اتصل بنا
 

هل تراجع ترمب عن ضرب الاسد؟

نيسان ـ نشر في 2018-04-12 الساعة 16:31

x
نيسان ـ

صحيح أن انترفاكس نقلت عن مشرّع روسي قوله ان سفنا روسية غادرت قاعدة طرطوس البحرية السورية في سوريا حرصا على سلامتها. إلا أن مؤشرات يمكن التوقف امامها وتشي بتراجع الولايات المتحدة الامريكية عن تلويحها باستخدام القوة العسكرية، لكن هل هذا دقيق؟ السيناريوهات ما زالت مفتوحة.

في رصد المواقف والتدابير يمكن الحديث عن أحد سيناريوهين الأول؛ أن واشنطن تراجعت بالفعل عما وعدت به بمعاقبة النظام السوري على استخدام الكيماوي ضد شعبه، أو أنهم اتفقوا مع الروس على بيع الايرانيين والنظام السوري، وأن الضربة قريبة ويراد لها ان تكون قاسية بحق الايرانيين والأسد.

في سيناريو التراجع جاءت مؤشرات الاستدارة لصالح التراجع عن الضربة بعد أن مضى يومان على إبلاغ الرئيس الامريكي دونالد ترمب روسيا أن عليها ترقب الضربة وأنها لن تستطيع ردعها.

مؤشران واضحان لهذه الانعطافة، الأول تصريح الرئيس الامريكي دونالد ترمب الخميس، الذي نفى فيه أن يكون قد حدد موعدا قريبا للضربة الامريكية. أما المؤشر الثاني فالذي خرج فيه رأس النظام السوري بشار الاسد وهو يحاول البحث عن نقاط الالتقاء مع عدوه ترمب. يقول سفاح دمشق لأحمق واشنطن: إن أي تحركات محتملة ضد بلاده ستؤدي الى 'مزيد من زعزعة الاستقرار' في المنطقة.

اليوم تستطيع ان تمسك بيدك ما يشي بالموقف ونقيضه. فمن حيث علامات التراجع الامريكي فقد جاءت بعد ساعات من تصريح ترمب، عندما علّقت وزارة الدفاع الأمريكية على تصريح الرئيس الامريكي قائلة: 'نحن لا نعلّق على عملياتنا العسكرية'، لكن بعد مضي 48 ساعة على تلويح ترمب من دون أن يفعل شيئا خرج الرجل مرة أخرى وقال: أنا لم أقل أن الضربة ستكون قريبة.

كما ظهرت مؤشرات أخرى من بينها تأكيد الكرملين ان التنسيق العسكري الامريكي الروسي على الارض السورية مستمر ولم يتوقف.

في تغريدته التي نشرها على صحفته الرسمية، كتب ترمب: 'لم أقل أبدا متى سيحدث الهجوم على سوريا. يمكن أن يكون قريبا جدا، أو ليس قريبا جدا على الإطلاق'.

وأضاف على أية حال، قامت الولايات المتحدة ، تحت إدارتي، بعمل عظيم في تخليص المنطقة من تنظيم داعش. فأين 'شكرا أمريكا؟'

ما تظهره تغريدة ترمب وعودة الحديث عن تنظيم داعش ومطالبته العالم بشكر بلاده رسالة واضحة بانه لن يعاقب النظام السوري على استخدام الكيماوي ضد شعبه.

وفيما غاب عن تصريح ترمب أي إشارة الى 'السلاح الكيماوي' والأسد، راح الرئيس الامريكي ينقلنا في تغريدته الى الحديث عن تنظيم داعش التنظيم الذي تتوافق جميع الاطراف في سوريا على قتاله.

لن يستطيع احد التكهن بسر الانعطافة الامريكية، لكنها انعطافة شبيهة بتلك التي قام بها قبل ترمب الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما الذي فعل اكثر مما قام به ترمب في الحقيقة إبان غضبه على كيماوي الاسد عندما حرّك البوارج العسكرية الامريكية الى السواحل السورية ثم ادار ظهره وعاد من حيث أتى.

أما بشار الأسد ورغم انه متفرج مثلنا على ما يجري في بلاده لكنه يبدو اليوم اكثر دبلوماسية وهو يحاول استدعاء المصالح المشتركة بينه وبين ترمب. وهو يحذر من أن أي تحركات محتملة ضد بلاده ستؤدي الى 'مزيد من زعزعة الإستقرار' في المنطقة.

في أية حال ما زال الأمر مربكا ويدعو للحيرة فالعالم بات يملك أدلة من كافة الاتجاهات على الضربة والعودة عنها.

نيسان ـ نشر في 2018-04-12 الساعة 16:31

الكلمات الأكثر بحثاً