المغرب: وثائق العفو الملكي بحوزة سمسار محاكم

المتهم حاول إرشاء رجال الأمن أثناء إيقافه بمحيط محكمة سيدي بنور وتدخلاته تشمل الشرطة والدرك

انتهت عملية تمشيط محيط المحكمة الابتدائية لسيدي بنور من السماسرة والنصابين، بسقوط شخص يلقب بـ «مول الجلابة الصفراء»، متخصص في النصب على المتقاضين وتقديم الاستشارات الاحتيالية في الدعاوى الكيدية.
وعلمت «الصباح» أن قاضي التحقيق لدى ابتدائية سيدي بنور، يجري حاليا، التحقيق التفصيلي مع المتهم، بعد انتهاء البحث التمهيدي معه من قبل الضابطة القضائية، وإحالته على النيابة العامة، إذ عثر بحوزته أثناء إيقافه على استدعاءات وشكايات، كما حاول إرشاء رجال الشرطة الذين أوقفوه بمدهم بـ 5000 درهم مقابل غض الطرف عنه، إلا أنها ضمنت في محاضر الاستماع إليه.
وعند تفتيش منزله وقفت عناصر الأمن لمنزله، على محجوزات أخرى عبارة عن شكايات واستدعاءات ومجموعة من الوثائق القضائية التي تفيد تورطه في النصب على الراغبين في التوسط لهم لدى رجال القضاء والأمن والدرك، وحجزت 24 وثيقة من النوع نفسه بينها طلب عفو ملكي في اسم أحد الأشخاص. وجاء إيقاف المتهم إثر حملة لتشديد الخناق على السماسرة بالمحكمة الابتدائية، بناء على تعليمات لرئيس المحكمة. ومن سوء حظ السمسار أن تعليمات أخرى صدرت من قبل الوكيل العام تحمل مواصفات المتهم ولقبه، تطالب الضابطة القضائية بإنجاز بحث حوله والتأكد من سلوكاته.
وجاء سقوط السمسار، صاحب «الجلباب الأصفر»، بعد محاولة تدخله في ملف قضائي، يتعلق بعملية أنجزتها الشرطة القضائية، أوقفت فيها شقيقين بمحل للمواد الغذائية، تبين أنه يبيع «النفحة» والمواد الصيدلية من بينها عوازل طبية من صنع صيني، وبعد اعتقال الشقيقين، تدخل النصاب موهما عائلتهما أن له علاقات ستمكن من إطلاق سراحهما، قبل أن يجد نفسه محاصرا بمحيط المحكمة، ويجري إيقافه وضبط المحجوزات سالفة الذكر.
وجرى الاستماع إلى المتهم ليتبين أنه كان يقتنص ضحاياه من محيط المحكمة، ويوجه لهم إرشادات، كما ينصح بعض المتقاضين المتابعين في قضايا الضرب والجرح بإنجاز شهادات طبية، لخلق توازن في الملف، وترجيع كفة تبادل الضرب والجرح.
كما كان يتخذ من مقهى توجد بالقرب من المحكمة مكتبا دائما له، يلتقي فيه الضحايا، ولا يتوانى في إيهامهم بقدراته الخارقة في التدخل لدى الدرك والأمن والقضاء.
ويعمد المتهم إلى طلب أموال مدعيا دفعها للموظفين، ليلج المحكمة ويتجول بها قبل الخروج موهما الضحايا أن أمرهم نفذ، وما عليهم إلا انتظار الحكم، لينصرف إلى حال سبيله.

الصباح المغربية