الموت للمسلمين... الموت للعرب

بين قاتل ومقتول انتهت حكايتنا. الاقتتال الدائر بين أبناء الديانة الواحدة وبين القومية الواحدة، هو أمر تعد كل ضروب الخيال الى الجنون، الموت للمسلميين، الموت للعرب، هذه حالنا اليوم.
يشوَّه الدين الذي هو لله وتقوض فكرة قيام الدولة الإسلامية التي يحلم بها الجميع دولة العدل والمساواة دولة عمر وأبي بكر، الدين الذي تسنه الجماعات الحاضرة بوقتنا هذا لا يمت الى شرائع السماء بصلة، الدين الذي يحلل ما حرم الله ويستبيح كل محرم، الدين الذي يبيح دم الإنسان تحت ذرائع لا يتقبلها عقل ما هو الا أفك مفترى، بادعائهم أن ما يقومون به هو دين الأسلام بتنا حاظنة للأرهاب والتطرف.
نحن احوج ما يكون الان الى ثورات حقيقية على هذا الدين المزعوم، دين التطرف والغلو نحن بحاجة الى استذكار الثورة الفرنسية وكيفية خروجها على الكنيسة والا فالعواقب وخيمة.
المتتبع لنشأة الجماعات المتطرفة عند المسلمين والعرب خاصة يلحظ وجود البيئة الخصبة لاحتواء هذه الجماعات وقد ساهم بذلك حاجة الناس الى الدين وطمعهم بظهور دولة الاسلام التي يتمنون وقد ساهمت الدكتاتورية التي مورست من قبل الأنظمة المستبدة على شعوبها في انجرار المجتمع وبحثهم عن المنقذ، فالعاطفة الإسلامية المسيطرة على وجدان العرب المسلمين أدت الى البحث عن التيارات والاتجاهات التي من شأنها تخليصها من الأنظمة المستبدة.
إن ظهور هذه الجماعات في مجتمعاتنا في الأونة الأخيرة وإسقاطها على الظروف التي تعيشها المنطقة، يدل على انها جماعات وليدة اللحظة فيغرق الجميع في متاهة معرفة مصدرها ومن أين اتت وما هو تمويلها، ومن هم عناصرها، وماذا هي خلفيتهم وكيف كانوا في مجتمعاتهم كل هذه التساؤلات لم تلق أية ايجابة شافية لماهية هذه الجماعات.
داعش هي الجماعة الأكثر جدلا في الأونة الأخيرة، فإبان الثورة السورية خرجت داعش وتمددت بين العراق والشام، بل ورفعت راياتها وحمل فكرها في كثير من الأقطار فلم تعد أعمالها مقتصرة على أرض سوريا والعراق وقتل المسلمين الأبرياء، بل تعدت داعش فكر الجماعة الخارجة على القانون او المتبنية فكر قتال الكفار على حد وصفهم وتعبيرهم- كما هو حال القاعدة من قبل- بل عمدت الى إنشاء دولة واقتصاد وجيش وامتلكت المعدات، ولها تعاملات تجارية فهي تبيع النفط، ولها إعلامها الخاص الذي يبث نشاطاتها.
لم يعرف لداعش ألية عمل محددة، فتارة تتهم تركيا بدعمها، واخرى تتهم أيران، ومرات أمريكا، فعمل الجماعة القائم على الفوضى لم يعط أحد فرصة لفهمها أو تحديد هويتها ووجهتها.
الخاسر الأكبر من وجود هذه التنظيمات هو الدين الاسلامي والمسلمون فالأعمال التي تقوم بها هذه الجماعات ليست من شريعتنا السمحة بشيء، في الهند مليار أنسان لهم مئة وخمسون رب وعندهم مئات العقائد ولكنهم يعيشون بسلام، فيما لدى العرب والمسلمين رب واحد وكتاب واحد لكن الدماء ملأت الشوارع، وسط ترديدات القاتل بسم الله والله اكبر فيما يستحضر المقتول الشهادة.