الطائرة الورقية تتحول إلى أداة قتالية
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-05-14 الساعة 18:11
كنا ونحن صغارا نلهو ونلعب بالطائرة الورقية التي كانت تتكون من الورق وبعض العيدان وخيط طويل ،وكان يغمرنا الفرح ونحن نتفنن في تصنيعها ،وتطور بنا الأمر إلى إستخدام الورق الملون للذنب الطويل ،وإلى إستخدام خشب البوص ،لتكون طائرتنا مميزة وأنيقة ،ونحن نرقبها وهي تتألق وتزهو في الجو عندما يكون الهواء متحركا.
لم يكن بخلدنا أن نرى هذه الطائرة التي باتت بعض المشاغل تنتجها ولكن بطريقة أخرى وتزينها بأعلام الدول ،وقد تحولت إلى اداة قتال مرعبة ،ولمن ؟للذين يمتلكون السلاح النووي وهم بطبيعة الحال مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية ،التي تعيش رعبا ما بعده رعب بسبب مسيرات العودة الرمزية في غزة ،مع انها اليوم تحديدا تعيش أبهى فرحها منذ مجيء الإنجيلي الماسوني المتصهين دونالد ترامب ، ومعه أبناء مردخاي سلول الخيبريين الصهانية بصفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية والأردن الرسمي ،وأول ثمارها إعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونفذ قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس .
وحدهم الفلسطينيون في غزة الذين حولوا الطائرة الورقية من لعبة أطفال إلى اداة قتال ،وأدخلوا الرعب في قلوب الصهاينة ومن لف لفيفهم ممن عثر عليهم بيرسي كوكس في صحراء الجزيرة العربية،وأعلنوا ردتهم ظانين ان ترامب هو صانع القرار في امريكا وسيحميهم ،مع أنه أتقن فن الحلب وجردهم من ثرواتهم .
منذ بدء الغزيين الإستعداد لمسيرات العودة الرمزية بمناسبة الذكرى السبعين للنكبة ،وهم يستخدمون الطائرات الورقية لإدخال الهلع في نفوس الصهاينة الذين وضعوا الخطط للقضاء على هذه الظاهرة ولم يستطيعوا ،وأطلقوا لمحاربتها الطائرات المسيرة بدون طيار ولم تنجح في تحقيق الهدف.
يقول الصهاينة أن كلفة الطائرة الورقية الفلسطينية أقل من نصف دولار ،وان سبع طائرات منها كافية أن تحرق غابة بكاملها ،وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على مدى الرعب الذي خلقته الطائرات الورقية لديهم ،وهذا الرعب الذي نراه على أرض الواقع حرائق في المستدمرات الصهيونية بمحيط غزة ،يؤكد حالة الشك التي تسيطر على المستدمرين الصهاينة الذين غرر بهم أن فلسطين هي أرض العسل واللبن ، وأنها أرض بلا شعب ،لكنهم إكتشفوا الواقع انها جحيم بالنسبة لهم وأن لها اهلا لا يفرطون بها رغم التآمر عليهم من القريب قبل البعيد.
في أول لقاء جمع ديفيد بن غوريون مع رئيس الحركة الصهيونية حاييم وايزمان قال له أنه لا ينام الليل بسبب القلق الذي ينتابه حول إن كان إبنه الشاب سيدفن في فلسطين عند موته ،بمعنى أنه قلق على مستقبل إسرائيل ،بسبب تمسك الفلسطينيين بحق العودة ،وهذا يفسر أيضا بحث المستدمرين الصهاينة عن أصولهم والحصول على جوازات سفر من سفارات بلدانهم الأم ،وعندما إحتج حارس البارات /وزير حرب مستدمرة إسرائيل أفيغدور ليبرمان لدى الإتحاد الأوروبي ،أخرسه الوزراء الأوروبيون في بروكسل وأفهموه ان هذه قضية داخلية اوروبية.
الأردنيون بإنتمائهم العروبي الأصيل دخلوا على خط الطائرة الورقية وحولوها إلى اداة سياسية ،وسيقومون غدا الثلاثاء بتنظيم حراكات جماهيرية مركزها جبل القلعة التاريخي في العاصمة لتطيير الطائرات الورقية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ،والأردنيون بذلك يردون بشكل صريح على من يأكل الصدأ مخازن أسلحتهم ،ومن يدفعون مئات المليارات من الدولارات لعقد صفقات أسلحة أجزم أن بند العمولة هو الذي يتم تنفيذه فقط،بمعنى ان المبالغ المدفوعة عبارة عن جزية .
نيسان ـ نشر في 2018-05-14 الساعة 18:11
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية