خسائر الاحتلال تتصاعد في غزة.. والمقاومة تفرض معادلة الاستنزاف
نيسان ـ نشر في 2025-07-09 الساعة 10:22
x
نيسان ـ في وقت كان يُعتقد فيه أن قطاع غزة قد دخل مرحلة “الهدوء العسكري النسبي” بعد اندلاع المواجهة الإقليمية بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، جاء مقتل 20 جنديًا إسرائيليًا خلال شهر يونيو الجاري ليقلب المعادلة، ويُذكّر بأن المقاومة الفلسطينية لم تنكسر، بل أعادت تنظيم صفوفها، وتواصل استنزاف القوات المتوغلة في القطاع.
هذه الحصيلة، التي تُعد الأعلى منذ مطلع عام 2025، تؤشر إلى تحوّل نوعي في وتيرة المواجهات داخل القطاع، ليس فقط من حيث عدد قتلى جيش الاحتلال، بل من حيث دلالاتها الميدانية والتكتيكية. فقد جاءت في ظل انشغال المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بفتح جبهات متزامنة مع إيران وسوريا ولبنان، ما تطلّب سحب وحدات كبيرة من غزة، وفق ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرنوت”.
وفي يوم 24 من الشهر الجاري؛ قُتل 15 جنديًا إسرائيليًا في معارك بمدينة خان يونس جنوب القطاع، في واحدة من أكبر الضربات المركّزة التي تلقاها جيش الاحتلال خلال هذا العام. ويعكس هذا الرقم – الذي لم يُسجل في يوم واحد منذ شهور – حجم الفاعلية التي باتت تمتلكها الفصائل الفلسطينية، حتى في ظل الحصار والدمار وانعدام الغطاء الجوي أو الإسناد اللوجستي الخارجي.
وتمكنت الفصائل، وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، من استعادة زمام المبادرة جزئيًا، باستخدام كمائن أرضية متقدمة وعبوات مموهة وقذائف موجهة، مستغلة حالة الإنهاك والتشتت التي بدأت تضرب ألوية الاحتلال على الأرض. وتُفيد المعطيات بأن القتلى لم يكونوا من قوات الاحتياط فحسب، بل شملت وحدات نخبة مثل كتيبة الهندسة القتالية 601.
انهيار “وهم الحسم”
ومنذ إعلان الاحتلال سحب قسم من قواته من غزة، تحت ذريعة إعادة التموضع لمواجهة إيران، ساد لدى الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية شعور مؤقت بأن الخطر الآتي من غزة بات تحت السيطرة. لكن المعطيات الميدانية تنسف هذا “الوهم”، إذ ما تزال القوات المتبقية في القطاع تواجه مقاومة شرسة، وفق ما أقرّ به رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير نفسه.
وتعكس الهجمات المضادة، التي تنفذها الفصائل في أحياء مدمّرة وبنى تحتية منهارة، إصرارًا استثنائيًا على إبقاء الاحتلال في حالة استنزاف دائم. فكل جندي يُقتل اليوم في غزة، هو دليل على أن بيئة المقاومة ما زالت نابضة بالحياة، وأن محاولة سحقها فشلت رغم 21 شهرًا من الحرب الشرسة التي استُخدمت فيها كل أدوات القتل والتجويع والتدمير الجماعي.
من جانبه؛ أرهق العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، والذي استمر 12 يومًا، المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، حيث ردّت إيران بهجمات صاروخية ومسيّرة نجحت في اختراق منظومة “القبة الحديدية” والدفاعات الجوية المتقدمة، وهو ما وضع جيش الاحتلال في حالة استنفار متعدد الجبهات.
وجعلت هذه التطورات غزة، التي لطالما كانت “الجبهة المركزية” منذ أكتوبر 2023، ساحة ثانوية من الناحية العملياتية، دون أن تتراجع فيها المخاطر. وبالعكس؛ أثبتت الأشهر الأخيرة أن الانشغال الإسرائيلي بالخارج منح المقاومة فسحة أكبر لإعادة الانتشار والهجوم، وهو ما تُثبته أرقام القتلى الجدد.
ورغم ما خلفته الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر من مآسٍ غير مسبوقة (نحو 190 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، و11 ألف مفقود، ومجاعة تفتك بالأحياء) فإن الروح القتالية للفصائل لم تخمد. فمع كل محاولة تقدم إسرائيلية جديدة، تسقط وحدات الاحتلال في الكمائن والعبوات، وتعود النعوش إلى مدن الداخل المحتل.
