اتصل بنا
 

الرمثا .. سنابل القمح ترتدي الفوتيك الحربي وتغفو على أزيز الرصاص

نيسان ـ نشر في 2015-06-30 الساعة 02:59

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

وكأنها باتت الحد الفاصل بين الموت والحياة. إيقونة، بل مفتاح للأسرار الشمالية. وإذا أردت شرفة تطل على سهول الموت من حوران.

هي الرمثا .. وهي الرمثا ذات العلو إحدى حاضرات سهل حوران.. قيل أنها أرثما، وقيل أيضا راماثا.. تلك العيون الخضر، والوجه الحسن. والماء إذ ينساب من حدائق لا حد بصريا لها .. سريانية سامية المنبت. عرفها اليونان أيضا يوم كانت تجمع لهم ماء أمطارهم شتاء.

الرمثا اليوم مرتبكة، يلتبس عليها يومها. بعد أن كان بحارتها يسبحون في قوارب الرزق صباح مساء، صاروا شيئا آخر في انتظار إن تنزاح غيمة سوداء من صنع حرب ليست حربهم.

هل قُدّّر على الرمثا إن تخلع ثوب حديقتها ذات الألف لون، لتستبدله بالبزة العسكرية؟ ما الذي تنتظره؟

في الأخبار هناك "تعزيزات" وفي الأخبار "ترتيبات" وفي الأخبار عن الرمثا ألف غموض وغموض.

شيئ من الرفق على سيدة كان يطيب لها إن تنشغل مع فنجان قهوتها الصباحي بزينة أنوثتها. تسرّح شعرها الخروبي كأنه الشمس يوم تنساب في غموض على جسد من سحر وخرافة.

قلْ هو قدرها أن تستبدل مِشْط شعرها المنساب حتى آخر السحر بمنظار عسكري. وقلْ كذلك انه قدرها أن تخلع فستانها الحدائقي المنثور بسنابل القمح وترتدي "الفوتيك". لكن قل أيضا إن فيها رجالا من زناد وبندقية. ومن شماغ أحمر وراية خمرية، كتب عليها ما يلي: (لا اله إلا الله محمد رسول الله).

هكذا ستتم الأمور؛ رجال يقفون في المنتصف بين حد الموت والحياة. يوقظون صحوتهم لكي يعيش من خلفهم مطمئنين.

يا مفاتيح الأسرار، على رسلك. إن السلاح صاحي.

نيسان ـ نشر في 2015-06-30 الساعة 02:59

الكلمات الأكثر بحثاً