كبير الانفصاليين يقص أجنحة البوهالي ويبعث رسائل للمغرب
نيسان ـ نشر في 2016-01-12 الساعة 12:09
كان لافتا في تشكيلة ما يسمى حكومة جبهة البوليساريو الانفصالية، التي تم الإعلان عنها، استبعاد الزعيم محمد عبد العزيز، الذي يعاني من مشاكل صحية وتنظيمية عسيرة داخل الجبهة، لأحد الشخصيات المتمرسة والقوية في الجبهة، وهو محمد الامين البوهالي من "حقيبة الدفاع".
وحسب "التشكيلة الحكومية" التي تم الكشف عنها، فإن البوهالي الذي مكث في منصبه كـ"وزير للدفاع" لمدة تجاوزت عقدين من الزمن همشه "كبير الانفصاليين" وقص أجنحته، وبات يشغل منصب ما يسمى "وزير البناء وإعمار الأراضي المحررة"، ليعوضه المدعو "عبد الله البلال".
وفيما كان اسم "عبد القادر الطالب عمر"، الذي بقي في منصبه كـ"وزير أول" في الجبهة الانفصالية، متوقعا داخل أوساط هذا التنظيم، فإن أسماء قوية أخرى تم تغييبها، إذ لوحظ توجه القيادة نحو تفضيل أسماء شابة، حتى لو لم تكن لها تجربة في الجبهة؛ وذلك بغية توجيه رسائل إلى المغرب بشأن نزاع الصحراء.
وجاء في "التشكيلة الحكومية" لجبهة البوليساريو، فضلا عن عبد القادر الطالب عمر وزيرا أول، ومحمد الأمين البوهالي، وزيرا للبناء والإعمار، البشير مصطفى السيد في منصب ما يسمى "وزير الدولة ومستشار بالرئاسة"، ومحمد سالم السالك "وزيرا للخارجية"، وحمة سلامة "وزيرا للداخلية".
وفي قراءة للفريق الانفصالي الجديد، قال الدكتور خالد شيات، الأستاذ بجامعة وجدة، والخبير في ملف الصحراء، لهسبريس، إن ما يسمى بالمؤتمر الرابع عشر للجبهة عرف توجيها مباشرا من محمد عبد العزيز، حتى إن هناك خللا في عدد الأصوات بين الناحية الحسابية والنتائج النهائية.
وأكد شيات أن ما يسمى أمانة التنظيم، ولجنة الرقابة، جاءتا متماسكتين تماما مع تصور "الزعيم" الذي لم يعد له خيار سوى تحجيم الأصوات المتمرسة، من قبيل محمد الأمين البوهالي، وتقديم بعض العناصر القليلة الخبرة والشاب؛ وذلك بغية إرسال رسالتين رئيسيتين.
الرسالة الأولى، وفق الخبير ذاته، "داخلية تؤكد تحكم عبد العزيز في مسار الجبهة، والثانية موجهة للمغرب، باعتبار أن الأصوات الشابة هي أكثر ميلا للخيار المسلح"، مشيرا إلى أن "البوهالي والسيد ضد أي تصعيد عسكري في الوقت الحالي، وهذا لا يعني تراجعهما عن المواقع التقليدية".
وأود المتحدث ذاته أنه "أمام الموقف المتذبذب لجبهة التحرير الجزائرية في المؤتمر الأخير، عدا الصراخ التقليدي بالدعم اللامشروط لـ"حق تقرير المصير"، وصعوبة الوصول إلى حل بالضغط على المغرب على الصعيد الدولي، ستلجأ الجبهة إلى تقوية التيار المتطرف الداخلي".
وذهب الأستاذ بجامعة وجدة إلى أن "خيار لجوء جبهة البوليساريو الانفصالية إلى تقوية تيارها الداخلي المتشدد، والذي يدعو إلى رفع السلاح ضد المملكة، يعتبر خيارا شبه انتحاري، قد يؤدي إلى انقسامات داخلية دون تحقيق أي تقدم، لا في المسعى السياسي، ولا على المستوى العسكري".
(هسبريس)