اتصل بنا
 

(اليرموك) عاصمة الشتات المستباح

نيسان ـ نشر في 2015-04-07

x
نيسان ـ

هكذا هو مخيم اليرموك.. كان عاصمة اللجوء الفلسطيني .. فصار عاصمة لدم الشتات المستباح.

في التاريخ القريب، كان على الفلسطيني أن يجوع ثلاث مرات لكنه لم يمت الا في اليرموك. الأولى والثانية في لبنان عام 1982 وثالثة الأثافي في سوريا.

عام 1957 بدأ اللاجئون الفلسطينيون السكن فيه، أما اليوم فقرر خارجون عن التاريخ أن ينحروه.

مخيم اليرموك ذو الـ 2.11 كم مربع الرابض في الشام، وهو أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين هناك.. اليرموك اليوم ينحر ويطارد ويجوع.. في فوضى الموت المجاني الذي فرض على السوريين.

ذبح وانتقام وتقتيل ومطاردة للجوعى والمتعبين منذ أكثر من أربعة أعوام .. هذا هو حال اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك ومعهم اشقاء لهم سوريون .

يسود الغموض ما يجري في مخيم اليرموك. غموض لا يظهر معه إلا إنه يذبح من دون ضجيج. حتى اليوم الذي أوجعنا فيه اليرموك لم يكن لأنه اليرموك بل لأن داعش دخلته.

تنظيم داعش دخل اليرموك .. تنظيم داعش انسحب من اليرموك.. العثور على رؤوس ثلاثة لاجئين مقطعة في اليرموك.. داعش تقتل قياديا في حركة حماس .. مخيم اليرموك بين سكين "داعش" وبراميل النظام السوري المتفجرة.. كلها عناوين للموت في اليرموك..

صار على اللاجئ المطرود من المخيم أن يطالب بعودتين الأولى الى اليرموك والثانية الى فلسطين. هناك تتعمق نكبة اللاجئين الذين صاروا في منتصف الصراع السوري ووجدوا أنفسهم بين وحشية القتل وقسوة الحصار.

يقع اليرموك على مسافة 10 كم من دمشق بل هو داخل حدود الموت.. قررت داعش قبل أيام أن تدخله .. وما هي إلا ساعات حتى بدأت تقطع رؤوس الجوعى والمحاصرين؛ رجالا وأطفالا ونساء لا فرق. فأفقنا بأن هناك مخيما يذبح.

إن أردت أن تسأل الجوعى هناك لا بد وأن يقول لك أحدهم لا فرق بين سكين داعش وسكين الجوع.

مبكرا حاصره الكثيرون نظاما وفصائل، لكن حصار من تبقى من سكانه ويبلغون 20 ألف جائع وجائعة أطبق في أيلول الماضي ..

هذه المرة للنكبة عذاباتها الخاصة .. بأيدينا لا بأيدي الآخرين ..

لا يستبعد مراقبون ما قالوا انه تواطؤ للنظام السوري مع تنظيم داعش بهدف إشعال القتال بين مختلف الفصائل المسلحة ليتسنى له تجميع قواه الخائرة في معظم الجبهات .. من هنا يمكن فهم كيف أن جوعى اليرموك لم يجدوا من يقيهم شر تقطيع رؤوسهم الجائعة سوى القلة .. ومن القلة تنظيم أكناف بيت المقدس.

لأن على الفلسطيني – أو هكذا هي حاله اليوم – أن يأخذ من الموت الكوني حصته الخاصة كان على مخيم اليرموك أن يعاني في الثورة السورية .. شهدنا ذلك في العراق .. وكان الأمر مستمرا في مصر.. وسابقا في ليبيا..

نيسان ـ نشر في 2015-04-07

الكلمات الأكثر بحثاً