اتصل بنا
 

خبراء يحذرون من خطر ترسبات الطين في السدود المغربية

نيسان ـ هسبريس ـ نشر في 2016-01-10 الساعة 10:14

x
نيسان ـ

حذر باحثون في الجيولوجيا والبيئة من مخاطر الترسبات الطينية التي تشهدها بعض السدود المغربية، وهو الرأي ذاته الذي يشاطره العالم الجيوفيزيائي المغربي أحمد لشهب، الذي دق ناقوس الخطر بخصوص الترسبات الكبيرة على مستوى السدود جراء انجراف التربة، لافتا إلى ضرورة أخذها بعين الاعتبار على المدى الطويل عند الرغبة في تشييد السّدود.

ولفت الأستاذ المحاضر بجامعة "سيسكيهانا" بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال محاضرة من تنظيم شعبة "الجيولوجيا وعلوم الأرض" بكلية العلوم والتقنيات بالراشيدية، حول "الجيورادار واستكشاف الترسبات في السدود والخزانات المائية"، إلى أهمية تقنية الجيورادار في تحديد عمق الأحواض الرسوبية والخزانات المائية الطبيعية؛ متمثلة في البحيرات، والخزانات المائية الاصطناعية كالسدود، والمرتكزة على تقنية ترددات الموجات الصوتية.

وتابع العالِم، الذي سبق له إنجاز دراسة ميدانية جيوفيزيائية لفائدة المغرب السنة الفائتة، أن التقنية الحديثة والمكلفة جدا، يمكن استغلالها في إطار استشراف المستقبل على المدى الطويل، من أجل الحد من المخاطر الطبيعية، كما تستخدم في دراسة المواقع الملائمة للسدود والموانئ والفرشات المائية، بصفتها منشآت مواقع تلعب دورا هاما في المجال البيئي من جهة، وتعمل على تدبير الموارد المائية من جهة أخرى، خاصة وأن المغرب مندمج حاليا في إطار منظومة عالمية لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري.

المحاضرة، التي حضرها أساتذة وباحثون في مجالات الجيولوجيا والبيولوجيا والكيمياء من جامعات مكناس والقنيطرة والرباط، كانت فرصة لمداخلات علمية سلطت الضوء على كمية المياه في السدود المغربية، حيث أكد الدكتور علي شرود أنه من الصعب تحديد كمية حقينة السد بشكل مضبوط في ظل الكميات الكبيرة من الطمي والطين، في حين يتمكن الباحثون والتقنيون من تقديم أرقام مضبوطة حول جودة المياه ومدى تلوثها ومكونات التربة ودرجة الحرارة وغيرها من المؤشرات الفيزيائية.

وأضاف أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم بالراشيدية أن امتلاء السد يكون كبيرا ومرتبطا بالتساقطات المطرية. كما تتم تغذيته عن طريق الفرشات المائية في مناطق المياه بكثرة، إلا أن الترسبات تحد من نموه، متابعا "في حالة كثرة الترسبات يقل حجم المياه، والحل ليس هو توسيع الأطراف مثلما تفعل الجهات المعنية بالمغرب، لأن الأمر يؤدي إلى عدم توازن في الأرض المحيطة بالسد"، مؤكدا أن الحل هو إزالة الطمي من قاع السد، وهي الخطوة الصعبة جدا على المستوى التقني في عمق قد يصل إلى 150 مترا، وعملية جد مكلفة على المستوى المادي.

وشدد الأستاذ الجامعي على ضرورة إجراء دراسات تقنية لتحديد مواقع السدود، وأن تأخذ أكبر وقت ممكن مع ميزانية مهمة قبل تحديد الموقع وبداية البناء، لاسيما وأن المغرب كان سباقا إلى نهج سياسة السدود الناجحة، مشيرا إلى ضرورة استغلال التطور العلمي والإمكانيات الموجودة حاليا والتي يجب استخدامها لربح الرهان على المدى الطويل.

وعن الأماكن التي شيدت فيها السدود المغربية، لم يخف شرود أن موقع سد "سيد الشاهد" بسيدي قاسم، يساهم في تزويده بالرمال الحمراء، حيث شيد في منطقة مليئة بالطمي والتربة الحمراء الأرجيلية، مما أدى إلى امتلائه بالترسبات تنعكس سلبا حجم المياه داخل الخزان المائي، مقابل سد "الحسن الداخل" في الراشيدية، والذي يزود المدينة وأرفود والريصاني بمياه الشرب، مبرزا أن موقعه جعله لا يعاني من مشكل ترسب الطين.

نيسان ـ هسبريس ـ نشر في 2016-01-10 الساعة 10:14

الكلمات الأكثر بحثاً