اتصل بنا
 

لن يوقفها إلا النووي الإيراني

صحفي وكاتب عامود في صحيفة الدستور

نيسان ـ نشر في 2025-06-22 الساعة 08:42

نيسان ـ الافتراض الأقرب للطمأنينة، بالنسبة لحظوظ إيران في البقاء، هو امتلاك إيران فعلا لرؤوس نووية يمكن نقلها وتوجيهها في صواريخ، وهذا افتراض لا يوجد تأكيدات حوله، لكنه غارق في عمق التخوفات والحسابات الأمريكية، لهذا ورغم دخولها المواجهة مع إيران منذ زمن، فهي -الولايات المتحدة الأمريكية- تدرس التدخل الرسمي المعلن، فهي تخشى المفاجآت الإيرانية وغيرها.
السعادة العالمية الغامرة المتأتية من وصول صواريخ إيران لاراضي فلسطين المحتلة، هي بدورها قد تبلغ نقطة من اليأس، وربما الأسى، بضياع فرصة تاريخية للجم آلة الإجرام الصهيوني، ووقف سطوتها، فكل الشواهد والمنطق تشكك بصمود إيران، فهي ومهما بلغت مخزوناتها من الصواريخ العابرة للحدود والفضاء، يجري استنزافها أكثر من استنزاف التحالف الذي يقف أو سيقف خلف أمريكا، دعما للتوسع الصهيوني الذي يقوده مجرم الحروب نتنياهو.
لا أرغب أن أتحدث تحليلا فكل الدنيا اليوم تقوم بالتحليل السياسي والعسكري والاقتصادي والنفسي أيضا، والدنيا تغوص أكثر في ظلام غياب الأخلاق والقيم التي تحدث عنها جلالة الملك عبدالله الثاني، أمام ممثلي الاتحاد الأوروبي في ستراسبورغ قبل أيام، فليس قبله ولا بعده حديث بهذا الوضوح، والقيمة، حول مأساة الكوكب، حين يجري اختطافه من قبل القوة المتغطرسة، التي تقتل الإنسانية وتدمر الأمل بحياة عزيزة كريمة شريفة، ترفل بالقيم الديمقراطية الإنسانية، والسلام، والتعاون والمحبة والاحترام.
بسبب جرائم نتنياهو وفريقه المجرم المتطرف، تقف المنطقة اليوم على شفير الهاوية، حيث تتجسد هذه الهاوية في فكرة التغيير، تلك التي تطرحها الصهيونية على لسان وأفعال المجرم نتنياهو.
في ضوء هذه المرحلة من حرب تبادل المقذوفات، بين أرض إيران وأرض فلسطين المحتلة، تغرق الأرض كلها بالتكهنات، سيما وأن صواريخ إيران تنفجر في فلسطين، وتبلغ أهدافها «تقريبا»، ويتجاوز بعضها الدفاعات الجوية العالمية المتطورة (ثاد وإيجيس وحيتس...)، وهذه ربما تكون حقيقة مقصودة، كحقيقة السابع من أكتوبر، التي قيل عنها بأنها «طوفان»..
الفرصة الوحيدة أمام إيران للنجاة من الدمار المحقق، تكمن في امتلاكها فعلا لسلاح نووي، تظهره للعالم، كما فعلت كوريا قبل أعوام، فهذا السلاح أصبح دستورا في ضمان السلم، بالنسبة للبلدان التي تقع في عين الاستهداف الصهيوني، أما عن فرصة أن تتحالف الصين وروسيا وباكستان، لحماية إيران من الدمار والتقسيم، فهي مستبعدة، وسقطت قبل ذلك في العراق، وكانت آنذاك سببا إضافيا لتدمير العراق.
أما عن شكل منطقتنا في حال اختفاء إيران وانتصار مجرمي الحرب في فلسطين المحتلة.. فهو شكل يعرفه الجميع ولا يحتاج تحذيرا ولا صناعة وعي زائف..

نيسان ـ نشر في 2025-06-22 الساعة 08:42


رأي: ابراهيم عبدالمجيد القيسي صحفي وكاتب عامود في صحيفة الدستور

الكلمات الأكثر بحثاً