اتصل بنا
 

بلد المراقبة 24 ساعة.. لا يمكن ان تفلت من يد الشرطة الصينية

نيسان ـ نشر في 2018-04-18 الساعة 22:07

x
نيسان ـ

مواطن صيني يبلغ من العمر 31 عام، مطلوب أمنياً لإرتكابه جرائم اقتصادية..ذهب ليحضر حفلة موسيقية..كان موجودًا ضمن 60 ألف شخص..فجأة دخلت الشرطة لتقبض عليه من وسط عشرات الألوف..
المجرم الهارب كان مذعورًا لأن الشرطة استطاعت التعرف عليه بتلك السهولة والسبب في النظام الأمني الصيني المخيف
.16 مليار استثمرتها بكين في تركيب 170 مليون كاميرا ذكية، سترتفع بحلول العام 2020 إلي 400 مليون كاميرا، تغطي كل مدن وقري الصيني مصممة لمراقبة كل حركة يقوم بها المواطنون.
تستطيع الشرطة إيجاد المطلوب أمنيًا أينما كان من خلال التعرف علي وجهه..لو أردت إلقاء نظرة علي آلية عمل ذاك النظام..
وكانت BBC حققت في النظام قبل شهور وأراد مراسلها اختبار دقة النظام..فعثرت عليه الشرطة في 7 دقائق فقط بعد التعرف علي وجهه في إحدى المحطات، وجاءت لاصطحابه.
هذا ليس سلوكًا فرديًا لحماية الممتلكات بل قرار من دولة بمراقبة كل حركات مواطنيها المليار في الشوارع والميادين والحدائق وحتي مداخل البيوت..معلوماتك وتحركاتك وصورك كل ذلك في يد جهاز واحد في دولة قمعية.
وكان صدر كتاب من تأليف مارك ليونارد، وهو باحث أمضى وقتًا في الأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية، قبل العودة للعمل كمدير تنفيذي للمركز الاوربي للعلاقات الخارجية..
الكتاب اسمه ‘‘فيم تفكر الصين؟‘‘..في آخر فصوله حديث عن رواية صينية ذاع صيتها في تسعينات القرن المنصرم ‘‘أرجوك لاتدعني إنسانًا‘‘ للكاتب وانج تشو..الرواية التي كانت تتخيل إقامة الألعاب الأوليمبية في بكين، لكنها من نوع مختلف، فيها تتنافس الدول ليس علي المستوى الرياضي، وإنما علي قدرة مواطنيها علي تحمل الذل.
يوان باو بطل الرواية نجح في تحقيق الميدالية الذهبية للصين، بعد أن نجح في حسم معركة الذل، عندما انتزع جلد وجهه، ثم وقفت الأمة الصينية مزهوة ببطلها وهو يقف وسط بركة دماء..كتابات الرجل طبعًا مُنعت لاحقًا بما فيها روايته..التي لم تحمل سوي رسالة واحدة..ان الصينيين تحرروا فعلًا من قرن الذل الأوروبي-الياباني، لكنه تحررمن ذل لآخر..تلك المرة إذلال الدولة لمواطنيها..أعتقد أنه التوصيف الأنسب..رغم كل ما تحقق من مكتسبات اقتصادية عملاقة.

نيسان ـ نشر في 2018-04-18 الساعة 22:07

الكلمات الأكثر بحثاً