اتصل بنا
 

هل حقا "الفراسة" من العلوم الحقيقية؟

نيسان ـ نشر في 2018-04-28 الساعة 19:49

x
نيسان ـ

كان علم الفراسه أو ما يعرف بـ ” علم قراءة الوجوه ” من أهم العلوم والمعارف التي برع بها العرب، حيث أتقنوها حق الإتقان.و هو علم من العلوم الطبيعية التي تبحث في أخلاق الناس داخل النفس البشرية من خلال النظر إلى أحوالهم الظاهرية كاللون وشكل الوجه وقسماته ؟

وفي زمن الشافعي كانت الفراسة في أوج عهدها، فكان هناك عدد من المتفرسين الذين يتقنون الفراسة يحكمون على الأشخاص من ظواهرهم وكانت دائما ما تصدق أحكامهم، فكانوا يجهرون بذكر مساوئ الناس أمام العامة مما أدى إلى تضايق عدد من رجال الدين فاعترضوا عليهم وزادوا أن قالو أن علمكم باطل وغير صحيح فلا يسمع أحد لأحكامهم المشينة، وهنا كان ذكاء الإمام الشافعي، فما قام به لأجل هذا أنه سافر إلى اليمن لتعلم الفراسة ويتأكد إن كانت صحيحه أم لا، قضى في اليمن ثلاث سنوات فتعلم الفراسة وأتقنها أيما إتقان.

وحينها قرر العودة مرة أخرى إلى ديارة في مكة، وهو في طريق السفر توقف في إحدى الليالي عند بيت رجل ليرتاح تلك الليلة طرق عليه الباب وفتح له رجل فطلب منه الشافعي أن يضيفه لأنه مسافر، حين رأى الشافعي ذلك الرجل أدرك أنه رجلٌ لئيم لا يكاد يقوى على ضيافة أحد، فتفاجئ أن الرجل رحب به وأدخله منزلة بل وأطعمه من أفضل الأطعمة وأوجد له أفضل غُرفه لينام بها !!.

فجعل يتقلب في فراشه طوال الليل وهو يقول : ما أصنع بهذه الكتب لو خابت فراستي في الرجل..؟؟ أيذهب علم ثلاث سنوات !!!

لكنه لما أصبح وعزم على الرحيل قال الشافعي للرجل من باب رد الجميل: إذا قدمت مكة ومررت بذي طوى فاسأل عن الشافعي.

فقال له الرجل وقد بانت حقيقته: أخادِمُ أبيك أنا؟

فأخرج له ورقة كان قد سجل بها كل ما أعطاه للشافعي وطلب من الشافعي أن يدفع قيمتها !! أعطاه الشافعي ما أراد وعاد فرحا ًبأنه لم يكن ليخيب علمه الذي تعلمه، وحين عاد أخبر أصحاب الفراسة أن علمهم صحيح بشرط ألا يؤذوا الناس بذكر المساوئ أمام العامة.

نيسان ـ نشر في 2018-04-28 الساعة 19:49

الكلمات الأكثر بحثاً