اتصل بنا
 

هذا ليس تشاؤما ..كلنا قطط تلهو بذيلها حتى الموت

نيسان ـ نشر في 2025-06-26 الساعة 23:47

x
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
مثل جندي عاد من المعارك بعد انتهاء الحرب. مثل رجل اعتاد على روتين عمل قاسٍ لعشرات السنين، ثم قيل له: "اجلس في منزلك"، فلا يدري كيف يملأ تلك الدقائق الفارغة التي وقع في شباكها.
مثل غنيّ سقط فجأة في براثن الفقر. مثل فقير ورث ثروة طائلة دون أن يعرف كيف ينفقها، فيبددها على لا شيء.
هذه حال ساحتنا المحلية اليوم. وأنا قلق.
لا، نحن لا نعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة. لا توجد صدمة. لا نعاني من كوابيس وأحلام مزعجة، رغم أن وسائدنا كثيرة وجلها ناعم.
لا نعاني من قلق وتوتر دائمين، رغم رعشات أصابعنا - ربما دليل على سعادة مفرطة، أو ربما حزن عميق. من يعرف؟
لدينا همّة جثة، ثم فجأة نتحول إلى كائنات نشطة بلا طاقة حقيقية. عدوانيون مثل تلاميذ متنمرين، وفي نفس الوقت جبناء مثل قطعة جبن تذوب على نار غير هادئة.
متهورون وحكماء. مبادرون نفعل كل شيء وأي شيء، وفي اللحظة ذاتها نخذل أقرب الناس إلينا. صامدون ومهزومون. مهزوزون وذوو شخصيات حديدية. أقوياء وضعفاء. لدينا ما نقوله، لكننا لا نملك أي فكرة عن أي شيء.
نشعر بالحزن والإحباط، ونعاني مما يشبه الانسحاب الاجتماعي، لكننا اجتماعيون جداً وسعداء كثيراً. نحاول، لكن لا شيء يثمر عن محاولاتنا، كمن يشرب الهواء، أو يعمل على طحن الماء.
نشعر ولا نشعر بالذنب. غاضبون ولسنا كذلك. من يظن أننا نعيش الأحداث السابقة من جديد في دواخلنا مخطئ.
الناس بحاجة إلى مستقبل وافر يشغلهم. وتصريحات المسؤولين لا تتيح لهم ملء هذا المستقبل. أقول "تصريحات"، لأن كل ما يجري في ساحتنا مجرد كلمات لتخفيف حدة الصداع.
مرحباً بكم في زمن بلا دقائق.

نيسان ـ نشر في 2025-06-26 الساعة 23:47

الكلمات الأكثر بحثاً