اتصل بنا
 

المصريون يبحثون عن حمدين .. عام على اختفائه.. هل أدى الدور المطلوب؟

نيسان ـ نشر في 2015-06-29

x
نيسان ـ

على الرغم من خسارته مرتين على التوالي في معارك الانتخابات الرئاسية بعد الإطاحة بمبارك في ثورة يناير ومرسي في يونيو إلا أن أنصاره يلقبونه بـ"الرئيس"، لكنه اختفىن رغم سخونة الساحة المصرية. الكثيرون اليوم يسألون: أين ذهب الرجل؟

عام مضي على الانتخابات الرئاسية التي خاضها "حمدين صباحي رمز "النسر" في مواجهة "نجمة" الرئيس عبدالفتاح السيسي التي خرج فيها "خاسرًا" كالعادة.. فاتخذ صباحي المسلك المعارض برجوعه إلى صفوف "الثورة والثوار" من جديد ليخرج بين الحين والآخر بتصريحات معارضة على السياسات التي تسير على نهجها الدولة من "بطالة، إعدامات، مشروعات، الإخوان" لكن في الغالب ما تكون من وراء حجاب.

المصريون يسألون: ماذا كان يفعل صباحي لو أصبح رئيسًا للجمهورية وكيف سيكون تعامله مع الأزمات؟ وهل من الممكن أن يصبح صباحي "قائد للمعارضة" القادم تحت قبة البرلمان خاصة بعد مرور عام على تدشينه "التيار الديمقراطي" الذي يضم 7 أحزاب وفي كشف حساب على مرور العام الأول على الانتخابات وتولى الرئيس السيسي مهام الحكم رصدت "المصريون" ماذا لو كان صباحي رئيسًا؟!..

التيار الديمقراطي.. عام من معارضة "السيسي"
عقب فترة الهدنة والنقاهة التي قبع فيها صباحي بعد الانتخابات الرئاسية الماضية شهورًا قليلة دشن تحالف "التيار الديمقراطي" للإعلان بشكل رسمي عن خوض الانتخابات البرلمانية وسط تضارب في اتخاذ قرار خوضه الانتخابات أم لا ولكن جاء تدشين "التيار" ليكون معارضًا بشكل له معنى شرعي وتأثير داخل المجتمع تحت قبة البرلمان، وجاءت الأحزاب المشاركة في التيار الديمقراطي ممن دعموا صباحي خلال الانتخابات الرئاسية لتضم 6 أحزاب تعد مزيجًا ما بين اليسارية والليبرالية التي شاركت قادتها وشبابها في ثورة 25 يناير منها "الدستور، الكرامة، العدل، التحالف الشعبي الاشتراكي، مصر الحرية، التيار الشعبي تحت التأسيس".
جاءت اجتماعات التيار المتتالية للخروج بتحليل معارض للوضع السياسي الحالي والقضايا الساخنة على الساحة السياسية المصرية خاصة فيما يتعلق بمسألة الانتخابات البرلمانية وقوانينها وكان للتيار رأيه الواضح عن مسألة المعتقلين والدفاع عن سجناء "الرأي" ممن شاركوا في ثورتي يناير ويونيو وحملات الاعتراضات المستمرة التي قادها التيار ضد "قانون التظاهر" والمطالبة بتعديله أو إلغائه، بالإضافة إلى مشاركة أعضائه في آخر مستجدات الوضع حول "التظاهر" بتقديم التماس إلى المحكمة الدستورية لسرعة نظر الطعن المقدم على القانون من المحامى الحقوقي خالد على، ضمن حملة وقع عليها شخصيات حزبية مؤثرة.
وكان تأثير التيار الأبرز خلال عامه الأول هو تعليقه المشاركة في الانتخابات البرلمانية إلا في حالة إقالة وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم نتيجة عما اقترفته قوات الشرطة لعضوة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي شيماء الصباغ واستشهادها خلال مشاركتها في إحياء الذكرى الرابعة لثورة يناير، وكان هذا من أحد الأسباب الأساسية التي أدت للإطاحة به من منصبه. وكانت آخر اجتماعاته خاصة بتقييم أداء العام الأول للرئيس عبدالفتاح السيسي، بالإضافة إلى مشاركة التيار في القائمة الموحدة لخوض الانتخابات البرلمانية والتي دعا إليها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتدشينها.

