اتصل بنا
 

سيف امريكا و خنجر ايران و الخاصرة عربية

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2018-05-09 الساعة 21:29

نيسان ـ

امريكا التي تشهر سيف القوة تركت قراءة التاريخ خلف ظهرها و ما زالت تصنع تاريخاً ليقرأه غيرها.
ان شخصية ترامب و شكله و إيماءاته و تصريحاته هي تجسيد حي لغطرسة القوة وتعبير عن إلامبراطورية او القطب الاوحد، وما اشهار السيف الا تلويح بالقوة وليس بالضرورة استخدامه.
في الحقيقة علينا أن ندرك ان امريكا تحولت من سياسة ( القتل ) الى سياسة ( إدارة القتل ) بعد الذي قاسته جراء احتلالها العراق الذي كان عنوان منازلته على لسان الرئيس صدام حسين ( إن امريكا ليست قدراً لا يمكن رده او صده )، حيث ان اعمال المقاومة العراقية بدأت في اليوم التالي للاحتلال، هذه المقاومة التي جرى تدريبها و تسليحها منذ عام 1994، اي قبل الاحتلال بـ 9 سنوات .
بالمقابل، يعزز أوهام ايران- التي ما تزال تعيش وهم الامبراطورية الفارسية و إعادة امجاد كسرى- تمددها في غير بلد عربي مسلم، فهي لم تعتد سوى الخديعة والمكر وهي لا تحارب و يفيد التاريخ بانهم قاتلوا العرب، حين كان العرب شراذم (قبل الاسلام) في معركة ذي قار و هزموا.
وفي التاريخ الحديث عندما اعتدت ايران على العراق في حرب الثماني سنوات اعترف خميني بتجرعه كأس الهزيمة و كأنه يتجرع كأساً من السم ، ولكنهم بالمكر والخديعة وبالتعاون مع امريكا عادوا و احتلوا العراق من دون عناء الحرب و كلفها ( انهم اهل خنجر وليسوا اهل سيف).
و عليه يجيد الفرس الكيد والمكر وهم مفاوضون من طراز رفيع، ولا ننسى قدرة وزير خارجيتهم جواد ضريف في ادارة المفاوضات مع دول ( 5+1 )، والذي يعتبر نصرا ايرانياً .
إن قدرة الفرس على المكر و الكيد متأصلة في الخلق والعرق الفارسي، و هو مبرر لهم حيث ان الفرس الذين كانوا إمبراطورية عظيمة في التاريخ، لم يعودوا سوى اقلية في محيط مسلم بعد فتح بلاد فارس، وتحطيم ايوان كسرى على ايدي العرب و المسلمين، و منذ ذلك الحين لم يكن امامهم من خيار سوى التستر بالدين و طعنه من الداخل لإحياء مجد غابر.
وفق تلك القراءة، فلن يكون هناك حرب بالمعنى الحقيقي للحرب بين امريكا و ايران فايران تجيد التفاوض والمكر، وامريكا ما زالت بحاجة للجهد الايراني لتمزيق ما تبقى من اوصال الامة فكرياً و روحياً .
ولو ارادت امريكا ضرب ايران لساعدت حليفتها السعودية في القضاء على الحوثيين الذين يحملون راية ايران، ثم لم تخلت واشنطن عن الفصائل السورية بعد أن مدتهم بالمال و السلاح في ثورتهم ضد النظام السوري ثم تخلت عنها اليوم؟.
الجميع يدرك أن أمريكا لو ارادت حرب ايران؛ لساهمت في تقطيع اوصالها و نفوذها المتزايد في منطقة الشرق الاوسط كاملة، وهي منطقة نفوذ امريكية .
علينا أن نتوقف ملياً أمام المشهد التالي: السيف الامريكي و الخنجر الايراني مازالا يمعنان تقطيعا في اوصال الامة ، فالهدف واحد .

نيسان ـ نشر في 2018-05-09 الساعة 21:29


رأي: د. فايز الهروط كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً