الغابة التي لا بستجاب فيها الدعاء (8) الذين يمضغون الخوف كالخبز اليومي
نيسان ـ نشر في 2025-07-09 الساعة 14:54
نيسان ـ في أكواخ الحشائش الرطبة وتحت جذور الشجر المتشقق كان يسكن أولئك الذين لا يُذكرون في الخطب.
السلحفاة والضفدع، والعصفور الرمادي والسنّور الأعور… كانوا هم "الشعب" باختصار.
لا أحد يعرف عددهم.
ولا أحد يسأل: كيف ينامون؟ كيف يحلمون؟ وهل يضحكون بصوتٍ عالٍ؟
كان الخوف عندهم مثل الخبز اليومي.
يُعجن قبل الفجر
يُخبز على نار الغياب
ويُقدَّم مع قليلٍ من الصمت.
قال الضفدع ذات يوم وهو ينظر إلى وجهه المنعكس في المستنقع:
> أُحبّ الماء، لكنني لا أستطيع السباحة بعيدًا.
الخوف مربوط في قدمي كزنار العائلة.
وكانت السلحفاة تكتب مذكراتها داخل صدفتها:
كلما أردتُ أن أخرج رأسي، صرخت ذاكرة أمي:
ارجعي سيأتي العقاب.
أما العصفور فكان يغنّي لا حبًا بالحياة بل لأنه اكتشف أن الصمت يجلب الشبهة.
وفي أحد الأيام اجتمعوا دون قصد أمام كهفٍ صغير.
قال السنّور الأعور بنبرة يملؤها الحنين:
“أعرف هذا الكهف… كنت أظنه كهف الوحش فإذا هو فقط مخزن للهواء الفاسد.
صمت الجميع.
ثم سمعوا صوتًا يشبه زئيرًا قديمًا لكنّه كان يصدر من مذياعٍ مكسور، تحمله بومةُ الأخبار.
ومضغوا الخوف مرةً أخرى
لكن هذه المرة بطعم مختلف.
كأنهم عرفوا أن الخبز صار يابسًا جدًا…
وأن الخوف قد انتهت صلاحيته.
23-6-2025
السلحفاة والضفدع، والعصفور الرمادي والسنّور الأعور… كانوا هم "الشعب" باختصار.
لا أحد يعرف عددهم.
ولا أحد يسأل: كيف ينامون؟ كيف يحلمون؟ وهل يضحكون بصوتٍ عالٍ؟
كان الخوف عندهم مثل الخبز اليومي.
يُعجن قبل الفجر
يُخبز على نار الغياب
ويُقدَّم مع قليلٍ من الصمت.
قال الضفدع ذات يوم وهو ينظر إلى وجهه المنعكس في المستنقع:
> أُحبّ الماء، لكنني لا أستطيع السباحة بعيدًا.
الخوف مربوط في قدمي كزنار العائلة.
وكانت السلحفاة تكتب مذكراتها داخل صدفتها:
كلما أردتُ أن أخرج رأسي، صرخت ذاكرة أمي:
ارجعي سيأتي العقاب.
أما العصفور فكان يغنّي لا حبًا بالحياة بل لأنه اكتشف أن الصمت يجلب الشبهة.
وفي أحد الأيام اجتمعوا دون قصد أمام كهفٍ صغير.
قال السنّور الأعور بنبرة يملؤها الحنين:
“أعرف هذا الكهف… كنت أظنه كهف الوحش فإذا هو فقط مخزن للهواء الفاسد.
صمت الجميع.
ثم سمعوا صوتًا يشبه زئيرًا قديمًا لكنّه كان يصدر من مذياعٍ مكسور، تحمله بومةُ الأخبار.
ومضغوا الخوف مرةً أخرى
لكن هذه المرة بطعم مختلف.
كأنهم عرفوا أن الخبز صار يابسًا جدًا…
وأن الخوف قد انتهت صلاحيته.
23-6-2025
نيسان ـ نشر في 2025-07-09 الساعة 14:54
رأي: د. وليد العريض