الخيال الشعبي والتشكيل الوزاري

يبدو أن صحفيينا ومحللينا يفتقرون للخيال الإبداعي عندما يتعلّق الأمر بالتشكيل الحكومي فتراهم يدورون حول الأسماء البائسة ذاتها التي خبرناها وذقنا مرارة إبداعها ،وستكون المصيبة مضاعفة إن كان الرئيس المكلّف يفكر بالطريقة ذاتها التي يفكر بها هؤلاء ، إن مايرشح من أسماء ومن يلتقيهم الرئيس ويحاورهم ومايتسرب عن هذه اللقاءات لايبشر ،ولايشير إلى أننا قد خرجنا من دائرة التنفعيات وسداد الدين ومكافأة الأصدقاء فلايكفي أن تدير إحدهن مدرسة أو جامعة خاصّة لتكون قادرة على إدارة وزارة التربية مثلا ،وليس كل من تدير مؤسسة ثقافية قادرة على حمل رسالة الدولة الثقافية ،وليس بمقدور من فشل في إدارة مؤسسة أن يدير القطاع كلّه أو يرسم سياساته ،فإن كان الرئيس سيأتينا بهؤلاء فليقرأ تاريخهم جيدا قبل أن يتورط معهم .

الشعب الأردني الذي خرج للشوارع لم يخرج لينال فلان أو فلانه منصبا وزاريا والتغيير الذي ينشده الأردنيون يحتاج كفاءات حقيقية مشهود لها بالنزاهة والوطنية ونظافة اليد والسيرة لاتلاحقهم شبهات التمويل الأجنبي أو الإقليمية المقيتة أو الرشاوى والهبات المشبوهة أو الفشل المتكرر في إدارة مؤسسات سبق أن ابتليت بهم ، والشعب الأردني من الذكاء بمكان يجعله قادرا على فكّ شيفرة العلاقات وأسباب التوزير وتسديد الفواتير خلال سويعات من التشكيل وعندها سيكون قادرا على الحكم على هذه الحكومة ومتى قدرتها على حمل الملفات الثقيلة المنتظرة.