خبراء يدعون لإيجاد صندوق دعم لمصابي التوحد
نيسان ـ نشر في 2017-04-02 الساعة 19:11
دعا خبراء ومختصون في اليوم العالمي للتوحد الذي يصادف اليوم الاحد الى زيادة الدعم لمصابي التوحد ولمراكز تأهيليهم ، وايجاد صندوق داعم لهم ، وانشاء فكرة كفالة لهم على غرار كفالة اليتيم، نظرا لارتفاع تكاليف العلاج والتأهيل الخاصة بهذه الفئة.
وأضافوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) أنه لابد من تدخل ذوي المصاب بالتوحد في الكشف المبكر عنه، ليسهل علاجه وانخراطه في المجتمع والتحاقه بصفوف دراسية أسوة بغيره من الطلبة، وإعادة النظر في القوانين والتشريعات لصالح هذه الفئة، وادماجهم في المجتمع لتحسين نوعية حياتهم.
وكان أمين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال في رسالة اليوم على موقع جمعية الامم المتحدة الالكتروني في هذه المناسبة : ان هدف هذا اليوم تحت شعار : ' نحو الاستقلالية الذاتية وتقرير المصير ' هو التوعية بمرضى التوحد، وفي تغيير المواقف السائدة تجاه مرضى التوحد وفي الاعتراف بحقوقهم أسوة بغيرهم، وفي الحق بالمطالبة بتلك الحقوق وفي اتخاذ القرارات التي تخص حياتهم بكامل إرادتهم ووفقَ ما يفضلون.
وأضاف أنه وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن الأهلية القانونية والمساواة في الاعتراف أمام القانون هما من الحقوق المتأصلة التي يتمتع بها مرضى التوحد على قدم المساواة مع أفراد مجتمعاتنا الآخرين.
وأشار الى ضرورة توفير التسهيلات وأشكال الدعم الضرورية لمرضى التوحد لتمكينهم من ممارسة حياتهم وحقوقهم وفقا لما يختارونهم لأنفسهم بحرية، ذلك أنهم بحصولهم على الدعم الذي يحتاجونه ويختارونه، سيمتلكون أسباب القوة التي ستمكنهم من اجتياز المراحل الكبرى التي يمر بها كل إنسان في حياته، في العيش والزواج والعمل وادارة شؤونه المالية..
وبين أن مرضى التوحد عندما يتمتعون بالمساواة مع الآخرين والاستقلال في اتخاذ قراراتهم، فإنهم يصبحون قادرين حتى على التأثير في مستقبلنا المشترك تأثيرا إيجابيا أقوى.
وقالت مديرة المركز الأردني التخصصي للتوحد الدكتورة آلاء سعدية ان هناك وعيىا صحيا أكثر في المجتمعات الحالية حول التوحد واعراضه، وإن هناك العديد من الاسباب التي أدت الى زيادة الاصابة منها الهواء الملوث والحروب والوجبات السريعة والمواد الحافظة الموجودة في العديد من الاغذية.
وأشارت الى ضرورة التنبه الى تأهيل العاملين بشكل جيد في مراكز التوحد وبالأخص لأولئك الذين يعملون في مراكز التربية الخاصة ، داعية الى إعطاء المزيد من الدعم لمراكز التوحد وإعادة النظر في القوانين لصالح هذه الفئة، وادماجهم في المجتمع لتحسين نوعية حياتهم باعتبارهم جزء لا يتجزأ من المجتمع.
ودعت إلى إيجاد كفالة خاصة للمصابين للتوحد على غرار كفالة الايتام ،أو صندوق خاص لدعمهم ماديا، لما يسهم في تبني تكاليف علاج المصاب وتأهيله للحياة، اذ ان تكلفة العلاج مرتفعة نظرا لتواجد من أربعة الى ستة مختصين مع المصاب لتوحد منهم لعلاج الوظيفي والنطقي وغيرها من العلاجات وكذلك توفير برامج وادوات ووسائل خاصة به.
وقال اخصائي طب الأطفال وحالات التوحد وصعوبات النطق والتعلم وزميل جمعية أطباء الأطفال الأميركية الدكتور محمد أحمد المومني أن زيادة نسبة التلوث في الهواء والغذاء والبيئة أثر على زيادة أعداد المصابين به، خاصة في الآونة الاخيرة مع تطور الصناعات في الدول الصناعية.
وأوضح أن الاطفال المصابين بالحساسية اتجاه هذه الاغذية والادوية وعندهم خلل مناعي يؤثر بالتالي على جهازهم الهضمي ومن ثم المناعي وينعكس بالتالي على الجهاز العصبي وعلى الدماغ والاعصاب وبالتالي على النطق.
وبين أن من أهم العلاجات لمصابي التوحد هو الحمية الغذائية للشوفان والقمح والشعير وكذلك الحليب الصناعي، لإراحة الجهاز الهضمي والتوجه نحو حليب الابل والارز والبطاطا والفواكه والخضراوات، مركزا على أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل للوقاية من التوحد وممارسة عددا من أنواع الرياضة كالسباحة وركوب الخيل لما لها فائدة في الوقاية والعلاج من التوحد.
وأوضح أهمية تصنيف الاطفال المصابين بالتوحد قبل التسرع بإدخالهم مدارس الطلبة العاديين ، كونهم يحتاجون الى مصادر تعلم ومعلم مرافق خاص له.
ودعا الى أهمية الكشف المبكر في حياة الطفل من عمر سنتين الى ثلاث سنوات ، والتنبه الى إصابته بأعراض التوحد، كأن يخسر عددا من الكلمات بفقده للغة، وممارسة انماط حركية له مختلفة عن السابق كالدوران مثلا بشكل مستمر، أو أنماط صوتية كالصراخ او الحركات العدائية بدون سبب.
وقال ان اليوم العالمي للتوحد هي فرصة للتوعية اتجاه هذه الاصابة ، وزيادة الوعي أن مرض التوحد ليس هو حالة تخلف او إعاقة ، كما يعتبرها البعض، وللوقاية والعلاج لابد من الاعتماد على الغذاء الطبيعي الصحي الطازج بدلا من تناول الاغذية غير المفيدة.
يشار الى ان الجمعية العامة للأمم المتحدة اقرت بالأجماع على اعتبار الثاني من نيسان هو اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد (القرار 139/62) للعمل على المساعدة نحو تحسين نوعية حياة لأولئك الذين يعانون من التوحد.