التفكيك وإعادة التركيب لشرق أوسط جديد
حمد الحجايا
كاتب صحافي
نيسان ـ نشر في 2015-06-29 الساعة 10:44
ستشهد السنوات العشر القادمة جميع الدول العربية وجزء من دول الشرق الاوسط والقرن الافريقي إعادة تفكيك كبيرة للعديد من دول تلك المناطق الاكثر عنفا في العالم الى دول صغيرة " كونتونات سياسية " بانظمة ضعيفة يسهل عملية اعادة سياسة الاحتواء الامريكية الجديدة لسياسة استعمارية غير مكلفة اقتصاديا وعسكريا " فهي الفوضى الخلاقة " العقيدة الامريكية الاستعمارية الجديدة للسيطرة هذه المرة على كافة شعوب دول الشرق الاوسط وشرق آسيا والدول الافريقية، فهو مفهوم الاستعمار الجديد، وعلى الجميع ان يقبل والا لن يكن له كونتونته السياسية، وسيصبح كيانا ممحيا عن الخارطة وستجد بعض الانظمة العربية نفسها خارج جغرافيا الخارطة العالمية الجديدة.
اذا، هي سياسة احتواء الشعوب وعزلها عن انظمة حكمها والسيطرة على تلك النظم المعتقدة ان حالة القبول بما هو متوفر افضل من حالة المشاكسة والخصومة من دول العالم الغربي المتحضر الى حد الكفاية، والذي اصبح ايضا مصدر تهديد لتلك الدول والحكومات التي عليها ان تتعاضد وتتحد على فكر سياسي واحد، هدفه ان يؤمن هذه الفتور لتلك الشعوب باقل كلفة.
وتؤشر ما يحدث في الاتحاد الاروبي حاليا من تهاوٍ اقتصادي كبير يهدد دولا اوروبية بالزوال والتفكك ما دامت الشعوب تعيش رفاهيتها وحالتها المدنية، إلى جانب نظرتها العيش بجنة اوروربا بغض النظر من يحكم وباي دولة يعيش.
وتحظى الدولة العظمى الاولى في العالم ممثلة بامريكيا ودول الاتحاد الاوروبي والدول الغنية في جميع انحاء العالم بكل الغانائم, فيما تتماهي الدول العربية خاصة بكل قوتها مع المشروع الذي سيؤمن لهم سلطة شكلية للحكم، ولكن بشرط ان تحفظ وتؤمن لهم العيش برفاه، و بنفس المستوى الاجتماعي التي كانت اسرهم واقرباؤهم وحراسهم ومن اغووهم معهم, يعيشون بامان مقابل ثرواتهم الطائلة التي تحصلوا عليها من دماء الشعوب, لتكفل لهم العيش كمجتمعات مخملية راقية تتكفل " الامبروطورية الامريكوروبية " بحفظ امنهم وحمايتهم .
عندها يعتقد علماء الاجتماع السياسي انه هناك ضرر سيلحق دولا عديدة، خاصة الدول النفطية التي ستنقسم شعوبها على نفسها في حالة احتشاد انساني بعيدا عن دولهم التي اعيد تركيبها من جديد بحدود صغيرة ضعيفة يصل عددها مثلا في الوطن العربي الى اكثر من 39 دولة عربية.
تتفاوت المساحة الجغرافية لتلك الكونتونات السياسية، حسبما تمتلك تلك الانظمة من ثروات طائلة تستطيع تسديد كلفة فاتورة حمايتها وحراستها فقط ولا شروط اخرى لها, عن ذلك ستكون مرحلة التفكيك الكامل قد شارفت على الانتهاء، والكل سلم بما غنم, ويسهل اعادة تركيبها من جديد وخاصة دول الوطن العربي في اسيا والقرن الافريقي التي سيتم تركيب تلك الكونتونات على اساس التوافق مع المشروع الصهيوني ودولة اسرائيل التي ستكون الاكبر والاقوى اقتصاديا وعسكريا وتمدنا ورفاهية للشعب الاسرائيلي؛ ليحقق حلمه الموعود به بدولة اسرائيل الكبرى التي ستقود العالم، فقدسيتها اليهودية على حد اعتقادهم الصهيوني ان كل الشعوب العربية بنظرهم ( الغويم) اي (العامة ) الشعب العربي يصنفون حينها على انهم اقل درجة من العبيد والحيوانات، فهم عبيد بني اسرائيل ويحل لليهود دمهم من اجل قدسية الشعب اليهودي المختار على الارض الموعودة والقدس درتها.