اتصل بنا
 

'نفسي أستشهد عشان آكل'.. أطفال غزة يتمنون الموت بدلًا من الجوع

نيسان ـ نشر في 2025-07-21 الساعة 12:42

x
نيسان ـ "لما نستشهد يا ماما وانروح ع الجنة راح ناكل زي العالم ولا لاء؟"، انطلقت هذه الكلمات العفوية المؤلمة على لسان طفل في السابعة من عمره متوجها بها إلى والدته التي حاولت لملمة دموعها الجارفة لتجيبه وقد خفقت دقات قلبها بسرعة "صحيح يا حبيبي راح ناكل كل شيء بنحلم فيه".

لم تنتهِ المحادثة المؤثرة بين الطفل ووالدته رجاء الكحلوت؛ فقد أجابها الطفل بكل براءة يفتقدها أطفال قطاع غزة في ظل حرب الابادة: "يا رب اموت واروح ع الجنة وأكل كل اشي بحلم فيه، نفسي بالجاج والبندورة والخبز والموز".
ومع دخول الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والبضائع التجارية للشهر الخامس على التوالي، وصل الجوع ذروته في القطاع، فيما يواصل تجار المافيات وسارقي المساعدات رفع الأسعار بشكل جنوني، ما يمنع الناس من شراء ما يسد جوعهم.

أم تكذب لتُسكت الجوع

وبابتسامة ممزوجة بالقهر والوجع، وبلسان يرتجف من هول ما وصل به حال الأطفال تقول المواطنة الكحلوت لمراسلنا: "أطفالي لم يأكلوا الخبز منذ ثلاثة أيام، وطول النهار والليل بعيطوا بدهم ياكلوا وأنا مش قادرة ألبي رغباتهم".

وتوقفت الكحلوت بُرهة من الوقت لتستعيد موقفاً أوجع قلبها وأصابها بقشعريرة نفضت جسدها وهي تقول: "بنتي عندها شلل دماغي، كلما تحركت طلبت أكل، حاولت أكذب عليها وأقول لها نامي ولما تصحي راح يستوى الأكل".

غطت الفتاة المريضة في نومها لساعات عدة وعندما استفاقت طلبت من أمها الأكل، فلم تجد والدتها سوى البكاء، حاولت مرارا وتكرارا تهدئة ابنتها فلم تستطع.

وتعاني خيمة المواطنة الكحلوت من أزمات عدة فلا طعام ولا شراب ولا تستطيع أن تحميها من حر الصيف وبرد الشتاء، تقول: "الوضع الانساني صعب جدا الأولاد ماتوا من الجوع وبطونهم بدأت تسمع صوتها.

وأطلقت الكحلوت صرخة مدوية من أعماق قلبها داعية العالم بالتدخل العاجل لإدخال المساعدات الإنسانية لا سيما الطحين ووقف الابادة الجماعية بشكل نهائي.

صرخة من قلب خيمة

وفي خيمة مجاورة يكسوها النايلون المهترئ تجلس المواطنة إكرام صلاح وهي تنظر إلى أطفالها السبعة وتقول: "كل واحد من أطفالي يخرج الساعة التاسعة صباحا وعلى رأسه وعاء بحثا عن تكيات الخير".

وباتت معاناة المواطنة صلاح مضاعفة فالخيمة لا تحميها من حر الصيف ولا برد الشتاء وزادت المعاناة مع تفشي المجاعة: "متنا من الشوب والحشرات واجسادنا ممتلئة بالحساسية والطفح الجلدي وجاءت المجاعة لتزيد من معاناتنا وتضاعف أوجاعنا".

تصرخ المواطنة صلاح من شدة قهرها وهي تقول لمراسل "شمس نيوز": "فش عنا طحين ولا مونة حتى العدس مش ملاقينوا، الي كان حقوا شيكل صار حقوا 100 شيكل، والله مش قادرين نشتري".
تصف المواطنه صلاح حال أطفالها وأجسادهم تتلوى من شدة الجوع: "ابني مش قادر يقف من قلة الطعام، كل ما يقف بيقع مباشرة، وانا مش قادرة اوفر اي اشي لسد الجوع".

ككل فلسطيني يعيش في قطاع غزة تصرخ المواطنة صلاح عبر شاشات الإعلام وتقول للعالم: "كفى صمتا!، كفى خذلاننا، تحركوا، أنقذونا، أوقفوا الإبادة، لا نستطيع شراء خبز ناشف، سعره مرتفع جدا ولا نجد شيء نأكله يا امة المليار استفيقي".

احصائيات مرعبة
ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة فقد استشهد نحو 70 فلسطينيا جائعا غالبيتهم من الأطفال، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية كان أخرهم الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام).
وذكرت الصحة في بيانها أن 5 أطفال توفوا من الجوع خلال 48 ساعة فقط ما ينذر بكارثة كبيرة.
وتعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي تجويع المدنيين في قطاع غزة، من بينهم مليون طفل يعانون سوء التغذية ويواجهون خطر الموت في ظل عدم دخول اي صنف من أصناف الحليب او الفواكه والأسماك والمكملات الغذائية.
وأعلنت وكابة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين الاونروا ان معظم سكان غزة دخلوا المرحلة الخامسة وهي الأشد بمؤشر المجاعة.
وقالت مديرة مكتب الإعلام والتواصل بوكالة الأونروا في غزة إيناس حمدان: "إن الأونروا ليس لديها مواد غذائية منذ أسابيع لتوزيعها، لكنها مستمرة بتقديم الخدمات الحيوية وأنها تستطيع إدارة خمس مراكز صحية و25 نقطة طبية متنقلة في ظل التقارير تتحدث عن ازدياد في حالات سوء التغذية.

نيسان ـ نشر في 2025-07-21 الساعة 12:42

الكلمات الأكثر بحثاً