اتصل بنا
 

طهران تحترق.. ونار إسرائيل تُحرق مستقبل العرب

نيسان ـ نشر في 2025-06-13 الساعة 17:01

x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
لم تكن طائرات الاحتلال الإسرائيلي الـ(200) التي قصفت إيران فجر الجمعة 13 حزيران، تُطلق صواريخها على منشأة "نطنز" النووية وقادة الحرس الثوري فحسب.. بل كانت تُطلق رصاصة الرحمة على أحلام العرب بالتحرر.
الضربة التي أسمتها إسرائيل "أمة الأسود"، وأسفرت عن مقتل قائد الحرس الثوري "حسين سلامي" ورئيس الأركان "محمد باقري"، واخرين، لم تكن مجرد عملية عسكرية. لقد كانت إعلانًا صريحًا بأن إسرائيل – بدعم أمريكي صارخ – أصبحت "شرطي الشرق" الجديد، بينما العرب.. مجرد مشاهدين يُدينون على الورق، ويُدفعون عمليًّا إلى بيت الطاعة.
الغريب أن خسائر العرب من هذه الضربة قد تفوق خسائر الإيرانيين أنفسهم. فبينما كان الدخان الكثيف يتصاعد من أنقاض نطنز، كانت إسرائيل تُنهي ما تبقى من "محور المقاومة". تقارير استخباراتية تؤكد أن 70% من صواريخ حزب الله دُمِّرت في غارات متزامنة، وقتل 5 من قادته التاريخيين. أما غزة، فشهدت أقسى قصف منذ أشهر بينما كان العالم منشغلًا بطهران. وكأن إسرائيل تقول للعرب: "مصيركم أن تكونوا وقودًا لحروبنا".
لا تبحثوا عن ردٍّ إيرانيٍّ مزلزل.. فـ(100) طائرة مسيّرة أطلقتها طهران وسقطت مثل ذباب أمام الدفاعات الإسرائيلية، ليست سوى دليل إضافي على أن "المعجزة" التي وعدت بها الأنظمة العربية بقوة إيران الردعية، كانت سرابًا.
الأكثر مرارة أن بعض العواصم العربية سارعت إلى تقديم خدماتها للمنتصر. الأردن أغلق أجواءه لاعتراض المسيرات الإيرانية، والسعودية اكتفت بـ"استنكار العدوان"، بينما تُبرم أبوظبي صفقات سرية لشراء أنظمة "القبة الحديدية" الإسرائيلية. المشهد يُلخَّص بعبارة واحدة، تقول : الضربة سقطت على إيران.. لكن الهزيمة سُجِّلت باسم العرب.
أما التداعيات الاقتصادية، فهي الصفعة الأقسى للشعوب العربية. النفط قفز 9% في ساعات، والعراق أوقف تصدير نصف مليون برميل يوميًّا. حتى قناة السويس – شريان حياة مصر – تُراجِع حركة الملاحة خوفًا من امتداد الحرب.
الفاتورة التي يدفعها المواطن العربي البسيط من راتبه الهزيل، هي الثمن الحقيقي لصراعٍ يخوضه الآخرون فوق أرضه.
نحن الآن أمام سيناريوهين كابوسيين:
الأول: أن تندلع حرب إقليمية شاملة بعد تهديدات إيران بفتح جبهات في اليمن وسوريا، ما قد يُحوِّل نصف العرب إلى لاجئين.
الثاني: أن تتحول المنطقة إلى محمية إسرائيلية أمريكية، تُدار منها الدول العربية كما تُدار المزارع.
الخيار الوحيد لتفادي الهاوية هو صحوة عربية ترفع شعار: "لا نريد حماية إسرائيل ولا وصاية إيران".
لكن هل يسمع أحدٌ صرخة شعبٍ يدفع ثمن حرب لم يخترها؟ السؤال الذي يجب أن يُحفر على جدار كل دولة عربية: هل ننتظر حتى تعلن إسرائيل وصايتها علينا رسميًّا.. أم أن الدم العربي لم يجف بعد؟

نيسان ـ نشر في 2025-06-13 الساعة 17:01

الكلمات الأكثر بحثاً