اتصل بنا
 

تقرير استخباراتي: 5 عقبات تربك الجيش المصري

نيسان ـ نشر في 2015-06-27 الساعة 01:45

x
نيسان ـ

قال معهد "ستراتفور" الأمريكي للتحليل الاستخباري، إن طبيعة الجيش المصري المفرطة في المركزية أضرت ببراعته القتالية، وجعلته مرتبكا في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تختلف عن خوص الحروب التقليدية.

ورصد التقرير الاستخباراتي 5 متغيرات من شأنها إضعاف قدرات الجيش المصري تحت وطأة المتغيرات الراهنة.

ونقل موقع "World IN ARABIC " نص التقرير الذي أصدره مركز ستراتيجيك فوركاستينج (ستراتفور) الذي يعد أبرز مركز دراسات أمني واستراتيجي في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويعتبر "ستراتفور" أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، يعلن على الملأ طبيعة عمله التجسسي، تطلق عليها الصحافة الأمريكية اسم "وكالة المخابرات المركزية في الظل، أو الوجه المخصخص للسي آي إيه ، معظم خبراء مركز ستراتفور ضباط وموظفون سابقون في الاستخبارات الأمريكية.

وفيما يلي رصد "ستراتفور" لأبرز تلك العقبات:

أولا: تحليل التهديد تقدير الجيش للتهديدات؛ ربما يكون أكبر العوامل التي تسهم في استمرار التركيز على القدرات التقليدية. ومما لاشك فيه أن القادة المصريين يدركون أن التمرد والإرهاب يمثل التهديد الأكثر إلحاحا، لكن هذا لا يعني أنها التهديدات الأكثر خطورة.

فلا تزال المعارك التي خاضتها مصر في القرن العشرين، بما في ذلك حربي 1967، و1973 مع إسرائيل، تلقي بظلالها على حسابات الجيش.

ورغم أن احتمالية شن هجوم تقليدي على مصر منخفضة جدًا حاليًا، إلا أن الظروف الجيوسياسية في الشرق الأوسط متقلبة بوضوح، ويرجح ألا يستبعد قادة مصر شن هجوم عسكري تقليدي باعتباره تهديدًا محتملا.

صحيحٌ أن حركات التمرد، سواء في شبه جزيرة سيناء أو عبر الحدود الليبية، سوف تستمر، لكن من غير المرجح أن تمثل تهديدًا لقبضة الحكومة على السلطة.

ثانيا: قصور مؤسسي على مدى عقود، تم بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المصرية للتعامل مع الحرب التقليدية واسعة النطاق.

وقد تردد صدى هذا التركيز في مجالات التعليم والتدريب والأيديولوجية والعقيدة العسكرية التي تُشَكِّل التصورات، وبالتالي الهيكل التنظيمي.

كما أن تدريب القادة العسكريون على تثبيت وتعزيز براعة مصر في الحرب التقليدية؛ ألقى بظلاله على الأدوار التي لعبها القادة في مجال التخطيط العسكري.

ثالثا: البحث عن الوجاهة أن تكون قادرًا على التباهي بامتلاك أكبر جيش عربي، والأكثر تطورًا، يمنحكَ الكثير من الوجاهة. وبناء عليه، سوف تواصل الدولة والجيش في مصر السعي لامتلاك المزيد من القدرات التقليدية؛ في محاولة للاحتفاظ بهذا التصور الإيجابي وتعزيزه.

رابعا: مركزية هيكل السلطة الجيش المصري في جوهره مؤسسة مركزية إلى حد كبير. على الرغم من الأدلة التاريخية الكثيرة، على أن: طبيعته المفرطة في المركزية أضرت ببراعته القتالية، وجعلت الجيش غير مستعد للتحوُّل إلى قوة أكثر مرونة من شأنها إفساح المجال للمبادرة الفردية على مستوى صغار الضباط.

ويرجع ذلك في الأساس، إلى:

خوف القيادة من حدوث انقلاب؛ لأن أفراد الجيش جزء من الشعب، وعليه فليسوا محصنين من موجات السخط التي تقوض الاستقرار دوريًا في مصر.

