
نيسان ـ بقلم وصفي الرواشدة
سجون ومقارنة عادلة:
من واقع تجربتي الشخصية:
سأقارن بين السجون في الأردن وسوريا وظروف الاعتقال في كلا البلدين :
الأردن :
لا يوجد سجون سرية في الأردن وأصعب السجون في الأردن والمخصصة للتنظيمات هي سجن الموقر/٢ وسجن المخابرات العامة (زنازين).
بقية السجون في الأردن هي سجون فيها مهاجع يتسع كل منها إلى عدد معين من السجناء باختلاف جرائمهم وتهمهم، وفيها زنازن فردية يتم حجز بعض السجناء فيها ممن يرتكبون مخالفات داخل السجن أو بعض السجناء (سياسيين، نشطاء ، حراكيون) بتوصيات معينة.
لن اتطرق للسجناء الذين يرتكبون قضايا جنائية (قتل ، سرقة، اغتصاب، مشاجرات، مخدرات، قضايا مالية ،،،،الخ). بل سأتطرق للسجناء على قضايا الرأي وقانون الجرائم الالكترونية (قضايا سياسية ورأي وتعبير) وقضايا التنظيمات والتجسس وأمن الدولة الأخرى.
علينا ان نعرف انه لا يوجد في تصنيفات الدولة الأردنية سجناء سياسيين، بل يصنفون كسجناء جريمة بناء على تصنيفات قانون الجرائم الالكترونية ، فمثلا القاتل يصنف مجرما والسارق مجرما ومعتقل الرأي مجرما ، لا بل يصنف معتقل الرأي في اغلب الاحيان تحت تصنيف (مجرم خطير ) ويعامل على هذا الاساس في النقل وتشديد الحراسة والقيود.
وعلى سبيل الذكر انه عندما تم اعتقالي على منشور قبل حوالي ثماني سنوات لمدة شهر دون ان أتعرض للمحاكمة، كنت مصنف (خطر جداً) ، وكانوا عندما ينقلوني من سجن لآخر تحت عنوان ( اعرف سجون وطنك) كان يتم نقلي بزنزانة وبحراسة مشددة ومعصوب العينين ومكلبج اليدين وارتدي قفازات لمنع يدي من الحركة.
لم أتعرض طيلة مدة التوقيف للتحقيق او للتعذيب الجسدي وكذلك الحال لمن اعتقل معي في ذلك الوقت (كنا ثمانية اشخاص)، لم يتعرضوا ايضا لتعذيب جسدي او تحقيق او محاكمة. فقط اعتقال لشهر ثم افراج، ولكن التعذيب كان تعذيب نفسي هدفه كسر الارادة ويتلخص بنزع الملابس نهائيا عند دخول كل سجن بما في ذلك سجن المخابرات ، وضع الكلبجات وعصابة الأعين في كل حركة حتى لو كانت من غرفة إلى غرفة ، والسجن في مهاجع تحوي مجرمين آخرين (قتلة ، سرقة، مخدرات ، اغتصاب ،،،الخ).
سجنت في زنزانة منفردة في دائرة المخابرات العامة لمدة اربعة ايام ثم نقلت بعد ذلك إلى سجن الهاشمية ثم سجن ماركا ثم سجن السلط واخيراً سجن الرميمين ، قضيتها في مهاجع مع سجناء آخرين بجرائم ليست سياسية.
أما التعذيب الجسدي ،فكما سمعت ، ان بعض سجناء القضايا الإرهابية والتجسس وأمن الدولة الأخرى يتم انتزاع اعترافاتهم بالقوة احيانا او التعذيب الجسدي لانتزاع اعترافاتهم عند الجهات التي القت القبض عليهم وقبل إرسالهم للمحاكمة.
