اتصل بنا
 

التنمّر الوظيفي

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2018-05-08 الساعة 10:38

نيسان ـ

لا ندري ماهي 'صباحية' دعاة الدولة المدنية ومنظري دولة القانون ومحللي الورقة النقاشيّة السادسة ..ولكننا ندري كيف تتكشف لنا هشاشة منظومتنا المجتمعيّة أمام أي هزّة ،ونلمس عري أرواحنا الذي لم تستطع مئة عام من عمر الدولة أن تلبسه ثوبا مدنيا

أو تغيرفينا عقلية القبيلة ، ومازرعه 'أبو حنيك' لم تزعزعه كل المنظومات التربوية والقانونية والمدنية ، وعقلية ' البَصَلة ' والبصُلة ' هي الجينات المتنحية التي تنهض فينا كلما 'دق الكوز بالجرّة'.
مشكلنا أن قانونَنا قانونان (مدني وعشائري) وأن فينا كليبا وجساسا كلما ظهرت لهم البسوس اقتتلا.
مشكلتنا أن الموظف في الديوان يصبح محصنا من كثرة المنافقين حولة والمنتفعين به ،وأن الموظف في الرئاسة يعاملك وكأنّه 'الملقي' شخصيا وأن الموظف في 'الدائرة'تذلل له السبل لتحقيق مايريد .
مشكلتنا أن القضايا في المحاكم تستمر سنوات وسنوات دون أن يحصل الناس على حقوقهم ،وربما تتغير الأحكام بهاتف غامض .
مشكلتنا أننانخترع منظومات سلوك لايقرأها أحد ولايطبقها أحد .
مشكلتنا أننا خلقنا للموظف العام سلطة على عباد الله 'المراجعين' تدفعهم للسكوت على تنمّرالموظف وتجاوزه غير المحمود .
نحتاج لإعادة هيبة الدولة ضبطا حقيقيا وصارما لسلوك الموظف العام وعقوبة صارمة لمن يتجاوز حدوده .
نحتاج إلى أن نختار موظفينا على أسس الكفاءة والأخلاق .
نحتاج إعادة إيماننا بأهمية القانون واحترامه وتطبيقة بعدالة لا بانتقائية حتى نحس أننا نعيش في دولة حقيقة تحترم مواطنيها وتحميهم.

نيسان ـ نشر في 2018-05-08 الساعة 10:38


رأي: د. عطا الله الحجايا كاتب وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً