الجبهة الداخلية الإسرائيلية “تئنّ” بسبب الضربات الإيرانية
قال أحد المستوطنين على خلفية مشاهد الدمار إن "ما أراه هنا يُذكرني بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لأن الدمار هائل، وأشعر كأنني في فيلم رعب
نيسان ـ نشر في 2025-06-16 الساعة 13:02
x
ليست غزة.. بل تل ابيب
نيسان ـ رغم عدم مُضيّ أقل من 72 ساعة فقط على بدء المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، وما مُنيت به الأولى من ضربات موجعة تلقتها من الأخيرة، لكن الجبهة الداخلية الاسرائيلية نالت نصيباً وافراً من تأثير الهجمات الصاروخية الإيرانية، كمّاً ونوعاً.
يظهر هذا في استهداف المواقع الحيوية في قلب الدولة، واتساع رقعة الإصابات من القتلى والجرحى، وما كشفته المواجهة من عدم جاهزية السلطات المختصة لإيواء "النازحين" المستوطنين الذين أخلوا منازلهم، وصولاً لتزايد الإقبال على الأدوية المهدئة نفسياً بسبب حالة التوتر السائدة.
الفرار من المناطق المفتوحة، وتحول الاسرائيليين الى "نازحين"
اشتكى المستوطنين، لاسيما في مدن الوسط خاصة "تل أبيب وبات يام ورامات غان وغوش دان"، من عدم حيازتهم الوقت الكافي لأخذ حاجياتهم حين يقررون النزوح من مناطق سكنهم، هروباً من الهجمات الصاروخية الإيرانية التي تسبّبت بإصابات مباشرة للمباني السكنية والأبراج العالية، مما أدى لنزوح المئات من سكانها، إلى مساكن مؤقتة، أو فنادق، دون أن يكون لديهم الوقت الكافي لأخذ أي شيء معهم، اعتقادا منهم أن كل شيء سينهار.
وسائل الإعلام الاسرائيلية أجرت مقابلات عديدة مع عدد من هؤلاء النازحين الذين عبروا عن حالة من الصدمة وعدم اليقين والخوف التي عاشوها خلال سقوط الصواريخ على المساكن التي يقطنونها، ولم يصدقوا أن يوماً سيأتي عليهم يضطرون فيه للفرار من منازلهم في قلب تل أبيب، حيث مرّوا بلحظات من "الخوف والهلوسة"، التي لم يستوعبوها بعد رغم مرور كل هذه الساعات عليهم، قائلين "لقد كانت تجربة سريالية تمامًا، حيث دُمّرت كل أغراض المنازل وحاجياتهم، لم يرَوا شيئًا يأخذوه معهم لأن المشهد كان دخانًا وظلامًا، وكأن الدولة قررت الانتحار، لأن الأمور تزداد سوءًا، وما زلنا في الساعات الأولى من المواجهة التي تشبه توجيه ركلة إلى عشّ الدبابير، الكل سيُلدغ منها".
قائد منطقة تل أبيب في قيادة الجبهة الداخلية، العقيد احتياط "ميكي"، أكد أن مبنيين شاهقين في تل أبيب أصيبا مباشرة بصاروخ إيراني، يحمل رأسًا حربيًا متفجرًا يزن مئات الكيلوغرامات، وأصاب الطابقين التاسع والحادي عشر، مسببًا دمارًا هائلًا، ونتيجةً لذلك، علق العشرات في الملاجئ بسبب الدمار الهائل الذي وقع.
وأضاف "رأيت العديد من مشاهد الدمار أثناء الحرب التي اندلعت منذ عشرين شهرا، لكنني لم أشاهد قط مشهدًا مثل هذا، هذا حدثٌ ضخمٌ لم نشهده من قبل، ولذلك فإن مهمتنا شاقة لانتشال العالقين بين الأنقاض، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمباني شاهقةٍ جدًا تضم مئات الاسرائيليين".
دمار تل أبيب يشبه خانيونس وأبراج نيويورك
على صعيد الدمار غير المسبوق، كشف تسفيكا بروت، رئيس بلدية "بات يام"، أن الأضرار المباشرة التي لحقت بالمباني السكنية، "جعلتنا نستيقظ على صباح عصيبٍ للغاية، فقد رأينا فجراً مشهداً لم نشهده من قبل، وبعيدًا عن أعداد الخسائر البشرية، فإن الدمار لم نشهده سابقاً، أحصينا حتى الآن أكثر من ستين مبنىً، يشبه الوضع مشهداً من فيلم سينمائي، الشوارع الرئيسية مليئة بالغبار، على غرار استهداف برجي التجارة العالمي في نيويورك في سبتمبر 2001، حتى أن المتضررين لم يكن لديهم الوقت لوصول المناطق المحمية، لدينا حاليًا مئات العائلات بلا مأوى، وأعداد إضافية لن يتمكنوا من العودة لمنازلهم قريباً".
