اتصل بنا
 

1 % من الأردنيين ينظرون للأسد بإيجابية و95% بسلبية

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2018-03-26 الساعة 14:01

نيسان ـ

فقط 1% من الأردنيين ينظرون إلى بشار الأسد بإيجابية، في مقابل 95% يرونه بسلبية، وفقاً لاستطلاع أجراه مركز 'بيو للأبحاث' في 2017، وشمل دولاً أخرى في المنطقة.
الأردنيون نظروا بسلبية للأسد أكثر من اللبنانيين والإسرائيليين والأتراك والتونسيين، ولم يحقق الأسد نظرةً إيجابية لدى غالبية المُستَطلَعين إلا في لبنان، وبنسبة لم تزد عن 53%، ويبدو ذلك مفهوماً، نظراً للتركيبة السكانية، والانحيازات المذهبية المتنوّعة في الصراع، ووقوف حزب الله إلى جانب الأسد.
ربّما، لعوامل كثيرة، يرى 95% من الأردنيين أنّ بشار الأسد غير ملائم لسورية، فالكارثة التي تسبّبَ بها على حدودنا أضرّت بأمننا واقتصادنا، ودفعت إلى الأردن أكثر من مليون سوريّ، ما ضاعفَ من ضائقتنا، وزادَ الضغوط على البنية التحتية والخدمات الحكومية، بما لا يمكن للمساعدات الدولية أن تحتويه، فضلاً عن التهديدات الأمنية للجماعات الإرهابية التي انطلقت من الفوضى السورية إلى بلادنا، ولا تزال ماثلة على حدودنا الشمالية.
أضرَّ بشار الأسد بمصالح سورية ومستقبلها أولاً، ونحن تلقينا توابعَ الزلزال أكثرَ من غيرنا. لكنّ نسبة الـ95% من مزاج الشارع الأردنيّ، الذي نظر إليه بسلبية، تُشير إلى تتبّع الأردنيين الدقيق لمسار الكارثة السورية منذ 15 آذار 2011، وكيف تحوّلت من احتجاج مدنيّ، دام شهوراً قليلة، تحت شراسة القمع والتوحّش والدموية، ثم إلى ثورة مسلحة، بترتيب من آصف شوكت، وإلى ساحة صراع وتكاسر إرادات بين دول وأجهزة استخبارات، رعت منظمات إرهابية، وموّلتها، حتى بسط الاحتلالان الروسيّ والإيرانيّ نفوذهما على سورية، وعلى الأسد، وعلى الإرهابيين.
يعرفُ الأردنيون أكثرَ من غيرهم شراسة تنظيم بشار الأسد، وقبله تنظيم الأب. كثيرٌ من الأردنيين فُقدوا في سورية. وآخرون غُيّبوا في السجون أكثر من عشرين عاماً (ليس بينهم إخوان مسلمون، وليس بينهم لصوص ومهربون). يعرفُ الأردنيُّ أنّ الرشوةَ هي أسهل ما كان يُواجهه على نقطة الحدود السورية، وهو يدفعها، باعتبارها قانوناً في 'سورية الاسد'. لكنّ أدنى نظرة شكّ من عنصر من أحد فروع المخابرات السورية قد تكلفه حياته أو غيابه سنواتٍ طويلة، ولا يستطيعُ أنْ يسألَ عنه أحد. كما يُدركُ الأردنيُّ من أصل فلسطيني رعبَ أنْ يعبرَ الحدود لزيارة أهله، ويُقتادَ إلى 'شعبة فلسطين'.
غالبيةُ الأردنيين ينظرون بسلبية لبشار الأسد، فلم تفتهم لحظةٌ من الكارثة. فهم يتذكّرون كيف بدأ تنظيمُ بشار بالكذب منذ اندلاع الاحتجاجات المدنية. لا ينسون، مثل أهلهم السوريين، كيف احترفَ هذا النظام البعثيّ-العائليّ الأكذوبة القومية الكبرى، وكيف فصّلها في أربعين عاماً من الكذب، فكانت النهاية 'الأسد.. أو نحرق البلد'..

نيسان ـ نشر في 2018-03-26 الساعة 14:01


رأي: باسل الرفايعة كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً