اتصل بنا
 

ابن ابنك ولا ابن بنتك .. أيهما الأقرب

نيسان ـ نشر في 2016-01-19 الساعة 16:28

x
نيسان ـ

الدكتورة إلهام العلان

لا تخلوا مجالس السيدات من حوارات ونقاشات حول الأحفاد ومكانتهم في القلب سواء إبن الإبن أو إبن البنت، والإتفاق عادة يكون على أن المسمى لكلا الطرفين هو "حفيد" أو "سبط"، غير أن حدة النقاش تبدأ حين تتداخل المواقف والمشاعر مع نقطة "الأغلى"..

الأغلى معناها مدى الإمتيازات التي تُقدم لذاك الطفل من حب ورعاية وهدايا، فإذا أمه تعمل فسيكون في حضن الجدة وليس الحضانة، ويُحضّر لعيد ميلاده قبل بأسبوع، ولا يتجرأ أحد على ضربه أو توجيه الإنتقادات له فهو إبن "البطة البيضة"..

البعض من الجدات ترى أن لا فرق بين إبن إبنها أو إبن بنتها كلاهما غلاوة ومعزة واحدة وما يحدد ذلك سلوك الطفل نفسه، سواء كان هادئ أو مؤدب ونظيف بمعنى مريح في التعامل ولا يجلب المشاكل للجد والجدة..

وبعضهن تقول بأن إبن الإبن الأقرب والأغلى للعائلة، لأنه يحمل إسم العائلة ومرده لعيلته وعشيرته ويسندها في عجزها وكبرها، حتى الميراث هو الأولى فيه لأن ميراث البنت يعود للغرباء وليس لهم فالأولى لإبن الإبن حتى يبقى المال بين أهله وأصحابه.. وتضيف الجدة قائلة: "إبن العدوة (زوجة إبنها) عدّا وعدّاني، وإبن الحبيبة (بنتها) تركني وخلاني"..

هذه المقولة مفادها أن هناك نهر وتريد الجدة أن تقطعه، فإبن إبنها حملها على ظهره وقطع بها النهر لبر الأمان مع أنها لا تحب أمه (زوجة إبنها)، أما إبن بنتها تركها على حفة النهر ولم يساعدها مع أن أمه بنتها وحبيبة قلبها..

وهناك ثقافة مجتمعية أخرى نلمسها عند بعض العائلات وخاصة عندما تكون العلاقة بين الكنة والحماه غير متوازنة، وتحمل العتب والتأنيب والتقصير وغيرها من الصفات التي تبحث كلاهما عليها أو كما تقول زوجة الإبن: "المحبة من الله"، حينها يقع الطفل ضحية تلك الحالة التي تعتمد على الشد والجذب بين الطرفين، بحيث تعمل الكنة على منع طفلها من زيارة جدته، أو الرد على طلباتها إذا احتاجت شئ، أو رد الجواب غير اللائق وكل ذلك عقاباً للجدة على عدم محبتها لزوجة إبنها..

وفي المقابل تقوم الحماة (الجدة) بتلطيش الكلام على الطفل عند رؤيته، وانتهاز الفرصة المواتية لإبداء رأيها في عدم التربية الصحيحة للطفل ناهيك عن ملابسه وطعامه وشرابه وغيرها من التصرفات الطفولية التي قد يقع فيها الطفل، والأدهى إذا كان الطفل يُشبه خاله هنا وقع السخط على الطفل المسكين، وفي المقابل هناك إبن البنت المحظوظ والحائز على الامتيازات وخاصة بحضور الأحفاد الآخرين، وهنا تكمن الطامة..

بغض النظر عن الثقافة المجتمعية وحالاتها المختلفة إلا أن هناك شي هام من المفروض عدم تناسيه، ألا وهو أن هناك طفل لا يدري أو يعبأ بما يحدث بالعائلة بعض النظر عن طبيعة العلاقة بين الأطراف مجتمعة، وسواء كان إبن هذا أو ذاك فقد جاء من صُلب العائلة ويحمل إسم العائلة من طرف الأب أو الأم، وبقدر ما يُعطى الطفل من حب ورعاية من قِبل أجداده بقدر ما يحمل ذكريات طفولية لن تُنسى أو تُمحى من ذاكرته، ولطالما سمعنا عن ذكريات الطفولة عند بعض المشاهير والقادة والتي كانت منارة لنجاحاتهم وما زالت تبعث الدفء والحب في أضلاعهم الكهلة المتعبة..

نيسان ـ نشر في 2016-01-19 الساعة 16:28

الكلمات الأكثر بحثاً