اتصل بنا
 

الدواعش العلمانية وتونس .. هل نحن على أعتاب (بوعزيزي) جديد؟

نيسان ـ نشر في 2015-06-27 الساعة 05:33

x
نيسان ـ

لقمان إسكتدر

تونس تغلق 80 مسجدا.. هل يذكركم ذلك بحقبة ما من تاريخ البلد؟

رئيس حكومة تونس يعلن عن إغلاق 80 مسجدا خلال اسبوع قال إنها تنشط خارج نطاق القانون. ويعلن أيضا عن إجراءات فورية لمقاومة الارهاب منها استدعاء جيش الاحتياط.

ها قد انتهى زمن الربيع العربي، وعادت العربة مجددا إلى نقطة الصفر. لكن مع هذه العودة اكتسبت الأنظمة العربية - التي غيرت ثوراتها الرأس فقط - الكثير من الخبرات، ولم تعد تعتقد أنها من "المسلمة بها"، فخلصت إلى نتيجة أن عليها أن تقمع أكثر، وتسيطر أعمق، لكن وفق نمط جديد من أنماط الدولة الشمولية.

وكأن التاريخ يعيد نفسه.

في فترة خميسينات القرن الماضي كان يقع ما يقع الان. لكن ارتدادات الثورات آنذاك جرى معالجتها بالراديو، فيما العصر الراهن أشد تعقيدا.

عاد الزمن بتونس يوم كانت تصرف هويات رسمية لمرتادي دور العبادة. ألم يكن تونس "بن علي" تفعل ذلك؟ كانت تفعل؟

***

بعضنا يحلم لو عاد الزمان الى الوراء ولم يصرخ ذاك الذي صرخ: (بن علي هرب)، وبعضنا يتمنى لو ان محمد بوعزيزي لم يصفع، وإذا صفع أن لا يشعر بالاهانة، وأن يدير للمرأة الشرطية التي صفعته الخد الآخر.

تونس عادت الى العام 2011، قبل أن يفكر بن علي حمل أمتعته ويغادر. أما تونس الثورة فهاي هي في مركب اسطول الحرية المتوجه نحو قطاع غزة، لعله يكسر الحصار، وعلى متنه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي. لقد هاجرت الثورة تونس، وركبت البحر.

لعل المرزوقي - بعد أن عرف ان الأخضر من تونس قصي على الأماني - تمنى أن يتحول الى نورس من نوارس البحر.

***

إن من الخطير الإيحاء بأن دور العبادة هي من تفرز العنف أو الارهاب. ومن الأخطر أن تظهر معالجات توظف المسجد باعتباره خزانا متوقعا للعنف. هذا بالضبط ما يفرز دواعش، وإن كانت مقنعة بألف قناع وقناع في دواخل انسان المنطقة.

ليست الداعشية فقط من تحمل السلاح وتتفنن في القتل، وفي مزيد من القتل المجاني. هناك دواعش اقتصادية، ودواعش سياسية ودواعش تجارية، ودواعش رياضية، وهناك ما هو أخطر دواعش علمانية، وكلها تنبت اللاستقرار في المجتمع.

ما يدركه علماء الاجتماع ان الخزانات المتوقعة لتوليد العنف ثم الارهاب هي في المعالجات التي تنحى باتجاه الأعراض المرضية، ولا تعالج الداء الحقيقي، ما يعني اننا أمام كارثة جديدة.

***

لو قسنا طريقة العلاجات التونسية اليوم لأغلقت بعد المساجد، المدارس والأندية الرياضية، والنوادي الثقافية التي لا تعنى إلا بالشعر والشعراء، بل والمولات التجارية، والوزارات ومؤسسات حكومية. فمن قال إن باقي مؤسسات المجتمع العربي بخير.

المعادلة ببساطة: اعتبار المسجد مشكلة + حلول علمانية = داعش

القصة ليست "غنمة ولو طارت" وهو حال الفكر العلماني الداعشي المتطرف ومعالجاته البائسة.

إن في الهواء اليوم روائح حرائق تشمّ بوضوح لنار جديدة تشتعل في بوعزيزي جديد. لكن هذه المرة ستكون بطعم الثورة الفرنسية وليس بنكهة ثورة الياسمين.

***

مسكين المواطن العربي اليوم هو بين داعشين الأولى باسم الدين والثانية باسم العلمانية.

نيسان ـ نشر في 2015-06-27 الساعة 05:33

الكلمات الأكثر بحثاً