مراقبون: مقتل العدناني يضعف (داعش والذئاب المنفردة)
نيسان ـ نشر في 2016-09-01
اعتبر مراقبون للحركات السلفية، أن مقتل الناطق باسم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو محمد العدناني، أول من أمس، بقصف مركبته في حلب سيضعف التنظيم وخلاياه النائمة في الخارج والتي يطلق عليها "الذئاب النائمة".
وقال هؤلاء لـ"الغد"، إن عملية اغتيال العدناني، تشكل خرقا أمنيا كبيرا لتنظيم داعش المعروف باحتياطاته الأمنية، خصوصا مع اغتيال 3 من قيادات الصف الأول خلال 8 أشهر، وهم أبو علي الأنباري، وأبو عمر الشيشاني، وأبو محمد العدناني.
كما اعتبروا مقتله ضربة موجعة للتنظيم، لاسيما بعد خسارته لعدد من قادته، أمثال جون البريطاني الملقب بـ"السفاح"، والذي كان يتولى قطع الرؤوس، وأبو علي الأنباري، وأبو مسلم التركماني، وعمر الشيشاني، وأبو مهند السويداوي.
ورأوا، أن تيار التشدد الذي كان يمثله هؤلاء سيضعف، وربما يؤدي، إلى ظهور تحولات فكرية داخل مسار التنظيم.
وينحدر طه صبحي فلاحة العدناني من مدينة إدلب السورية، التي ولد فيها العام 1977، ويقود قطيع "الذئاب المنفردة" المرتبط فكريا مع التنظيم، والموزع في مختلف دول العالم، كما أصبح الرجل الثاني بالتنظيم بعد أبو بكر البغدادي، خاصة بعد مقتل عمر الشيشاني في تموز (يوليو) الماضي.
من جهته، رأى المحلل السياسي للحركات الإسلامية أسامة شحادة، أن مقتل العدناني يعد "أمرا جيدا بالنسبة للأردن والعديد من الدول المستهدفة من قبل تنظيم داعش، وخاصة الشعب السوري، كما يعتبر مقتله خسارة موجعة للتنظيم وخاصة للبغدادي، الذي كان يرتكز في قراراته على المقربين منه ومساعديه من الصف الأول في التنظيم، ومن بينهم العدناني والشيشاني".
وتداول نشطاء صورة دعاء كان ردده العدناني سابقا، وقال فيه: "إذا كان تنظيم الدولة تنظيما ظالما، فسيهلك الله قادته"، وهذا ما يحدث فعلا، بعد أن قتل أكثر من 10 من قادة التنظيم بطريقة بشعة، نتيجة قصف التحالف الدولي، وكأن الله بين حقيقة هذا التنظيم.
والعدناني، بصفته قائدا لـ"قطيع الذئاب المنفردة"، استطاع بتسجيلاته وخطاباته، وتحديدا قبل شهر رمضان الماضي، التحريض على تنفيذ عمليات قتالية في أوروبا تحديدا، فضلا عن تنفيذ عملية "مكتب مخابرات البقعة" التي أدت لاستشهاد 5 من مرتبات المخابرات العامة، وذلك وفق اعترافات منفذ العملية، الذي قال إنه فعل ذلك، "استنادا الى خطاب أبو محمد العدناني".
وبحسب شحادة، فإن تسجيل العدناني كان "عبارة عن دعوة وتحريض للخلايا النائمة، للقيام بعمليات إرهابية أفضت إلى قتل العديد من الضحايا في دول مختلفة".
كما اعتبر شحادة أن "عمليات قتل قادة داعش تؤثر على التنظيم، لكنها لا تقضي عليه، بل تحد من شروره"، مشيرا إلى أن هذا التنظيم "قادر على إنشاء قادة آخرين، ليواصلوا تنفيذ استراتيجياته الإرهابية".
وأيده، بذلك محلل الحركات السلفية والجهادية حسن أبو هنية، الذي قال إن تنظيم داعش "لحقت به خسارة فادحة يصعب تعويضها بعد مقتل عدد من قادته، من أبرزهم العدناني وهو ناطق وخطيب، والذي كانت خطاباته تساهم في التجنيد والتحريض والاستقطاب".
واستدرك أبو هنية، "لكن ذلك لا يعني زوال التنظيم، بدلالة أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي، لم ينه التنظيم، بل تسلم المهام من بعده أبو عمر البغدادي، وبعد مقتله تسلم أبو بكر البغدادي، وهكذا فإن استهداف القيادات، لم يؤد إلى انهيار التنظيم كون هذه التنظيمات متماسكة وقادرة على تفريخ قيادات جديدة".
وأضاف أن "أهمية العدناني ليس فقط أنه كان ناطقا إعلاميا لتنظيم داعش، بل كان مسؤولا عسكريا في التنظيم عن العمليات الخارجية، وهو المسؤول عن تنفيذ عمليات باريس وبروكسل، وعمليات الذئاب المنفردة".
وفيما يتحدث مراقبون عن إمكانية فقدان "داعش" تماسكه بعد اغتيال عدد من قادته، يرى أبو هنية أن ذلك "لن يحدث، لكنه ربما يتزعزع بفقدان مثل تلك القيادات".
ويحذر من "احتمال وقوع عمليات انتقامية خارجية، ثأرا لمقتل العدناني، الذي ربما يترك فراغا كبيرا في التنظيم.
بدوره، قال الباحث في شؤون التنظيمات السلفية مروان شحادة، إن قتل العدناني، "يشكل اختراقا أمنيا كبيرا لداعش المعروف بصلابته الأمنية، خصوصا مع اغتيال 3 من قيادات الصف الأول خلال 8 أشهر".
وإشار إلى أن ذلك "يدلل على أن تيار التشدد الذي كان يمثله هؤلاء سيضعف، وربما يؤول إلى ظهور تحولات فكرية داخل مسار التنظيم".
وأضاف، "من المعروف أن العدناني لم يكن مسؤولا عن الجناح الإعلامي فحسب، بل كان على دراية شرعية كبيرة، ومعرفة عملياتية، فهو المسؤول الأول عن التخطيط للهجمات الخارجية التي استهدفت دولا أوروبية وتركيا، وهو مهندس العلاقة مع فروع التنظيم في العالم".
موفق كمال - الغد