اتصل بنا
 

#أنا_لم_أكد_أن_أكون_رسولا

نيسان ـ نشر في 2018-04-25 الساعة 19:47

نيسان ـ

حميدو لا بارك الله فيك...أنت مثل الصدق ومثل الأمانة ومثل العشق ...أنت سراب!

جعلت من ذلك القروي حالم، فعشت أربعة عقود ومازالت أبحث عن حلمي، حلم بأن أكون صادقا وأمينا وعاشقا جهارا نهارا، ولكنك جعلتني امارس تلك الموبقات سرا، وأنا الان اسعى لان أكون فاسدا فكيف لأربعيني أن يتقن الفساد؟

أتذكر لا بل أحس بضربات والدي وكذلك ضربات أمي على فمي عقابا لي على كذبي، ومازلت اتحسس معنى ألم شد الاذن عندما سحبني والدي من دكانه وحيد بعد أن أكتشف انني خائن للأمانة، عندما أكتشف انني سرقت عشرة قروش من كاس 'الفراطة الملمين' وصرفتها على بوظة 'الاسكيموا'.

سألني الأستاذ خليل بالصف الثالث عن أسماء أخواتي البنات، فأجبته بكل براءة كما أجابه تلاميذ الصف، وعندما أخبرت اسرتي بصدقي مع الأستاذ خليل! رأيت الغضب والاندهاش و الاستغراب، وعرفت معنى أن تهجر وأن يغضب منك الجميع لأنك مارست الصدق... عندها بدأت أتحسس معنى الانفصام.

أتذكر شتاء 1999 جيدا، واتذكر حبيبتي جيدا، واتذكر مجمع عمان القديم جيدا، عندما جالست حبيبتي لأول مرة، واتذكر رعشة يدي، واتذكر مسافة المتر التي كانت تفصل بيننا، واتذكر جيدا، ايمن وصالح ومحمد و إبراهيم الذين شاء القدر أن يتخذوا من تلك المنطقة المهجورة ممرا لهم ... ليكتشفوا حبنا السري ... ليكونوا شهداء على خوفنا ... أنه العشق الممنوع.... عشق لو كان بمكان آخر ببلد آخى لا يوجد به إبراهيم او ايمن... لكنت الآن انافس نزار على مكانته!

توظفت وحاولت ان أكون صادق وأمين و أن أبقى عاشقا ولا اتستر على الفساد ولكن كنت دائما الملام، وكن لم استسلم فعملت و وظفت وبقيت على ايماني بأنه'إذا كان الكذب ينجي فإن الصدق أنجى' فخلقت بيئة عمل جاذبة، تبنيت أحدث ما ابتكره الغرب بالإدارة، آمنت بالتخطيط الاستراتيجي، و بالاستثمار براس المال البشري، وكنت دائما مؤمن بقيمنا الصدق و الأمانة و العشق و بالضربة 'الصاعقة لحميدو' و بأني سوف اتقنها يوما ما ولكن!

ولكن ماوجدت الا التقاعس، وقله الإنتاج ووجدت أن الغالب خائنون للأمانة كاذبون منتهزون، لذلك ادركت لماذا كان يوسف الثقفي كان الأولى بالعراق، وكذلك أن تكون صادق و أمين و عاشق في الوطن العربي فأنت تكاد أن تكون رسولا!

لذلك اود أن أكون صادق وامين و عاشق وحتى استمر برسالتي سوف استقيل من هذا العالم العربي، واحاول أن ابحث عن عالم جديد، تاركا ذكرياتي لأبكي بعضي على بعضي بعالم اعتقدت انه وطن ...

ولكن حميدو حتى و ولو بلغت العقد الخامس من عمري اعدك بانني سوف اتقن ضربتك 'الصاعقة'

#الانسان_المهدور

نيسان ـ نشر في 2018-04-25 الساعة 19:47


رأي: محمد ملكاوي

الكلمات الأكثر بحثاً