اتصل بنا
 

صراع أقطاب القوة الدولية أنجب "الكارثة"

صحفية وكاتبة عربية

نيسان ـ نشر في 2018-04-25 الساعة 14:21

نيسان ـ

يشير مصطلح ' الجريمة الكبرى' او ' الكارثة' إلى الإبادة الجسدية للشعب المسيحي من أصل أرميني الذين عاشوا خلال فترة الإمبراطورية العثمانية من ربيع 1915 وحتى خريف 1916. كان هناك ما يقرب من 1.5 مليون أرميني يعيشون في الإمبراطورية. وتوفي ما لا يقل عن 664.000 وربما ما يصل إلى 1.2 مليون خلال الإبادة الجماعية.

تعتبر مذبحة الأرمن ثاني أكبر قضية عن المذابح الجماعية بعد الهولوكست,وكلمةالإبادة الجماعية قد صيغت من أجل وصف هذه الأحداث, كما وأطلقت الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية على الحملة العثمانية التي قام بها الأتراك ضد الأقليات المسيحية في الدولة العثمانية بين عامي 1914 و1923 هي إبادة جماعية.

فخلال الفترة بين 1915-1916، قتل العثمانيون عددًا كبيرًا من الأفراد في عمليات إطلاق نار جماعية، ولقى كثيرون حتفهم خلال عمليات الترحيل الواسعة نتيجة للمجاعة والجفاف والتعرض للمخاطر والأمراض. إضافة إلى ذلك، تم إبعاد عشرات الآلاف من الأطفال الأرمن قسرًا عن أسرهم وتحويلهم إلى الإسلام.

‬ سيذكر التاريخ أن الأرمن ذاك الشعب الطيب المسالم، وقع ضحية الصراع بين أٌقطاب القوة الدولية بمثل هذا اليوم عام1915م، والمذابح التي جرت بحقهم في مناطق عدة ما كانت لتحصل، في خضم الحرب العالمية الأولى، لو لم يعتبر جمال باشا السفاح أرمينيا متواطئة مع روسيا القيصرية، ولولا إرهابه وتعطشه للدماء في تلك الفترة.

كما أن المجزرة ما كانت لتحصل لو أن روسيا قدمت المساعدة للأرمن ولم تخذلهم في أحلك الظروف، عندما اعتبرتهم حلفاء للعثمانيين في الحرب، التي لم يكن لهم فيها لا ناقة ولا جمل.

اتفق المؤرخون أن ما بين 300 ألف إلى مليون ونصف المليون ممن ينتمون للعرق الآري استشهدوا في أكبر عمليات الابادة الجماعية في العالم, فيما شكل الارمن ثاني أكبر جالية وشتات في العالم بعد الفلسطينيين في كلاً من روسيا والولايات المتحدة وأيران والعراق وسوريا ولبنان وبعض دول الأوروبية
.

أرمينيا اليوم وبعد الإطاحة بالرجل القوي سيرج سركسيان أمس الأول تترنح بين الفراغ السياسي والفوضى، وبين عودة الحياة الدستورية، والمؤكد أن إرادة الشعب الأرمني ستكون فوق كل الأرادات، ووقوفهم جميعاً وقفة رجل واحد لأكثر من أسبوع لن تذهب دون جدوى على الإطلاق, أما تركيا ستبقى العدوة التاريخية اللدودة لأرمينيا واليونان وسوريا، وتحالفها مع جورجيا وأذربيجان، وتأرجحها مع روسيا وبراغماتيتها ليست الإ لغاية في نفس أردوغان وأضغاث أحلامه الزائفة بتركيا 2023م.

نيسان ـ نشر في 2018-04-25 الساعة 14:21


رأي: كرستينا مراد صحفية وكاتبة عربية

الكلمات الأكثر بحثاً