عن الوطن والهوية.. حذار الخراب يا هتيفة

فيك 'تلغوص ''وتلوذ 'في وعن مفاهيم الوطن ومتلازماتها, الهوية والانتماء والانتماء لوطن ,واشتراطاتك ..انك لانقبل قسمة الوطن والهوية على اثنين.
وفيك, تبطن ما لا تعلن, وفيك تحج هنا وتحج هناك ,وفيك تشكو في السر والعلن, ان حقوقك منقوصة ومهضومة وتعاني من الاقصاء والتهميش وامام اولياء الامر تنحني وتبجل وتحمد ربك وولي نعمتك قياما وقعودا جماعة وفرادى ولا أحد يحاسب او يعاقب على شططك هنا او تهورك هناك وخروجك عن اللياقات والاعراف بالمسبات والتخوينات والازدراء على خلفية نسب او انتماء وصلة دم شرقي النهر او غربية.
لكن ,في كرة القدم ومنافساتها التى يفترض ان تقام بروح رياضية عالية وقيام تحزباتها واصطفافاتها وهتافاتها وطوابيرها وتزاحماتها وقت المنازلة ووجودكما معا في حيز واحد والتعرض لضعط واحد..
انت بالتأكيد معرض لمجهر واحد وكشف واحد وحقيقة واحدة, تراها انت وتعلن عنها انت وتزهو بها انت وترضي غرورك انت وتتشفى انت وتثأر انت وترسم علامة النصر على نصفك الثاني وتولول في النهاية انت وحدك وانت وحدك تلام وانت وحدك على المدرجات تنهش بالوطن وبرفيق العيش المشترك وعلى اتفه الاسباب .
في, لعبة كرة القدم عندنا في الاردن تكشف الناس كل الناس عن معدنها الوطني الاصيل وتحميها الناس وتحملها الناس, وفي لعبة كرة القدم في الاردن يخرج الناس ما في باطنياتهم وما هو مخذور وممنوع ومعيب سواء بهتاف هنا او بفوضى هناك وسواء كنا نتقاذف بحجارة هنا وبشتيمة هناك وبرغيف خبزنا الواحد الاحد عبر الزمان والصولات..
فيا هتيفة الكرات..الوطن وحدة يجرح ويدمى ونذهب به, الى الخراب المنتظر من كل الانحاء والقادم الينا من كل الجبهات شرقا كالمعتاد وغربا كما هو الحال الان ومن زمان ومن الجنوب في هذه الايام .