تصريحات صباحي أثارت الجدل


كان آخر تصريح خرج من "تغريدات" صباحي في فضاء العالم الإلكتروني حول تنفيذ حكم الإعدام في متهمي قضية "عرب شركس" والمتهمين خلالها بتشكيل تنظيم إرهابي لتنفيذ عمليات لاستهداف قوات الجيش والشرطة لتخرج القوى الموالية للسلطة والنظام في سيل اتهامات وهجوم بخصوص مسألة تعاطفه وانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين بعد تغريداته والتي قال فيها "يخطئ مَن يعتقد أن الإعدام هو الحل".
وفي المقابل لم ينس صباحي دور رجال الشرطة والجيش مستنكرًا الهجمات الإرهابية التي يقوم بها بعض العناصر الإرهابية ضدهم قائلًا: "شهداؤنا في جنة الخلد، الألم والحزن الذي يفطر قلوبنا يزيدنا تصميمًا على اقتلاع الإرهاب من جذوره مصر تواجه الإرهاب، وستهمزه".

وعقب صباحي على حكم البراءة الذي طال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في قضايا قتل المتظاهرين قبل قبول محكمة النقض الطعن على القرار وإعادة محاكمته مرة أخرى، موضحًا أن "الشعب أصدر حكمه النهائي على مبارك منذ 25 يناير، وحكم الشعب أقوى وأبقى العار للطغاة وإن أفلتوا من العقاب والمجد للشهداء ولو أنكروا دمهم".

وعقب صباحي على حكم البراءة الذي طال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في قضايا قتل المتظاهرين قبل قبول محكمة النقض الطعن على القرار وإعادة محاكمته مرة أخرى، موضحًا أن "الشعب أصدر حكمه النهائي على مبارك منذ 25 يناير، وحكم الشعب أقوى وأبقى العار للطغاة وإن أفلتوا من العقاب والمجد للشهداء ولو أنكروا دمهم".

وعن قانون التظاهر قال صباحي: "قانون التظاهر ظالم إنسانيًا باطل دستوريًا غبي سياسيًا، لم يوقف العنف ولم يحقق الاستقرار، ضحاياه أصحاب الرأي شباب ثورة يناير ويونيو، بقاؤه جريمة" وتصريح آخر يقول فيه "استهداف شباب الثورة من خلال تشريعات غير دستورية ليس مقبولاً بعد ثورتين، نطالب بقانون جديد للتظاهر ينظم ولا يمنع ولا يمثل وسيلة لقمع المعارضين.

وأضاف صباحي علي هامش المؤتمر السنوي الثاني بالحزب المصري الديمقراطي داعيًا المصريين إلى تحقيق أهداف ثورتهم بأساليب جديدة، مشيرًا إلى أن جميع القوى السياسية مدعوة للمحاولة الدائمة في تحقيق ذلك، كونه واجبًا أخلاقيًا على كل مصري ومصرية.

ولم يسلم صباحي من الهجوم حتى من أعضاء حزب الكرامة الموالي لصباحي؛ حيث انتقد حامد جبر، عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة، قائلًا إن التغريدات التي يطلقها صباحي تمثل تدخلاً سافرًا في سير عمل القضاء وإجراءات المحاكمات، واصفًا تصريح صباحي عبر "تويتر" بالمتسرع.

وأشار جبر إلى أن تصريح صباحي، حول أن منظومة العدالة أصبحت تطال أبرياء، يشوبه الكثير من اللغط، لأن وجود أبرياء في السجون يُعد الاستثناء وليس القاعدة، وأنه يجب ألا يتم إطلاق اتهامات أو تصريحات قبل الإلمام بتفاصيل الوقائع بأكملها، دون إطلاق التصريحات العامة.

مواجهة بين صباحي الرئيس والقضايا الخمس؟!

