"رداً على: إرفع راسك فوق..."
محمد جميل خضر
قاص واعلامي اردني
نيسان ـ نشر في 2018-04-28 الساعة 14:47
الطبيعة التكوينية لعمودي الفقري منحتني انحناءةً خَلْقِيّةً بسيطةً تَحُولُ دون أن أظلَّ رافعاً رأسي طيلة الوقت وفي مختلف الظروف.. ولا أخفيكم سِرّاً: أرى في تلك الانحناءة وجاهةً ومنطقاً.. وبصدقٍ عميقٍ لا أفكر بمعالجة الموضوع.. ولو سألتُ نفسي.. سألنا أنفسنا.. هل تمر أمتنا العربية/ الإسلامية باللحظة المواتية الدقيقة لأن نرفع رؤوسنا؟؟!! هل نرفع رؤوسنا احتفالاً واعتداداً بضياع فلسطين وقد اقتربت الذكرى السبعون لنكبتها؟؟ هل نرفعها لأننا ننعم بوحدةٍ عصيّةٍ على الكسر من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر؟ هل نرفعها سعداء بانكفاء مختلف حركاتنا وتطلعاتنا القومية واليسارية الثورية.. وبدلاً منها حلول خيارات إسلاموية ملتبسة في فضاء الحلم.. فمن منظومة قطع رؤوس الأنظمة التي فشلت عند حزب التحرير.. إلى منظومة قطع رؤوس الغلابا التي تحتل المشهد (داعش نموذجاً).. إلى منظومة التصاعد من القاعدة إلى أعلى الهرم التي فشلت بحسب التجربة الإخوانية وتاهت بوصلاتها وتشتت وجهاتها.. إلى منظومة قومية رهينة المحبسين: محبس الأنظمة ومحبس الإسلام السياسي.. إلى منظومة حط راسك بين الروس وقول يا قطاعين الروس المستسلمة الخانعة عند معظم شعوب الوطن الجريح من أقصاه إلى أدناه.. إلى منظومة الانبطاح المهين أمام العدو المقيم عند مختلف أنظمة بلاد العُرْبِ أوطاني..
أما إذا (قلّيت عقلي) وتطرقتُ للفساد محلياً على وجه الخصوص، وعربياً على وجه العموم، فهو ما يعني وقوعي بين براثن معضلة مستفحلة (حل ما إلها).. فسادٌ ماليّ وإداريّ وأخلاقيّ وسياسيّ وقيميّ شاملٌ حارقٌ خارقٌ خبيث..
صدقوني ليس لديّ أدنى نية لرفع رأسي في المدى المنظور للأعداء والنسيان.. وإن كان في قراري هذا أيُّ مؤشرٍ على خطورة نواياي وتطرف معارضتي، وبما يستوجب العقاب فأنا جاهزٌ له.
نيسان ـ نشر في 2018-04-28 الساعة 14:47
رأي: محمد جميل خضر قاص واعلامي اردني