مع العلم أن المستوطنين، لاسيما من يسكنون في الطوابق السفلية يعيشون حالة من الذعر، يشكون من عدم وصول تطبيق قيادة الجبهة الداخلية وإنذاراتها إليهم، وبالتالي فهي لا تُنبّههم، لأنهم لا يملكون إشارة خلوية، وينتظرون فقط سماع الإنذار من الخارج، مما يعني أنه عندما ينطلق صوت الإنذار بقرب سقوط الصواريخ الإيرانية، لا يجد العديد منهم، خاصة في الأحياء القديمة، مكاناً يلجأون إليه، كما لا يوجد قسم إطفاء في المنزل، ولا مأوى في المبنى، وفي كثير من الحالات لا يوجد وصول سريع إلى مكان عام محمي. مما يدفعهم للخروج إلى الشارع، والبحث عن مأوى، حتى لو كان في قلب العراء.
وقال أحد المستوطنين على خلفية مشاهد الدمار إن "ما أراه هنا يُذكرني بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لأن الدمار هائل، وأشعر كأنني في فيلم رعب، لأن مشاهد الدمار في المباني تؤكد أنه ستمرّ سنوات قبل بناء مبان جديدة لتحل محلها، لأنه من المرجح أن يتم هدمها".
أعطال الشبكات الخلوية وعدم تلقّي إنذارات سقوط الصواريخ
في الوقت ذاته، فإن المشكلة التي يواجهها الاسرائيليون الذين يعيشون في الطوابق الأرضية أكثر خطورة، مع العلم أن التهديد ليس جسديًا فقط، بل تكنولوجيًا أيضًا، حيث لا تتوفر لديهم نوافذ هروب، ولا توجد سوى أفنية صغيرة يسمعون من خلالها أحيانًا أصوات الإنذارات، خاصة في مدينة "ريشون ليتسيون" التي تلقت وابلاً من الصواريخ.
وبجانب أن تطبيق الإنذارات الخاصة بالجبهة الداخلية لا يُنبهم إطلاقًا، بفضل عن عدم توفر إشارة استقبال للشبكات الخلوية، فإن شبكة الإنترنت شبه معدومة أيضًا، مما يزيد شعورهم بالذعر، وكل ضجيج يجعلهم يقفزون من الخوف، حتى لو لم يكن من الصواريخ.
يظهر هذا في استهداف المواقع الحيوية في قلب الدولة، واتساع رقعة الإصابات من القتلى والجرحى، وما كشفته المواجهة من عدم جاهزية السلطات المختصة لإيواء "النازحين" المستوطنين الذين أخلوا منازلهم، وصولاً لتزايد الإقبال على الأدوية المهدئة نفسياً بسبب حالة التوتر السائدة.
الفرار من المناطق المفتوحة، وتحول الاسرائيليين الى "نازحين"
اشتكى المستوطنين، لاسيما في مدن الوسط خاصة "تل أبيب وبات يام ورامات غان وغوش دان"، من عدم حيازتهم الوقت الكافي لأخذ حاجياتهم حين يقررون النزوح من مناطق سكنهم، هروباً من الهجمات الصاروخية الإيرانية التي تسبّبت بإصابات مباشرة للمباني السكنية والأبراج العالية، مما أدى لنزوح المئات من سكانها، إلى مساكن مؤقتة، أو فنادق، دون أن يكون لديهم الوقت الكافي لأخذ أي شيء معهم، اعتقادا منهم أن كل شيء سينهار.
وسائل الإعلام الاسرائيلية أجرت مقابلات عديدة مع عدد من هؤلاء النازحين الذين عبروا عن حالة من الصدمة وعدم اليقين والخوف التي عاشوها خلال سقوط الصواريخ على المساكن التي يقطنونها، ولم يصدقوا أن يوماً سيأتي عليهم يضطرون فيه للفرار من منازلهم في قلب تل أبيب، حيث مرّوا بلحظات من "الخوف والهلوسة"، التي لم يستوعبوها بعد رغم مرور كل هذه الساعات عليهم، قائلين "لقد كانت تجربة سريالية تمامًا، حيث دُمّرت كل أغراض المنازل وحاجياتهم، لم يرَوا شيئًا يأخذوه معهم لأن المشهد كان دخانًا وظلامًا، وكأن الدولة قررت الانتحار، لأن الأمور تزداد سوءًا، وما زلنا في الساعات الأولى من المواجهة التي تشبه توجيه ركلة إلى عشّ الدبابير، الكل سيُلدغ منها".
