اتصل بنا
 

حركة الشعوب لا تآمر فيها

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2018-06-07 الساعة 23:01

نيسان ـ

ان اخطر خصم على الأنظمة الفردية وأكثر المتآمرين عليها هم الحاشية ومن لف لفيفهم وليس عامة الشعب الذين رضوا بهم على مدى عقود وفي التاريخ عبرة فأغلب الأنظمة الفردية إسقاطها المقربون منها طمعا في الجاه والمال عندما يستشعرون البعد بين الحاكم والشعب فالبرامكة طمعوا بالحكم وهم أقرب الناس للخليفة هارون الرشيد والمماليك أسقطوا حكامهم لفسادهم وطمعهم في الخلاص وهم المقربون لهم وتلاشى حكم العباسيين بسبب طمع المقربين وأما الشعب فلا يتحرك إلا بعد أن يبلغ السوء مبلغه على الوطن

من التآمر الخارجي والداخلي فالتآمر لا يحدث من الشعب بل من المقربين فالحديث عن مؤامرة على الملك من الشعب هراء وهم أكثر المكونات حرصا عليه وان علت سقوف الهتاف فإن ذلك من الضيق وانقطاع الأمل في الاصلاح وهم يرون النظام يصر على تمكين الفاسدين
وأمر آخر فإن التآمر يحتاج إلى رؤوس تقوده وما يجري في الأردن تحرك شعبي من دون قيادة فليس من أهدافهم قلب النظام بقدر ما هي الرغبة في الاصلاح حفاظا على الوطن من تدخل القوى الخارجية وقطعا للطريق على القوى الداخلية المتنفذة التي تنزلق بالوطن الى الهاوية لتحقيق رغباتها الذاتية على حساب الوطن والمواطن
فالتامر الخارجي أن وجد يدرك النظام انه ممن وضع يده بيدهم لقمع الثورات العربية وهذه الأنظمة تعمل على تمكين الصهاينة وتغيير الوضع القائم في الأردن وفلسطين وفي دول عربية أخرى حتى يصل الأمر إلى تآمر الحليف على الاخر
ان الحراك الاردني يسعى لحماية الوطن والنظام بتطهيره من المتآمرين وهو على أتم استعداد لحماية النظام أن استقام وخدم الشعب لا الفئة الوصولية التي تنتمي لجيبها ومن يملؤها
الاردنيون يدركون حجم الخطر الخارجي فلم يمارسوا كامل حقهم وقوتهم لطرد الفاسدين ويسعون جاهدين لتجنيب الوطن المخاطر المحتملة من الداخل والخارج
لكن على النظام أن يقدر هذا الحرص ولا يتمادى في استغلاله فمصدر الاستقرار الحقيقي للوطن هو الشعب وليس أصحاب المال والبعد الخارجي.
والشعب الأردني يرى بوضوح حجم الفساد وحجم الضياع وعليه يتصرفون على أرقى ما يكون من ضبط النفس وتحمل الأعباء لكن لم يبق معهم ما يدفعونه للفاسدين وقد بلغ الأمر حد العيش على الحاويات وعندما يفقد المواطن الأمن الغذائي لا يجد مجالا للتفكير في امن وامان الخرفان فقد دفع الشعب ما قدر عليه ولم يعد قادرا على إطعام أسرته عوضا عن التعليم والصحة مقابل فئة قليلة تعيش حياة النبلاء والاقطاعين تحت حماية رسمية
فعلى الملك أن يغتنم الحالة الشعبية ليعيد الثقة بينه وبين شعبه لحماية الوطن ومكوناته قبل أن يسبق السيف العذل

نيسان ـ نشر في 2018-06-07 الساعة 23:01


رأي: د. محمود الهواوشة أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً