اسئلة حول حادثة اغتيال النائب العام المصري.. الطريقة والتوقيت والمستفيد
نيسان ـ نشر في 2015-06-30 الساعة 07:34
كتب المحلل السياسي
معظم من توقف محاولا تفسير سر مقتل النائب العام المصري هشام بركات اعتبر بان الحادثة تصب لصالح النظام.
قبل السؤال عن لماذا وكيف وقع هذا التفسير، يجب الاشارة الى ضخامة وحرفية العملية سواء من حيث الاسلوب أو التوقيت.
اذا كان من الصعب - ربما - الاشارة الى المستفيد الاول من العملية رغم ان مراقبين يرونه النظام، فمن السهل معرفة الخاسر او الخاسرين وهم بالتأكيد القوى الثورية الداعمة للسلمية.
أما القول بأن داعش المسؤولة فلا يبدو دقيقا وإلا لكان التنظيم سارع الى الاعلان فخرا بها.
إذن سيبقى السؤال عن الجهة المنفذة التي تمتلك قدرات أمنية ولوجستية وتدريبا وقدرة على التحرك بل والأهم التخطيط وجمع المعلومات. فمن نفذ هو إما تنظيم عالي القدرة على التخطيط والتحضير والمتابعة والتنفيذ أو انه جهاز أمني؟
عموما، إن الروايات حول مقتل بركات تنقسم الى قسمين رئيسيين وبدورهما ينشطر هذان القسمان الى عشرات الروايات.
القسم الاول يفسر ما جرى بانه عملية قامت بها مجموعة ثورية اخذت على عاتقها تطبيق "العدالة الثورية" على "الانقلابيين"، وهي رواية تتبناها السلطات المصرية (وإن اختلفت المصطلحات) كما يتبناها ويتمناها عدد من الثوريين المصريين المعارضين للنظام، لكن ما يحبط هذه الرواية السؤال عن هوية مثل هذا التنظيم واين كان سابقا، ولم قام بهذه العملية قبل يوم واحد فقط من مظاهرات ٣٠ يونيو؟
أما القسم الآخر فهو التفسير الذي تبنته القوى الثورية، وتلك تتهم السلطات المصرية بالتضحية ببركات لاهداف خاصة بالنظام المصري، ومنها تشديد القبضة الامنية في الشارع المصري، والتنكيل بمظاهرات اليوم ٣٠ يونيو، بهدف خلط الاوراق وتخويف الناس من المشاركة فيها.
منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي لاحظ مراقبون ان عمليات امنية ذات ضجة انفجرت في وجه الشارع المصري، كلما اعلنت القوى الداعمة للشرعية عن وجبة مظاهرات "استثنائية"، وهذا ما يدعم رأي من قال إن السلطات المصرية هي المسؤولة عن العملية التي راح ضحيتها النائب العام.
على ان مثل هذا التفسير ينشطر هو الاخر الى جزءين أحدهما يقول إن العملية التي اراد النظام القيام بها لم تكن تهدف في النهاية الى قتل بركات، وذلك على نسق عمليات مسرحية "مفتعلة" تعرض لها مسؤولون سابقا، ومنهم وزير الداخلية السابق محمد ابراهيم.
هنا الروايات تجمع لدعمها قِطٓعا عدة مما جرى خلال احداث اغتيال النائب العام وكلها تدعم فكرة من يقول إن الحادث مدبر، لكن على ان لا يسفر عن القتل.
لكن لماذا قتل بركات؟
وفق تفسير من دعم هذا الرأي، فإن سيناريو العملية انفرط خلال التنفيذ لتسفر اخيرا عن عملية القتل.
فيما يرى اخرون أن عملية الاغتيال كانت تريد ان تنتهي بمقتل بركات على الرغم من ان قلة من المشتركين فيها يعلمون السيناريو المعد لها حتى النهاية.
وهذه بعض تعليقات الملاحظين ومنهم نخب اعلامية وحزبية على ما قد يجنيه النظام من عملية الاغتيال:
- كان يراد جرحه فقط لكن الاحداث انفلتت ولم يقدروا لقوة التفجير على انقاذ بركات.
- غريب ان لا يقتل في مثل هذه العملية الضخمة سوى النائب العام فقط.
- من نقل نصف طن من المتفجرات إلى سور الكلية الحربية؟ .. ومن هي الجهة القادرة على التحرك بهذه الكمية من المتفجرات فى شوارع القاهرة المليئة بمئات الحواجز الأمنية وآلاف الجنود واختراق المربع الأمنى للكلية الحربية وزرع العبوة أو إيقاف السيارة التي تحملها بسهولة فى طريق موكب هشام بركات وتفجيرها؟
- ان التحليلات ذهبت الى أبعد من ذلك وهي تسأل: لماذا تخلص السيسى من النائب العام؟
- الشرطة اليوم جاهزة للضرب بقسوة.
- تعزيز القبضة النفسية على القضاة ضد المؤيدين للشرعية.
- حتى لا يفكر قواد الجيش في أي انقلاب ضده فالمصير معلوم
- فشل النائب العام في إنهاء صفقة أحمد منصور.
- بركات كنز للأسرار حان الخلاص منه.
- إلصاق تهمة الإرهاب بالإخوان وبالتالي التجهيز لتنفيذ الإعدامات بحق كبار قادتهم.
- خروج كثير من رجال النيابة العامة من قبضة النائب العام.
- حتى لا يتحدث أحد عن الإجراءات التقشفية القادمة.
- الأزمة الاقتصادية الخانقة تحتاج لتفجير مقنع.
- مواكبة تفجيرات تونس والكويت و"كلنا في مركب واحدة".
- استجداء مال الخليج المفقود.
- التستر على فشل النظام الذريع.
- القانون لا يجيز للسيسي إقالة النائب العام.
- خلال هذا الاسبوع وقبل أيام من مقتل بركات توفي رئيس نيابة شمال دمنهور في حادث سير، وهذا دفع الكثيرين للسؤال فيما اذا كان الأمر قضاء وقدر.
- سر عدم انفجار سيارة النائب العام .. على الرغم من تحطم 11 سيارة في حادثة الاغتيال منها 4 سيارات لموكبه، فإن السيارة التي كان يستقلها بركات لم تنفجر بالمرة، وأصيب الهيكل الخارجي لها فقط.
- تباطؤ سيارات الإطفاء في التعامل مع اندلاع النيران في عدد من السيارات وانفجارها تباعا، وتخاذل عناصر الأمن لتأمين تلك المنطقة الحيوية التي تقبع فى محيط الكلية الحربية.
- زرع عبوة ناسفة في المنطقة وفيها مبني الكلية الحربية ومنزل النائب العام، ويقطن بها عدد غير قليل من أصحاب الرتب العسكرية والشرطية.
- المستشار وليد شرابي أمين عام المجلس الثورى المصرى اعتبر الاغتيال "رواية مفضوحة الكذب". وقال: عملية مثل تلك لا تمر إلا عبر اتفاق مسبق بين عدة جهات أمنية.