اتصل بنا
 

عدنان مندريس أعاد الأذان بالعربية رئيس الوزراء التركي الذي انقلب عليه الجيش قبل 58 عاماً

نيسان ـ نشر في 2018-05-27 الساعة 17:52

x
نيسان ـ

كان مندريس عضواً في حزب 'الشعب الجمهوري'، الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، وأصبح نائباً عن الحزب إثر انتخابات عام 1931، وفاز بالمنصب في ثلاث مرات متتالية بعدها، آخرها في انتخابات عام 1943. وفي 7 يونيو/حزيران عام 1945، قدم مندريس مع 3 نواب آخرين عن 'الشعب الجمهوري'، وهم فؤاد كوبريلي، جلال بيار ورفيق كورالتان، اقتراحاً إلى الكتلة البرلمانية لإزالة المواد المناهضة للديمقراطية في النظام الأساسي للحزب، وهو ما يُعرف في الحياة السياسية التركية بـ'التقرير الرباعي'.

سس الحزب 'الديمقراطي' في 7 يناير/كانون الثاني 1946، على أيدي جلال بيار، عدنان مندريس، فؤاد كوبريلي ورفيق كورالتان، إثر تلك الخلافات في 'الشعب الجمهوري'. في العام نفسه، فاز 'الشعب الجمهوري' بالانتخابات البرلمانية، وحصل مندريس على مقعد برلماني عن حزبه الجديد، إلا أنه طالب بإلغاء النتائج بسبب أعمال تزوير، ولم تتم الاستجابة للطلب

حصل الحزب 'الديمقراطي' على 53% من أصوات المقترعين في انتخابات 14 مايو/ أيار 1950، ما مكنه من حصد 84% من مقاعد البرلمان. وفاز مؤسسو الحزب الأربعة بمقاعد برلمانية. وصف مندريس فوز حزبه بالانتخابات قائلاً: 'سيُذكر يوم 14 مايو دائماً باعتباره يوماً تاريخياً استثنائياً، أنهى حقبة وبدأ حقبة جديدة. سنذكر هذا اليوم على أنه يوم نصر ليس لحزبنا فقط، ولكن للديمقراطية التركية'. بعد الانتخابات اختارت الكتلة البرلمانية للحزب 'الديمقراطي' جلال بيار رئيساً للجمهورية، وكلف بدوره مندريس بتشكيل الحكومة. شكل مندريس حكومته في 22 مايو/أيار 1950، وأعلن برنامجه في 28 من الشهر نفسه.
عودة الأذان بالعربية
خلال تولي حزبه الحكم، أنهى مندريس سياسات عديدة لم تكن مقبولة لدى الشعب التركي، حيث سمح برفع الأذان باللغة العربية، بعد 18 عاماً من حظر بدأ في 1932.

كما أعاد مندريس مادة التربية الدينية إلى المناهج التعليمية، بعد منعها بدعوى علمانية المؤسسات التعليمية.

تنمية اقتصادية كبيرة
منذ اليوم الأول لوصوله للسلطة، انتهج مندريس سياسة اقتصادية ليبرالية، وشهدت تركيا في عهده تنمية اقتصادية كبيرة، وانتقلت إلى اقتصاد السوق الحر. ورفعت حكومة مندريس جميع القيود أمام الواردات، وخفضت نسبة الفائدة لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار. وأقرت الحكومة تعديلات قانونية لخصخصة المؤسسات الاقتصادية الحكومية، بهدف تشجيع دخول الأموال الأجنبية إلى تركيا. واستفادت الحكومة من مخصصات 'مشروع مارشال' الأميركي، لبناء منشآت صناعية جديدة في تركيا، كما تم تأسيس بنك 'وقف' التركي، في 1954. وخلال هذه الفترة حقق الناتج القومي الإجمالي لتركيا نمواً بنسبة 9 بالمئة.

في صباح 27 مايو/أيار 1960، أعلنت لجنة الاتحاد الوطنية، التي تشكلت من 38 جنرالاً وضابطاً من القوات المسلحة التركية، وضع يدها على السلطة في البلاد. كان مندريس يقوم بجولة في ولاية كوتاهيا، في اليوم نفسه، فألقي القبض عليه واقتيد إلى أنقرة، وبعدها سُجن مع باقي كوادر حزبه في جزيرة 'ياسسي أدا' ببحر مرمرة. بدأت محاكمة مندريس، في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1960. وفي 15 سبتمبر/أيلول 1961، حكم القاضي بإعدام كل من: مندريس، حسن بولات قان وفطين رشدي زورلو. وبعد 29 عاماً، صادق البرلمان التركي، في 11 أبريل/نيسان 1990، على قانون أعاد فيه الاعتبار إلى عدنان مندريس وأصدقائه الذي أعدموا معه. وبموجب هذا القانون، نُقل رفات مندريس، بولات قان وزورولو من جزيرة 'إمرالي' في بحر مرمرة، ودفنوا بمراسم رسمية في شارع الوطن بإسطنبول، يوم 17 سبتمبر/أيلول 1990.

نيسان ـ نشر في 2018-05-27 الساعة 17:52

الكلمات الأكثر بحثاً