اتصل بنا
 

هل أصبحت داعش قوة عظمى؟

نيسان ـ نشر في 2015-06-28 الساعة 11:15

x
نيسان ـ

كتب محمد قبيلات

هل لعاقل أن يصدق أن لدى تنظيم الدولة كل هذه القدرة ليضرب في ثلاث دول في يوم واحد، فيوقع كل هذه التفجيرات في كل من تونس والكويت ثم فرنسا، لتترك وراءها العشرات من الضحايا، فكيف لهذا التنظيم أن يمتلك الامكانات ليقوم بكل ذلك، واعضاؤه مرصودون ومتابعون دولياً؟ وفي الوقت نفسه متورط ميدانيا بالعديد من الجبهات الساخنة والمفتوحة في كل من سوريا والعراق؟

القصة زادت عن حدها، خصوصاً وأن مسلسل كوباني "المكسيكي" ما زالت مستمرة حلقاته، ولعلنا نذكر كيف أن التحالف الدولي والنظام السوري وايران والاكراد وتركيا وبعض فصائل المعارضة السورية، اجتمعوا جميعا على قلب رجل واحد لمواجهة داعش، في معركة كوباني الاولى، ولم يتسنَ لهم جميعا أن يثنوها عن الدخول الى كوباني!
وكنّا نرى من خلال الفضائيات أرتال داعش بِعدِّها وعديدها وهي تحطُ على الربوات المحيطة بعين العرب، ونسمع المذيعون وهم يرددون على مدى أيام : "انهم على بعد اربعة كيلومترات .. ثلاثة كيلو مترات .. اثنين " وهكذا حتى وصلوا.. وطائرات التحالف، ومن في صفها من القوات التابعة لدول أخرى من الذين يدّعون أنهم ضد داعش وظلوا يراقبون عن كثب ولم يفعلوا أي شيء.
فهل أصبحت داعش قوة دولية يحسب لها حساب؟ وإن كان الأمر كذلك، لماذا لا تتعاطى معها كل هذه الدول بشكل من أشكال العلانية؟ أو لماذا لا تظهر وتتصرف هي على شكل دولة، وليست على شكل مجموعات من المقاتلين دائمي التنقل بالشاحنات، أو الملثمين الذين يعدمون الرهائن، وهي الصورة المثالية التي تخدم مشروع تنميط متعمد لشخصية المسلم، والتي تدار من قبل بعض المراكز، وبما يتوافق والبرامج المعدة سلفا لتلك الغاية.
ليس سراً أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن أجهزة المخابرات العالمية تستخدم عناصر الدولة العتيدة المدفوعين بالحماسة، و تنفذ وترمي بأيديهم، ربما هم ( شباب الدولة) لا يعلمون، فهم يعيشون حالة من حالات (الاصطهاج) والمزاج العالي الذي يتمازج مع خدرٍ مردّه انجاز حلم بناء دولة الخلافة.
لكن يحق لنا أن نسأل التالي: اذا كانت الدولة الاسلامية تحارب النظام السوري، فأي مصلحة لها في إثارة الفتنة في دولة مثل دولة الكويت؟ وهي من الدول العربية التي اصطفت ضد النظام السوري، رغم أنه من المشاركين بحفر الباطن والتحرير؟؟ وماذا يتحقق لداعش من ذلك؟
طبعا نعتقد أنه ليس من مؤامرة عالمية وراء داعش، فالذي حدث طبيعي، وما كانت لتتهيأ للدولة الاسلامية فرصة الظهور لولا وجود ظرف ميداني معين، وواقع تشكل في ظل غياب الدولة وأذرعها الأمنية، سواء في غرب العراق أو من بعد في شرق وشمال سوريا، ما سهّل على هذا التشكيل مهمته ويسّر له أن يتمدد على شكل دولة تملأ الفراغ الحاصل.
الى ذلك سيطرة التنظيم على بعض آبار النفط ومحطات توليد الكهرباء وبعض السدود، وما يمارسه من ابتزاز للعشائر الواقعة في منطقة سيطرته، فيحصل على دعمها.
وليتحقق الظرف الموضوعي، تجنّبت الميلشيات في العراق ومن خلفها ايران الصِدام معه، وكذلك النظام السوري، حيث غض الطرف عنه بينما ظل ينهال ببراميله المتفجرة، مع كل طالعة نهار، على المدن السورية.
أما تلاميذ مدرسة صِدام الحضارات وروّادها فمؤكد أنهم لن يجدوا ما هو أكثر اثارة من صور أولئك العفاريت بلحاهم الطويلة، وثيابهم القصيرة، وراياتهم السوداء، وهم يجزوّن أعناق البشر، يضربون هنا وهناك، ويهددون (الكفار) بالذبح وسوء العاقبة.

نيسان ـ نشر في 2015-06-28 الساعة 11:15

الكلمات الأكثر بحثاً