بشكل عام ، السجون في الأردن جيدة من حيث النظافة والتهوية والتدفئة وتوفر المرافق الصحية والطعام (تقدمه شركة الولاء وهو ذات الطعام الذي يقدم للجنود والجيش) ويوجد متجر في السجن يستطيع السجين شراء حاجياته (دخان ، مياه معدنية، عصائر ، شوكلاته وبسكوت ، نسكافيه ، بكارج حفظ مياه سخنة ،ملابس) ويمكن للسجناء طلب شراء مواد غذائية اخرى (خضار ، فواكة، زيت زيتون ، حمص ، فول ، تونا ، وجبات جاهزة احيانا).
يسمح للسجين حال وصوله السجن الاتصال بذويه وإعلامهم باي سجن يتواجد ويسمح له الاتصال بذويه مرتين اسبوعياً للاطمئنان عليهم.
يسمح لذوي السجناء زيارة السجناء ثلاث مرات في الاسبوع (جمعة، أحد ، ثلاثاء) ويلتقون بهم من خلال فاصل زجاجي، ويمكن لذوي السجين طلب زيارة السجين زيارة خاصة يلتقوا به وجاهيا دون حواجز ولكن بتواجد رجال الامن.
بإمكان اهل السجين ايداع مبالغ مالية للسجين لدى القسم المالي في السجن تودع في حساب السجين ليسحب منها ما يحتاجه لشراء حاجياته.
بشكل عام ، السجون في الاردن تمثل جهة تنفيذية تحجز السجناء فيها بناءً على احكام قضائية صادرة بحقهم او أوامر توقيف صادرة من محكمة أمن الدولة والمخابرات لسجناء الرأي والسجناء السياسيين، ولا يتم في السجون الأردنية التحقيق او تعذيب السجناء من ادارات تلك السجون. فقط في بعض الاحيان يتم فصل السجين من مهجعه إلى زنزانة منفردة حال ارتكابه لمخالفة او مشاجرة او اعمال شغب داخل السجن، واذا ما ارتكب السجين اي فعل يوجب المحاكمة فانه يتم ارساله إلى المحكمة ليحاكم على فعله المخالف للقانون،،،.
ولا بد من الإشارة إلى ان السجون الأردنية تعاني من اكتظاظ السجناء فيها ، فمثلا المهجع الذي يتسع إلى ٢٢ سريرا تجد فيه ٣٤ سجينا او اكثر من السجناء الذين يفترشون الارض دون اسرة.
قامت ادارة السجون في الاردن ومنذ اكثر من عقد من الزمان ، قامت بعمل لفتة جيدة من خلال اقامة افطار جماعي للسجناء مع ذويهم داخل كل سجن وعلى نفقة الامن العام ، وتسمح ايضا ادارة السجون للسجناء ممن يرغبون بتقديم امتحان الثانوية العامة من تقديم الامتحان داخل السجن.
كذلك يتم الآن محاكمة السجناء دون نقلهم للمحاكم من خلال استخدام البث التلفزيوني المباشر.
وبالرغم مما سردته ، وفي حدود معرفتي ، إلا انني اجد ان افضل السجون هي سيئة وتخالف الطبيعة البشرية التواقة للحرية ، ولكنني اجد انها ضرورة ملحة لكبح جماح المجرمين والقتلة واللصوص ومروجي المخدرات والنصابين عملا بقوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
وأخيراً ، اجزم انه لا يوجد سجين واحد في الأردن مهما كانت قضيته ، لا يعلم أهله عنه شيئا ولا يعرفون في اي سجن يتواجد ، لا بل لا يعتقل اي شخص ويبقى مختفيا ، بل يستطيع اهل اي معتقل معرفة مكان اعتقاله ومن الجهة التي اعتقلته في مدة اقصاها لا يتجاوز الايام في قضايا أمن الدولة الخطيرة ، ولا يخاف اي شخص من السؤال عن اي معتقل خوفا ً من ان تلحقه مسؤولية او يوجه له اتهام تحت عنوان (ما علاقتك به).
سوريا :
يكفي متابعة شاشات التلفزيون لمعرفة حقيقة سجون سوريا.

نيسان ـ نشر في 2024-12-09 الساعة 18:55

الكلمات الأكثر بحثاً