الخمر المغشوش.. الطريق السريع لموت رخيص

نيسان ـ ابراهيم قبيلات
في أحدث حلقات مسلسل "الموت الرخيص"، يقدم لنا بعض "العباقرة" من تجار الخمر المغشوش عرضهم المميز: سكر ببلاش، وطعم مجاني من السم النقي.
النتيجة؟ تسعة ضحايا دفعوا الثمن بأرواحهم، وعشرات آخرون يتقلبون بين غثيان وهلوسة، بينما البعض لا يزال مصرّاً على أن "المشكلة مش في الخمرة، المشكلة في كُليتي الضعيفة!".

الخمر المغشوش.. عندما يتحول "المزاج" إلى "مأزق" في بلادنا، حيث "الغش فن والتهريب إبداع"، قرر بعض "الكيميائيين الفوضويين" أن يبتكروا وصفة سحرية: لماذا نكتفي بالكحول الإيثيلي (المسكر) عندما يمكننا إضافة الميثانول (المسمم)، مع قليل من الكلور، وبعض بقايا البنزين، وربما عبوة مبيد حشرات منتهية الصلاحية؟ النتيجة؟ خمرة لا تسكرك فقط، بل تحولك إلى رقم إحصائي في تقرير الطوارئ.
المشكلة أن الزبون العربي لا يقرأ "المكونات"، وإذا قرأها لا يفهمها، وإذا فهمها يقول: "خليها على الله.

مين قال إن الخمرة المفروض تضرّك؟
من أجمل ما يميز الخمر المغشوش هو أنها قد لا تحتوي على كحول أصلاً! فبدلاً من أن تمنحك مزاجا، تُسقِطك مغشياً عليك بعد أول جرعة.
قد نتفاجأ غدا بأن أحدهم قرر إدهاشنا بنوع من الخمر الجديد من الكولونيا الرخيصة (لتبقى منتعشاً حتى في المشرحة).
نصائح غير مجانية (لأنك قد تدفعها من دمك.
بعد هذه الكارثة، يطرح السؤال نفسه: كيف تحمي نفسك من الخمر المغشوش؟
إذا كنت لا تشرب أصلاً فأنت الرابح. لكن لا تبدأ لعبة "الروليت الروسي" بزجاجة مجهولة المصدر.
إذا كنت تشرب رغم كل التحذيرات فتجنب الخمر الرخيص جداً (إذا كان سعرها أقل من علبة عصير، فاعلم أنها "علبة سم").

إذا صحيت على نفسك في المستشفى فلا تقل للطبيب: "دكتور، أنا ما شربت غير كاسين، بل قل: "أنقذني، قبل أن أموت مسموما بخمر مغشوش .
أدرك جيدا أن السخرية لا تمنع المأساة، فالخمر المغشوش ليس "مزحة"، بل جريمة بكل المقاييس.
السخرية هنا ليست للتشجيع على الاستهتار، بل للفت الانتباه إلى خطر حقيقي يقتل الناس كل يوم.