قائد منطقة تل أبيب في قيادة الجبهة الداخلية، العقيد احتياط "ميكي"، أكد أن مبنيين شاهقين في تل أبيب أصيبا مباشرة بصاروخ إيراني، يحمل رأسًا حربيًا متفجرًا يزن مئات الكيلوغرامات، وأصاب الطابقين التاسع والحادي عشر، مسببًا دمارًا هائلًا، ونتيجةً لذلك، علق العشرات في الملاجئ بسبب الدمار الهائل الذي وقع.
وأضاف "رأيت العديد من مشاهد الدمار أثناء الحرب التي اندلعت منذ عشرين شهرا، لكنني لم أشاهد قط مشهدًا مثل هذا، هذا حدثٌ ضخمٌ لم نشهده من قبل، ولذلك فإن مهمتنا شاقة لانتشال العالقين بين الأنقاض، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمباني شاهقةٍ جدًا تضم مئات الاسرائيليين".
دمار تل أبيب يشبه خانيونس وأبراج نيويورك
على صعيد الدمار غير المسبوق، كشف تسفيكا بروت، رئيس بلدية "بات يام"، أن الأضرار المباشرة التي لحقت بالمباني السكنية، "جعلتنا نستيقظ على صباح عصيبٍ للغاية، فقد رأينا فجراً مشهداً لم نشهده من قبل، وبعيدًا عن أعداد الخسائر البشرية، فإن الدمار لم نشهده سابقاً، أحصينا حتى الآن أكثر من ستين مبنىً، يشبه الوضع مشهداً من فيلم سينمائي، الشوارع الرئيسية مليئة بالغبار، على غرار استهداف برجي التجارة العالمي في نيويورك في سبتمبر 2001، حتى أن المتضررين لم يكن لديهم الوقت لوصول المناطق المحمية، لدينا حاليًا مئات العائلات بلا مأوى، وأعداد إضافية لن يتمكنوا من العودة لمنازلهم قريباً".
مع العلم أن المستوطنين، لاسيما من يسكنون في الطوابق السفلية يعيشون حالة من الذعر، يشكون من عدم وصول تطبيق قيادة الجبهة الداخلية وإنذاراتها إليهم، وبالتالي فهي لا تُنبّههم، لأنهم لا يملكون إشارة خلوية، وينتظرون فقط سماع الإنذار من الخارج، مما يعني أنه عندما ينطلق صوت الإنذار بقرب سقوط الصواريخ الإيرانية، لا يجد العديد منهم، خاصة في الأحياء القديمة، مكاناً يلجأون إليه، كما لا يوجد قسم إطفاء في المنزل، ولا مأوى في المبنى، وفي كثير من الحالات لا يوجد وصول سريع إلى مكان عام محمي. مما يدفعهم للخروج إلى الشارع، والبحث عن مأوى، حتى لو كان في قلب العراء.
وقال أحد المستوطنين على خلفية مشاهد الدمار إن "ما أراه هنا يُذكرني بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لأن الدمار هائل، وأشعر كأنني في فيلم رعب، لأن مشاهد الدمار في المباني تؤكد أنه ستمرّ سنوات قبل بناء مبان جديدة لتحل محلها، لأنه من المرجح أن يتم هدمها".
أعطال الشبكات الخلوية وعدم تلقّي إنذارات سقوط الصواريخ
في الوقت ذاته، فإن المشكلة التي يواجهها الاسرائيليون الذين يعيشون في الطوابق الأرضية أكثر خطورة، مع العلم أن التهديد ليس جسديًا فقط، بل تكنولوجيًا أيضًا، حيث لا تتوفر لديهم نوافذ هروب، ولا توجد سوى أفنية صغيرة يسمعون من خلالها أحيانًا أصوات الإنذارات، خاصة في مدينة "ريشون ليتسيون" التي تلقت وابلاً من الصواريخ.
وبجانب أن تطبيق الإنذارات الخاصة بالجبهة الداخلية لا يُنبهم إطلاقًا، بفضل عن عدم توفر إشارة استقبال للشبكات الخلوية، فإن شبكة الإنترنت شبه معدومة أيضًا، مما يزيد شعورهم بالذعر، وكل ضجيج يجعلهم يقفزون من الخوف، حتى لو لم يكن من الصواريخ.