عن دماء فارس الحباشنة وأشباح الليل
نيسان ـ نشر في 2025-07-08 الساعة 12:41
x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات ..
في مشهد يذكرنا بالغاب والهمجية، حيث القوي يبتلع الضعيف، والملثمون يقررون وينظمون "قانونهم" بعيداً عن أعين العدالة، ثم يطبقونه على طاولتها، ها نحن نعود.
هذه المرة، الضحية هو الزميل فارس الحباشنة، الصحافي الذي لم يكن سلاحه سوى قلمه وكلمته، فكان جزاؤه أن يُهاجم بوحشية من قبل أشباح يختبئون وراء الأقنعة.
قطعاً، نحن لا نعيش في مجتمع فاضل ولا قريب منه، لكن المؤكد أن من يضرب في الظل ثم يهرب، هو جبان بطبعه، ولا يحتاج الأمر إلى عبقرية لاستنتاج أن من يهاجمون صحافيا أعزلَ وهم متلثمون، هم بالضرورة جبناء.
فالشجاعة الحقيقية ليست في رفع الهراوة على رأس صحافي وفي عز الليل، بل في مواجهة الأفكار بالفكر، والرأي بالرأي. لكن حين يختار الملثمون زمن الليل لتنفيذ مهمتهم، فاعلم أن المهمة قذرة .
بالمناسبة، في ذاكرتنا الاجتماعية كثير من الملثمين؛ منهم من قدّم نفسه باسم "أبو شاكوش"؛ لتنفيذ مهمات ليلية مسعجلة. ومنهم يغوص في الخفاء، ليحتكر الكلمة ويلجم أي صوت معارض، ومنهم من يحيل القانون إلى "هراوة" انتقائية تشهر بوجه الخصوم المفترضين فقط.
المفارقة الساخرة أن الحديث عن الملثمين يعيدنا إلى زمن كنا نظن أننا تجاوزناه، هو زمن كانت فيه "العصابات" تفرض سطوتها، وتخيّط من خاصرة الناس قصة حاضرها ومستقبلها بعيداً عن القانون ومؤسساته.
فهل نحن أمام إحياء متعمد لتلك الأيام؟ أم أن هناك من يعتقد أن بإمكانه تحويل الأردن إلى ساحة حرب بين "فرسان الكلام" و"جبناء الليل"؟
الأخطر من الاعتداء نفسه هو الرسالة التي يريد الملثمون إيصالها: أي صوت حر.. رأي مختلف، سيواجه بالملثمين.
هنا يصبح السؤال: من يحمي الصحافيين من أنياب الليل؟.
سيادة القانون.. أم قانون السياط؟
لا شك أننا نؤمن بسيادة القانون، وهو ما يعني أن يتحرك القضاء بكل حزم ضد هؤلاء الذين يعتقدون أن عتمة ليلهم ستحميهم من نهار القانون، لكن هيهات .
لنكن واضحين، وحتى لا نبدو كاملين، لنعترف أن الفرق كبير بين مشاجرة لحظية، قد يتورط بعضنا في شباكها، إذا ما نصبت أمامه شباك كثيرة، أو إذا تعرضنا لاختبار الكرامة، حينها نصبح بمواجهة شر لا بد منه، وبين الملثمين والجريمة المنظمة.
في مشهد يذكرنا بالغاب والهمجية، حيث القوي يبتلع الضعيف، والملثمون يقررون وينظمون "قانونهم" بعيداً عن أعين العدالة، ثم يطبقونه على طاولتها، ها نحن نعود.
هذه المرة، الضحية هو الزميل فارس الحباشنة، الصحافي الذي لم يكن سلاحه سوى قلمه وكلمته، فكان جزاؤه أن يُهاجم بوحشية من قبل أشباح يختبئون وراء الأقنعة.
قطعاً، نحن لا نعيش في مجتمع فاضل ولا قريب منه، لكن المؤكد أن من يضرب في الظل ثم يهرب، هو جبان بطبعه، ولا يحتاج الأمر إلى عبقرية لاستنتاج أن من يهاجمون صحافيا أعزلَ وهم متلثمون، هم بالضرورة جبناء.
فالشجاعة الحقيقية ليست في رفع الهراوة على رأس صحافي وفي عز الليل، بل في مواجهة الأفكار بالفكر، والرأي بالرأي. لكن حين يختار الملثمون زمن الليل لتنفيذ مهمتهم، فاعلم أن المهمة قذرة .
بالمناسبة، في ذاكرتنا الاجتماعية كثير من الملثمين؛ منهم من قدّم نفسه باسم "أبو شاكوش"؛ لتنفيذ مهمات ليلية مسعجلة. ومنهم يغوص في الخفاء، ليحتكر الكلمة ويلجم أي صوت معارض، ومنهم من يحيل القانون إلى "هراوة" انتقائية تشهر بوجه الخصوم المفترضين فقط.
المفارقة الساخرة أن الحديث عن الملثمين يعيدنا إلى زمن كنا نظن أننا تجاوزناه، هو زمن كانت فيه "العصابات" تفرض سطوتها، وتخيّط من خاصرة الناس قصة حاضرها ومستقبلها بعيداً عن القانون ومؤسساته.
فهل نحن أمام إحياء متعمد لتلك الأيام؟ أم أن هناك من يعتقد أن بإمكانه تحويل الأردن إلى ساحة حرب بين "فرسان الكلام" و"جبناء الليل"؟
الأخطر من الاعتداء نفسه هو الرسالة التي يريد الملثمون إيصالها: أي صوت حر.. رأي مختلف، سيواجه بالملثمين.
هنا يصبح السؤال: من يحمي الصحافيين من أنياب الليل؟.
سيادة القانون.. أم قانون السياط؟
لا شك أننا نؤمن بسيادة القانون، وهو ما يعني أن يتحرك القضاء بكل حزم ضد هؤلاء الذين يعتقدون أن عتمة ليلهم ستحميهم من نهار القانون، لكن هيهات .
لنكن واضحين، وحتى لا نبدو كاملين، لنعترف أن الفرق كبير بين مشاجرة لحظية، قد يتورط بعضنا في شباكها، إذا ما نصبت أمامه شباك كثيرة، أو إذا تعرضنا لاختبار الكرامة، حينها نصبح بمواجهة شر لا بد منه، وبين الملثمين والجريمة المنظمة.