اتصل بنا
 

الطفلة السويسرية التي غـزت سيرتُها الشاشة الكبيرة

نيسان ـ سويس ـ نشر في 2015-12-08 الساعة 12:38

x
نيسان ـ

الصورة: هنا يتعلق الامر برياضة التزلّج: هايدي (أنوك شتيفّن)، والجد (برونو غانس) في لحظات ممتعة أثناء ممارستهما لرياضة التزلّج.

عادت هايدي، ذلك الرمز السويسري البهيج والخارق في التفاؤل، إلى حيث كانت تسجّل حضورها بإستمرار: في دور السينما. ولكن بعد عشرات من الإقتباسات المختلفة من الأفلام الصامتة بالأبيض والأسود وحتى أفلام المانغا، هل يحتاج العالم اليوم اقتباسا آخر حقا؟
وقال مخرج الفيلم ألان غسبونر: "حسنا، آخر نسخة سينمائية كبيرة حققت نجاحا عالميا كانت في الخمسينات – أي قبل جيليْن من الآن. ثم إنه يوجد ما يكفي من المواد الغنية والكونية، ما يسمح بالقول أن كل جيل بحاجة إلى هايدي خاصة به".

هذه ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها غسبونر مع هايدي، اليتيمة غير المرغوب فيها والتي رافقت جدّها الذي ترسّب كره السكان له إلى أعلى جبل غراوبوندن، ثم أرسلت إلى فرانكفورت كزميلة في اللعب لكلارا، ابنة أحد الأثرياء لكنها كانت على كرسي متحرّك قبل أن تعود وهي مريضة بسبب الحنين إلى جدّها بيتر، راعي الأغنام. ثم انضمت إليها كلارا ليستأنفا المشي بعد التعافي وتنفّس هواء الجبال السويسرية النقية.
حينما كان طالبا، سبق للمخرج البالغ من العمر 39 عاما أن أنتج فيلما للرسوم المتحرّكة القصيرة حول البطلة يوهانا شبيري. وهو يقول اليوم: "كنت أسخر من صورة سويسرا، التي كانت تسوّق لنفسها باستخدام هايدي وهذا العالم المثالي الدافئ. كان عملا ساخرا. في واقع الأمر، تروي الروايات التاريخية [قصة هايدي نشرت في جزئيْن]، شيئا آخر مختلفا تماما. إنها عبارة عن دراما اجتماعية تثير مسألة المشاكل الإجتماعية الوجودية لسويسرا في ذلك الوقت".
"كان من المهمّ بالنسبة لنا أن نبرز من خلال هذا الفيلم أن السكان في سويسرا عانوا من الجوع ومصاعب أخرى، كنبذ وإبعاد الأجداد. كان الناس يعيشون حياة الكفاف، وقليلي الكلام والتواصل فيما بينهم – لم يكن فقط هذا العالم الساحر الدافئ".
نجمة طبيعية
إذن هذا الجيل أكثر موثوقية، ويقترح قراءة أقل رومانسية نسبيا لرواية شبيري. ويؤدّي الدور الرئيسي كجد في هذا العمل السينمائي المنتج بالإشتراك بين ألمانيا وسويسرا النجم السويسري برونو غانس، صاحب المزاج المتقلّب (على الأقل في البداية)، ثم تقوم أنوك شتيفن (9 سنوات) بدور هايدي، والتي ساعدتها ابتسامتها المحببة في الفوز بهذا الدور أمام 500 منافسة.
في السياق، قال غوسبونر: "كان الشرط أن تنحدر من ستقوم بذلك الدور من المنطقة، وأن تتحدّث باللهجة السويسرية الألمانية. نطاق الإختيار لم يكن كبيرا!". كما اتضح من بعد، أنه ستتم دبلجة جميع الحوارات التي تمت باللهجة الألمانية السويسرية إلى اللغة الألمانية الحقيقية للجمهور الألماني والنمساوي.
ويُضيف المخرج: "لقد وجدت شتيفّن، منذ الإختبار الأوّل لاختيار الممثلين، مثيرة للإعجاب، لأن لديها عيون براقة، وتتصرّف بذكاء كبير. كنت أبحث عن شخص لدية طاقة، ولكن يبدو هشا، ومن خلال عينيه تستطيع أن تفهم ما يجري".

ومن دون شك يمكن القول بأن المشاهد الطبيعية هي النجم الرئيسي في هذا العمل الفني. إنها صور الجبل المحيط بقرية لاتش في كانتون غرابوندن الواقع بأقصى جنوب شرق سويسرا، وهو نفس المكان الذي صوّر فيه أيضا شريط عام 1952.
لقطات المشاهد الاولى كانت للمروج الخضراء والأودية والقمم، وليس غريبا إذن أن يساهم كانتون غرابوندن بحوالي 150.000 فرنك في ميزانية الفيلم التي تبلغ إجمالا 8.5 مليون فرنك (هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، وهي الشركة الأم لـ swissinfo.ch هي أيضا من بين الجهات الداعمة).
"لقد ساعد فيلم هايدي السياحة في سويسرا إلى حد كبير. وأصبحت هايدي وقصتها رمزا للكيفية التي يُمكن من خلالها للناس في جميع أنحاء العالم رؤية سويسرا. تشير هايدي إلى المرتفعات الشاهقة والمشاهد الجبلية الرائعة، وإلى حياة خالية من هموم ومشكلات الحياة الحضرية".
"أما أهمّ أثر لهايدي على المستوى السياحي، فقد كان من خلال فيلم الرسوم المتحرّكة اليابانية في عام 1974، للمخرج هاياو ميزاكي، الأمر الذي أغرى أجيالا من السياح اليابانيين بالقدوم إلى سويسرا لرؤية الأرض الحقيقية لهايدي. ولقد عرضت تلك الرسوم المتحرّكة على شاشات التلفزيون في شتى أنحاء العالم. ووصل حجم التعلّق بها إلى مستويات قياسية في بلدان مثل إيطاليا".

نيسان ـ سويس ـ نشر في 2015-12-08 الساعة 12:38

الكلمات الأكثر بحثاً