عد خسارته مرتين متتاليتين بالانتخابات الرئاسية الماضية وهجومه الشديد على السياسات والأزمات التي يتعامل معها الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد مرور عامه الأول لتطرح الأذهان تساؤل ماذا لو كان حمدين صباحي رئيسًا وفاز بالانتخابات الرئاسية وكيف كان سيتعامل مع الأزمات السياسية والاقتصادية والإرهاب التي تواجه مصر خلال تلك الفترة، فحاورت "المصريون" عددًا من قيادات الحملة الخاصة به خلال فترة الانتخابات للرد على أبرز 5 قضايا على الساحة السياسية:-

الإرهاب وسبل المواجهة

الإرهاب قضية تؤرق الدولة المصرية في هذه الفترة خاصة مع التعاملات داخليًا وخارجيًا مع تلك القضية ومحاولة الرئيس السيسي في التغلب عليها ولكن هل كان لصباحي رأي آخر في تعامله مع هذا الإرهاب، حيث كشف عمرو بدر، الناشط السياسي والمتحدث الرسمي باسم حملة صباحي، أن تعامل صباحي كان من المؤكد أن يدخل فى إطار مواجهة ليست أمنية فقط وإنما عن طريق مكافحة اليأس والإحباط الذي يسود على الشباب الحالي واحترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى التعامل الأمني كما كان سيتعامل معها أي شخص فمن يرفع السلاح سيرد عليه بالسلاح.

وهو ما اتفق فيه طارق نجيدة، المستشار القانوني لحزب التيار الشعبي تحت التأسيس والمستشار لصباحي خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، قائلاً إن صباحي كان سيتعامل مع الأزمات والمسؤوليات بشكل مختلف نسيبًا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث إن صباحي كان له برنامج انتخابي واضح وهو ما يحكم أي رئيس يخوض الانتخابات الرئاسية.

وعن فكرة مكافحة الإرهاب الذي تعيشه الدولة المصرية، قال نجيدة إن الحرب على الإرهاب يتعامل معها السيسي بذراع واحدة وهى الذراع الأمنية، ولكن هذا التعامل يعد مهمًا ولكن ليس الحل الأمثل والكفء لمواجهة قوية مع الإرهاب، مشيرًا إلى وجود أذرع كثيرة كان سيقوم بها صباحي وهو ملف "التنمية" منها "اقتصادية، ثقافية واجتماعية".

الإخوان ومبادرات التصالح

شأن الإخوان والمصالحة لم يكن يختلف في عهد الاثنين، حيث قال عمرو بدر، الناشط السياسي، إن صباحي كان سيعمل على مسألة "سيادة القانون"، فكل مَن تورط في أعمال عنف وإرهاب وفساد وتحريض فمكانه الطبيعي السجن وليس لعناصر الإخوان فقط وإنما لأي شخص ولكن ما نشهده مع عناصر جماعة الإخوان ليس من الطبيعي وجودهم جميعًا داخل قفص الاتهام.

وأكد نجيدة أن صباحي كان يرفع شعار لا تصالح مع جماعة قد ثبت ارتباكها للجرائم وتلوثت يدها بدماء المصريين، مشيرًا إلى أن صباحي كان يعمل على سياسة "دولة القانون"، رافضًا وجود أي نوع من أنواع الأحزاب ذات المرجعية الدينية للظهور على الساحة السياسية ومشاركتها في العمل العام بعيدًا عن الدين.

المشروعات الاقتصادية الكبرى

وأشار نجيدة إلى أنه من الناحية الاقتصادية كان صباحي سيتعامل مع المشروعات الاقتصادية بمبدأ البرنامج الانتخابي الذي أطلقه خلال خوضه الانتخابات، مضيفًا أن المرشح الرئاسي يلتزم مع الشعب المصري ببرنامج ينفذ من خلال وضع الأزمات والحلول وهو ما قام به صباحي من خلال وضع مشروعات مقسمة إلى "طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى".

وأشاد نجيدة بتجربة قناة السويس الجديدة الذي قادها الرئيس عبدالفتاح السيسي التي من المفترض أن يتم افتتاحها خلال شهر أغسطس القادم، مشيرًا إلى أن صباحي كان سيقود أيضًا مشروعات قومية تساعد في النهوض الاقتصادي والتنموي على صعيد المحافظات المصرية كلها.

وفي سياقه، قال عمرو بدر إن صباحي كان سيعمل على عدم عودة الرموز الاقتصادي التي كانت في عهد مبارك ولكن سيقوم على رفع مستوى الاقتصادي من خلال رجال أعمال وطنين راغبين في بناء الوطن وهدفهم الأساسي المساعدة في النهوض الاقتصادي لمصر وليس دولة تقوم برفع يدها عن الفقراء ومساعدة ودعم رجال الأعمال المحسوبين على نظام مبارك.

المصريون

نيسان ـ نشر في 2015-06-29

الكلمات الأكثر بحثاً