ورغم أن هذه المخاوف قد يكون لها ما يبرهنها إلى حد ما، فإن الحلول العسكرية- مثل: الانضباط المركزي الصارم، ومستويات الرقابة والإشراف، وتقييد تدفق المعلومات- أسفرت عن منظمة بطيئة الحركة، تواجه صعوبة في الرد على الفاعلين غير الحكوميين الأكثر مرونة الذين يهددون البلاد.

خامسا: المصالح الراسخة مصالح الضباط والمجندين داخل الهيكل الحالي للقوات المسلحة تخلق ضغطا إضافيا على القادة المصريين للحفاظ على الوضع الراهن.

على سبيل المثال، فإن التحول إلى قوة أكثر قدرة على مكافحة المتمردين؛ يُمَكِّن ضباط الصف وقوات العمليات الخاصة على حساب القيادة التقليدية.

كما سيؤدي أيضًا إلى إغلاق العديد من المقرات والمحطات، وإزالة أي منصب يتقلده الضباط المرتبطين بها. وبالمثل، سيصبح مئات الآلاف من قوات المشاة التي تلقت تدريبًا سيئًا غير صالحة لحملات مكافحة التمرد المتطورة.

الإنفاق الدفاعي ورجَّح ستراتفور ألا ينخفض إنفاق مصر الدفاعي رغم الضعف الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد، وعزا ذلك إلى سببين:

أولاهما؛ تزايد دعوات الجيش المصري لدعم قوة عربية مشتركة.

وثانيهما؛ مواصلة مصر التركيز على تطوير وتعزيز قواتها العسكرية التقليدية لحمايتها من التعرض لتهديد كارثيّ، غير مرجَّح لكنه محتمل، يتمثل في غزو أجنبي.

التهديد الإسرائيلي

وعن التهديد الذي تمثله دولة الاحتلال الإسرائيلي، قال المركز: "في العقود الماضية، كان الصراع بين مصر وإسرائيل يحتل موقع الصدارة باعتباره التهديد الأكثر إلحاحا الذي يواجه الحكومة. لكن مع مرور الوقت، تضاءل خطر غزو مصر من قبل دولة أخرى.

ومن المستبعد جدا اليوم أن تحاول إسرائيل- القوة الحقيقية الوحيدة المتواجدة على مسافة تمكنها من توجيه ضربة فورية إلى القاهرة- مهاجمة مصر".

مستشهدًا بـ" "تودُّد حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي لنظيرتها الإسرائيلية، وجهود القوات المصرية لاحتواء وتقويض حركة حماس في غزة".

مخاطر غير تقليدية

ورأى المركز أن الجيش المصري، المكون من قوات تقليدية كبيرة وغير مرنة، أكثر ملاءمة لحراسة البلاد ضد التوغل الأجنبي، لكنه قد لا يكون قادرًا بالقدر ذاته على معالجة القضايا الأمنية الراهنة في البلاد.

وأضاف مركز الدراسات الأمنية والاستراتيجية: "منذ إنهاء الاستعمار، حافظت مصر على أكبر وأقوى جيش في العالم العربي. وطوال تاريخها، اعتمدت الدولة المصرية المستقلة بشكل كبير على الجيش لحماية مصالحها الإقليمية؛ ابتداءً في الصراع الذي امتد لعقدٍ من الزمان مع إسرائيل، وصولا إلى النزاعات الأخيرة على الحدود الجنوبية والغربية مع السودان وليبيا".

واستدرك ستراتفور: "لكن في حين تضاءل التهديد الوجودي الذي تمثله الجيوش التقليدية في السنوات الأخيرة، برزت مخاطر جديدة وغير تقليدية، تجسدت في حركات التمرد والإرهاب والفاعلين غير الحكوميين".

نيسان ـ نشر في 2015-06-27 الساعة 01:45

الكلمات الأكثر بحثاً