اتصل بنا
 

تصفية "الأونروا"

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2018-06-01 الساعة 15:58

نيسان ـ

حملت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' التابعة إسما للأمم المتحدة،حملت في ثناياها بذور فنائها منذ تأسيسها ، لأنها إستبعدت في التمويل من خزينة الأمم المتحدة ،وعاشت حتى يومنا هذا على التسول من المجتمع الدولي الذي يرقص على أنغام الأجندة الصهيو-أمريكية،كما أنه أنيط بها مهمة مغايرة للواقع وهي تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين فقط ،دون تطرقها لعودتهم حسب ما نص عليه قرار الأمم المتحدة رقم 194 ،وبحسب التعهد الذي قدمته 'إسرائيل' للأمم المتحدة مقابل أن تصبح عضوا في المنظمة الدولية.

وهذا مغاير لما تتمتع به منظمة دولية أخرى تابعة فعلا وقولا للأمم المتحدة ،وهي المفوضية العليا السامية لشؤون اللاجئين'UNHCR' ،التي تأخذ موازنتها من الأمم المتحدة ،وأنيط بها إعادة اللاجئين إلى ديارهم فور وقف أسباب اللجوء ،وهنا يظهر خبث المجتمع الدولي وتواطؤ منظمة الأمم المتحدة في الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني.

كما قلنا آنفا فإن تصفية وكالة الغوث كانت مبيتة ولها علامات طبعا ،وبرزت النوايا جلية منذ توقيع إتفاقيات الذل التي يطلق عليها 'اوسلو'نسبة إلى المكان النائي أوسلو بالنرويج ، الذي إحتضن المفاوضات السرية بين بعض القيادات الفلسطينية التي زرعت في صفوف منظمة التحرير لمثل هذا اليوم ،وبين قيادات إسرائيلية،وحصلت 'إسرائيل' بموجبها على إعتراف مجاني بوجودها ،في حين لم تعط الفلسطينيين ولو الحد الأدنى من حقوقهم

منذ اوسلو والطرق الإسرائيلي على الأبواب لتصفية وكالة الغوث على طريق تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة ، للوصول إلى الضربة القاصمة وهي تصفية القضية الفلسطينية،وبرزت معضلة كبيرة في وكالة الغوث وهي العزف على وتر العجز المالي ،وبدأت بعد ذلك التقليصات القسرية للخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين في مناطق تواجدهم الخمس وهي: الضفة الفلسطينية وغزة والأردن وسوريا ولبنان ،مع عدم المساس بالإمتيازات والمكتسبات الضخمة التي يتمتع بها الموظفون الدوليون.

واصلت 'إسرائيل' الطرق على الخزان لإجبار المجتمع الدولي على تصفية 'الأونروا' بذرائع واهية شتى مثل أنها تدعم الإرهاب وتخرّج الإرهابيين ،ما أوجب تغيير المناهج الدراسية وشطب كل ما يتعلق بالقضية من رموز وتراث وغير ذلك ، وقامت بإجبار مطيتها واشنطن على تخفيض مساهمتها السنوية في وكالة الغوث ،وجرى تخفيض هذه المساهمة من 125 مليون دولار سنويا إلى 60 مليونا دفعتها في شهر كانون ثاني الماضي .

منذ تولي الإنجيلي الماسوني المتصهين ترامب رئاسة الولايات المتحدة بدعم خفي من صديقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وكشفه عن خطته لحل القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني المسماة 'صفقة القرن '،بالتوافق مع تحالف المراهقة السياسية في الخليج ،بدأ الضرب تحت الحزام ،ورأينا خطوات فعلية لتصفية القضية بدأها ترامب بالإعتراف رسميا بالقدس المحتلة عاصمة أبدية وموحدة ل'إسرائيل'،وقام مؤخرا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة ،وهذا يعني أنهم تخيلوا انهم حسموا موضوع القدس.

اليوم نشهد خطوات فعليه لتصفية وكالة الغوث وشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، ويتولى ذلك بطبيعة الحال المفوض العام لوكالة الغوث بيير كرينبول بضغط صهيو-أمريكي بطبيعة الحال ،وها هو يقوم بواجبه خير قيام تحت ذريعة العجز المالي المفتعل ،وإتخذ مؤخرا قرارين خطيرين الأول أنه يحق له كمفوض عام، فصل أي موظف من الوكالة مادام ذلك يصب في مصلحتها بحجة العجز المالي ،أما القرار الثاني الذي يمثل خطورة اكبر فهو انه يحق له وضع كافة موظفي الوكالة في إجازة مفتوحة بدون راتب ،مقدمة لإحالتهم جميعا على التقاعد ،ومن ثم بطبيعة الحال الإعلان رسميا عن تصفية الوكالة ،وتسليم مؤسساتها إلى حكومات الدول المضيفة لتديرها .

نيسان ـ نشر في 2018-06-01 الساعة 15:58


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً