اتصل بنا
 

قرار شجاع .. بلجيكا تؤكد قانونية “مؤسسة هند رجب”

نيسان ـ نشر في 2025-05-31 الساعة 09:19

نيسان ـ العالم لم يعد كما هو قبل السابع من تشرين الأول 2023، وبدأ يستيقظ على وجود كيان متوحش دموي ومخادع يتقن فن الكذب وتقديم الروايات المغلفة بروح سادية ومختلة عقليا.
واليوم تكشفت لنا إلى أي مدى من السطوة والنفوذ الذي وصلت إليه هذه الدولة المارقة والتي يحكمها قتلة أطفال وقتلة متسلسلين، وإلى ين سيصل حلفاؤها لعرقلة العدالة وحماية مرتكبي جرائم الحرب من المساءلة.!
اليوم رفضت وزيرة العدل البلجيكية، آنيليس فيرليندن، تقريرا إسرائيليا تشهيريا ضد “مؤسسة هند رجب”، قدمه سام فان روي، النائب عن حزب “فلامز بيلانغ” البلجيكي اليميني المتطرف والمؤيد القوي لدولة الاحتلال، بعد مرور 600 يوما على العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.
بعد تحقيقات دقيقة أجرتها أجهزة أمن الدولة البلجيكية، ثبت أن التقرير لا أساس له من الصحة والذي يهدف إلى حظر المؤسسة في بلجيكا.
إن مجرد النظر في مثل هذه المواد التي لا أساس من صحتها وإحالتها إلى أجهزة أمن الدولة أمر مثير للقلق ويظهر أن الإعلام الإسرائيلي سيواصل الكذب والتشهير بكل من يحاول كشف هوية القتلة ومجرمي الحرب ومطاردتهم في كل مكان .
أعلنت “مؤسسة هند رجب” رسميا في 12 تشرين الأول من العام الماضي واتخذت من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرا لها.
ويدير المؤسسة مجموعة من النشطاء من بينهم دياب أبو جهجه، الذي شغل منصب رئيس المؤسسة، وكريم حسون، الذي شغل منصب أمينها العام.
ومنذ تأسيسها ركزت المؤسسة على الملاحقة القانونية لمرتكبي الجرائم والمتواطئين معهم، وعملت على توثيق عدد من الانتهاكات الإسرائيلية في فيديوهات منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحددت هوية كثير من الجنود الإسرائيليين الذين نشروا أدلة على جرائمهم بأنفسهم.
وأكدت المؤسسة أن مهمتها الأساسية “السعي بنشاط إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد المسؤولين عن هذه الفظائع، بما في ذلك الجناة والمتواطئون والمحرضون على العنف ضد الفلسطينيين”.
وتقول في تعريفها بنفسها، إنها “تكرس جهودها، لكسر حلقة الإفلات الإسرائيلي من العقاب وتكريم ذكرى هند رجب وكل من لقوا حتفهم في الإبادة الجماعية في غزة.”
وتنشط المؤسسة في جمع الأدلة من وسائل التواصل الاجتماعي وتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
واختير اسم المؤسسة تكريما لذكرى الطفلة الفلسطينية هند رجب (5 سنوات)، التي قتلت بدم بارد مع عائلتها وعدد من المسعفين على يد جيش الاحتلال، بعد أن كانت الناجية الوحيدة من نيران الدبابات الإسرائيلية على السيارة التي هربت فيها مع 6 من أقاربها في كانون الثاني العام الماضي خلال محاولتهم النزوح إلى مكان آمن بمدينة غزة وتمت محاصرتها بواسطة قوة مؤلفة من عدد من الدبابات التي استهدفتهم بصورة مباشرة.
الطفلة هند التي اتصلت بوالدتها مستغيثة ومستنجدة بها لكي تأتي وتأخذها من داخل السيارة التي كانت عرضة لإطلاق مستمر من رشاشات الدبابات الإسرائيلية.
وعقب ذلك انقطع الاتصال بين هند ووالدتها، ومر 12 يوما، حيث حاول فريق الهلال الأحمر الفلسطيني إغاثتها فغابت أخباره أيضا.
وفي 10 شباط /فبراير الماضي وبعد انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة التي كانت تتوقف فيها سيارة هند وأقاربها، عثر على جثمان الطفلة وعلى أفراد عائلتها داخل مركبة في محيط “دوار المالية” بحي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، حيث استشهد على الفور أفراد عائلتها، في حين بقيت هي وابنة خالها ليان (14 عاما) على قيد الحياة لبعض الوقت، كما عثر على بعد أمتار على فريق الإسعاف الذي هب لنجدتها.
وأصبحت هند رجب الشهيدة رمزا تجاوز حدود غزة والمنطقة العربية لتصبح أيقونة عالمية يتحدث عنها العالم كنموذج للعقلية التي تحرك جنود الاحتلال في قطاع غزة، العقيلة التي أبقت طفلة حبيسة الجوع والخوف وإطلاق النار المتواصل من جنود اختبئوا خلف دبابتهم وخوذهم العسكرية أمام طفلة تستغيث بوالدتها التي احترق قلبها عليها.
“مؤسسة هند رجب” كشفت للعالم بأن ممارسات جنود الاحتلال ليست انحرافا وسلوكا فرديا عدوانيا وإنما تعبر عن نهج الجيش وسياسات الحكومة العنصرية المتطرفة، والجنود المطلوبون في الخارج ليسوا أعشابا ضارة، بل هم الجيش الصهيوني بأسره الذي هو جزء من دولة إسبارطية استعمارية توسعية يرقص شعبها المختل عقليا والسادي على أصوات صرخات أطفال غزة وهم يسقطون تحت القصف والجوع.

نيسان ـ نشر في 2025-05-31 الساعة 09:19


رأي:

الكلمات الأكثر بحثاً