إن ما يحدث اليوم في غزة هو ما يمكن تسميته بـ”المعادلة المقلوبة”: كلما زادت حدة المجازر، اتسعت رقعة الصمود الشعبي، واشتدت ضربات المقاومة، ما يضع الاحتلال أمام خيارين كلاهما مرّ: الاستمرار في الحرب مع خسائر مستمرة دون تحقيق “نصر استراتيجي”، أو الانسحاب وترك قطاع منهك لكن مقاوم، يعيد بناء نفسه في كل مرة.
هذه الحصيلة، التي تُعد الأعلى منذ مطلع عام 2025، تؤشر إلى تحوّل نوعي في وتيرة المواجهات داخل القطاع، ليس فقط من حيث عدد قتلى جيش الاحتلال، بل من حيث دلالاتها الميدانية والتكتيكية. فقد جاءت في ظل انشغال المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بفتح جبهات متزامنة مع إيران وسوريا ولبنان، ما تطلّب سحب وحدات كبيرة من غزة، وفق ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرنوت”.
وفي يوم 24 من الشهر الجاري؛ قُتل 15 جنديًا إسرائيليًا في معارك بمدينة خان يونس جنوب القطاع، في واحدة من أكبر الضربات المركّزة التي تلقاها جيش الاحتلال خلال هذا العام. ويعكس هذا الرقم – الذي لم يُسجل في يوم واحد منذ شهور – حجم الفاعلية التي باتت تمتلكها الفصائل الفلسطينية، حتى في ظل الحصار والدمار وانعدام الغطاء الجوي أو الإسناد اللوجستي الخارجي.
وتمكنت الفصائل، وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، من استعادة زمام المبادرة جزئيًا، باستخدام كمائن أرضية متقدمة وعبوات مموهة وقذائف موجهة، مستغلة حالة الإنهاك والتشتت التي بدأت تضرب ألوية الاحتلال على الأرض. وتُفيد المعطيات بأن القتلى لم يكونوا من قوات الاحتياط فحسب، بل شملت وحدات نخبة مثل كتيبة الهندسة القتالية 601.
انهيار “وهم الحسم”
ومنذ إعلان الاحتلال سحب قسم من قواته من غزة، تحت ذريعة إعادة التموضع لمواجهة إيران، ساد لدى الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية شعور مؤقت بأن الخطر الآتي من غزة بات تحت السيطرة. لكن المعطيات الميدانية تنسف هذا “الوهم”، إذ ما تزال القوات المتبقية في القطاع تواجه مقاومة شرسة، وفق ما أقرّ به رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير نفسه.
وتعكس الهجمات المضادة، التي تنفذها الفصائل في أحياء مدمّرة وبنى تحتية منهارة، إصرارًا استثنائيًا على إبقاء الاحتلال في حالة استنزاف دائم. فكل جندي يُقتل اليوم في غزة، هو دليل على أن بيئة المقاومة ما زالت نابضة بالحياة، وأن محاولة سحقها فشلت رغم 21 شهرًا من الحرب الشرسة التي استُخدمت فيها كل أدوات القتل والتجويع والتدمير الجماعي.
من جانبه؛ أرهق العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، والذي استمر 12 يومًا، المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، حيث ردّت إيران بهجمات صاروخية ومسيّرة نجحت في اختراق منظومة “القبة الحديدية” والدفاعات الجوية المتقدمة، وهو ما وضع جيش الاحتلال في حالة استنفار متعدد الجبهات.
وجعلت هذه التطورات غزة، التي لطالما كانت “الجبهة المركزية” منذ أكتوبر 2023، ساحة ثانوية من الناحية العملياتية، دون أن تتراجع فيها المخاطر. وبالعكس؛ أثبتت الأشهر الأخيرة أن الانشغال الإسرائيلي بالخارج منح المقاومة فسحة أكبر لإعادة الانتشار والهجوم، وهو ما تُثبته أرقام القتلى الجدد.
ورغم ما خلفته الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر من مآسٍ غير مسبوقة (نحو 190 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، و11 ألف مفقود، ومجاعة تفتك بالأحياء) فإن الروح القتالية للفصائل لم تخمد. فمع كل محاولة تقدم إسرائيلية جديدة، تسقط وحدات الاحتلال في الكمائن والعبوات، وتعود النعوش إلى مدن الداخل المحتل.
إن ما يحدث اليوم في غزة هو ما يمكن تسميته بـ”المعادلة المقلوبة”: كلما زادت حدة المجازر، اتسعت رقعة الصمود الشعبي، واشتدت ضربات المقاومة، ما يضع الاحتلال أمام خيارين كلاهما مرّ: الاستمرار في الحرب مع خسائر مستمرة دون تحقيق “نصر استراتيجي”، أو الانسحاب وترك قطاع منهك لكن مقاوم، يعيد بناء نفسه في كل مرة.