اتصل بنا
 

مصر اليوم .. أقدام صلاح وليست خصر فيفي عبدو

صحفية وكاتبة عربية

نيسان ـ نشر في 2018-04-26 الساعة 08:28

نيسان ـ

حصل محمد صلاح على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أيام, وبعدها عاد ليقدم عرضا استثنائيا في دوري أبطال أوروبا ويساعد فريقه على وضع قدم في الدور النهائي للبطولة الأقوى في القارة العجوز.

وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان دعا اللاعب الدولي المصري محمد صلاح للخدمة في جيش الاحتلال، وذلك في تدوينة على موقع تويتر؛ مما أثار موجة من التغريدات المستنكرة والساخرة بين العرب والإسرائيليين على السواء.

وعقب نهاية مواجهة فريقي ليفربول الإنجليزي وروما الإيطالي أمس الثلاثاء، التي قاد فيها صلاح فريقه ليفربول لتحقيق فوز كاسح على روما بخمسة أهداف مقابل هدفين؛ قال ليبرمان في تغريدة: 'سأتصل برئيس الأركان وأطلب منه التوقيع مع صلاح للخدمة الدائمة'.

وخطف صلاح، الملقب 'بالفرعون الصغير'، الأنظار في تلك المباراة ضمن جولة الذهاب بالدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، حيث سجل هدفين وصنع آخرين.

ووسط احتفاء المغردين العرب بإنجاز صلاح، شنّ الكثير منهم هجوما عبر تويتر على حساب ليبرمان، مشددين على أنه نجم مصري وعربي ومسلم، ولا يمكن أن يقبل بالتطبيع مع الاحتلال.

ومن بين المعلقين، برزت تغريدات للنائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، حيث قال ردا على ليبرمان 'بدون عرب لا يوجد أهداف، ليس فقط في المنتخب الإسرائيلي، في ليفربول أيضا فهموا ذلك'.
وأضاف في تغريدة أخرى 'صلاح يود أن يعرفك جيدا ويعرف لأي قناص تود منح وسام شرف وما هي خطتك لقصف سد أسوان'.

المتفق عليه أن انكلترا وأوروبا والعالم اعترفوا بأن محمد صلاح هو الافضل ويستحق جائزة أفضل لاعب في انكلترا لعام2018م بغض النظر عن جنسيته العربية المصرية أو أنه مسلم، ولم يأخذوا بعين الاعتبار دخول المئات بالإسلام طوعا بعدما شاهدوا بأم أعينهم اتقانه في العمل.

وصار صلاح أشبه ما يكون بموحد القطرين أو ربما أشبه بتجار فجر الإسلام والعصور الوسطى الذين كانوا سفراء العرب إلى جنوب شرق آسيا وأفريقيا آنذاك، وسيطروا على حضارات وأمم عدة بأخلاقهم الطيبة وموعظتهم الحسنة.

يا ترى لو أن الفرعون الصغير سمع كلام ممدوح عباس الرئيس السابق نادي الزمالك، وترك كرة القدم لأنه «قفص جوافة» حسب تعبيره، ولا يصلح للعب بالشمام أو البطيخ ما الذي كان سيحصل ؟

الملفت المبكي أن الوطن العربي لا زال يعيش في عصر الظلام والاضمحلال، وتصحيح الصورة النمطية المشوهة عن العرب في الغرب بأي وسيلة «ليس شرط كرة القدم» أفضل من تبادل الاتهامات واللغو والكلام الفارغ, ومصر اليوم هي أقدام صلاح وليست خصر فيفي عبدو، ونجاح السيسي بمقعد الرئاسة، ودائما وأبدا لكل مجتهد نصيب.

نيسان ـ نشر في 2018-04-26 الساعة 08:28


رأي: كرستينا مراد صحفية وكاتبة عربية

الكلمات الأكثر بحثاً