اتصل بنا
 

لماذا أصبحت سيارات وايمو ذاتية القيادة هدفاً للاحتجاجات في لوس أنجلوس؟

نيسان ـ نشر في 2025-06-11 الساعة 15:46

x
نيسان ـ في خضم المواجهات المتصاعدة بين المتظاهرين والشرطة في شوارع لوس أنجلوس والمدن الأميركية الأخرى، برزت مشاهد درامية لسيارات بيضاء مغطاة بالغرافيتي تلتهمها النيران وسط الفوضى.


هذه لم تكن مركبات عادية؛ فقد ظهرت عليها أجهزة استشعار تمتد من السقف والجوانب، والأهم أنها خالية تماماً من السائقين.

شركة "وايمو" المتخصصة في سيارات الأجرة ذاتية القيادة وجدت نفسها في قلب هذه الاحتجاجات المناهضة لحملات المداهمة التي تنفذها إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) بتوجيه من إدارة الرئيس ترامب. ووفقاً لما نقلته صحيفة لوس أنجلوس تايمز ، اقتربت مجموعة من المتظاهرين خلال عطلة نهاية الأسبوع من صف من هذه السيارات المتوقفة، فحطموا نوافذها، مزقوا إطاراتها، كتبوا عليها شعارات مناهضة لـ ICE، قبل أن يشعلوا فيها النيران.
مخاطر بيئية وصحية جراء احتراق البطاريات
رغم أن مشهد المركبات المحترقة كان لافتاً بصرياً، إلا أن حرق السيارات الكهربائية يمثل خطراً بيئياً وصحياً حاداً نظراً لاحتوائها على بطاريات ليثيوم-أيون.

وأوضحت شرطة لوس أنجلوس في منشور على منصة "إكس" أن احتراق هذه البطاريات يؤدي إلى إطلاق غازات سامة من بينها غاز فلوريد الهيدروجين، مما يشكل خطراً على فرق الإطفاء والمارة. وقد أشارت مجلة ساينتيفيك أمريكان إلى أن التعرض لهذه الأبخرة قد يؤدي إلى حروق في الحلق وصعوبة في التنفس، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى سعال دموي خلال دقائق قليلة من التعرض.

تعليق عمليات وايمو مؤقتاً بعد التخريب
أعلنت شركة وايمو عن تعليق مؤقت لعملياتها في لوس أنجلوس بعد استهداف ست مركبات تابعة لها في أنحاء مختلفة من المدينة خلال هذه الاضطرابات. وجاء قرار الإيقاف "كإجراء احترازي لضمان سلامة الجميع"، بحسب ما أوضحت الشركة في بيانها الرسمي.
وندد حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم وعمدة لوس أنجلوس كارين باس بأعمال العنف والتخريب، حيث وصف نيوسوم العناصر التخريبية بأنهم "جماعات متمردة وأناركيون" تسللوا إلى الاحتجاجات السلمية. في المقابل، وصف الرئيس ترامب المحتجين بأنهم "مشاغبون مدفوعو الأجر" وأمر بنشر الحرس الوطني للتعامل مع الوضع.

من هي شركة وايمو؟
تعود ملكية وايمو إلى شركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل، وقد نشأت من مشروع غوغل للسيارات ذاتية القيادة الذي انطلق عام 2009. بدأت وايمو تسيير سيارات الأجرة الذاتية القيادة في أسواق محدودة منذ عام 2020، قبل أن تتوسع إلى لوس أنجلوس في عام 2024.
رغم جهود الشركة لترويج التكنولوجيا على أنها أكثر أماناً من القيادة البشرية، أظهرت استطلاعات الرأي استمرار تخوف معظم الأميركيين من هذه المركبات. ففي عام 2025، أعرب 60% من السائقين الأميركيين عن خوفهم من ركوب سيارة ذاتية القيادة، بينما تراجعت نسبة المتحمسين لها من 18% عام 2022 إلى 13% هذا العام.

سجل الحوادث والشكاوى من السكان المحليين
بين عامي 2021 و2024، تورطت مركبات وايمو في 696 حادث سير في الولايات المتحدة، أي بمعدل حادث كل يومين تقريباً. ورغم أن جزءاً من هذه الحوادث قد لا تكون الشركة مسؤولة عنه مباشرة، إلا أن بعض سكان المناطق المجاورة أبدوا انزعاجهم من الضوضاء الناتجة عن المركبات التي تصدر أصوات التنبيه بشكل متكرر، خاصة قرب محطات الشحن في سانتا مونيكا، ما دفع السكان لتقديم شكاوى حول التلوث الضوضائي.
وتكررت حوادث الاعتداء على سيارات وايمو في أكثر من مناسبة، حيث تم تمزيق وتخريب مركباتها في حوادث سابقة في سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس منذ عام 2024.

لماذا استهدف المتظاهرون وايمو تحديداً في لوس أنجلوس؟
تعددت التفسيرات حول استهداف مركبات وايمو تحديداً خلال احتجاجات لوس أنجلوس الأخيرة. أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن بعض المحتجين تعمدوا تخريب هذه السيارات بهدف عرقلة حركة المرور كأحد أساليب التصعيد في التظاهرات.
من جهة أخرى، يرى بعض النشطاء أن المركبات الذاتية أصبحت رمزا متقدماً لما يصفونه بـ"دولة المراقبة الشرطية". إذ أن مركبات وايمو مزودة بكاميرات توفر رؤية محيطية بزاوية 360 درجة، وهو ما يجعل بياناتها أداة تستخدمها السلطات الأمنية.

وكشفت تقارير إعلامية، منها موقع 404 ميديا ، أن شرطة لوس أنجلوس استخدمت لقطات سجلتها مركبات وايمو كدليل في تحقيق جنائي. وفي تقرير آخر لـ بلومبرغ ، أشار باحثون إلى أن هذه المركبات تعمل عملياً كـ"كاميرات مراقبة متنقلة"، ما يثير مخاوف بشأن انتهاك خصوصية الأفراد في الفضاء العام.

ورغم تأكيد وايمو أنها تراجع كل طلب رسمي من الشرطة وفق القانون، يرى النقاد أن انتشار هذه التكنولوجيا يهدد حق الأفراد في التحرك دون مراقبة مستمرة.

جدل أخلاقي حول استهداف المركبات الذاتية
في موازاة ذلك، برزت أيضاً أصوات من بين الناشطين تبرر أو تقلل من خطورة إحراق هذه المركبات مقارنة بالعنف الذي يتعرض له المتظاهرون على يد قوات الأمن. وكتب الناشط سامويل سينيانغوي على منصة "إكس" ساخراً: "هناك من يصف إحراق سيارة وايمو بالإرهاب الداخلي، سيارة روبوتية! هل ستطالبون بالعدالة للكلاب الروبوتية أيضاً؟ بينما يُطلق الرصاص المطاطي على البشر في الشوارع؟".

من جهتها، اعتبرت الناشطة البيئية وإحدى منظمات حملات العمال، إليز جوشي، أن "وايمو ليست سوى مشروع مكلف يمهد الساحة لتقليص ميزانيات النقل العام عبر الضغط السياسي"، مضيفة: "أنا أدعو لفشل وايمو". - وكالات

نيسان ـ نشر في 2025-06-11 الساعة 15:46

الكلمات الأكثر بحثاً