اتصل بنا
 

توقعات بامتداد مشاورات تشكيل الحكومة أياما

نيسان ـ نشر في 2018-06-10 الساعة 09:53

x
نيسان ـ

يواصل رئيس الوزراء المكلف عمر الرزاز مشاوراته لتشكيل حكومته، بعيدا عن الاعلام ووسط تكتم شديد، في ظل توقعات بالتأخير في إعلانها والذي قد يمتد حتى نهاية الاسبوع، وقبل عيد الفطر.

وقالت مصادر مقربة من الرزاز لـ 'الغد' إن الرئيس يلتقي الشخصيات التي وقع عليها اختياره ، وبعضها يتواصل معها هاتفيا، ولم تستبعد ان يرفع الرئيس المسودة الاولى من الاسماء لجلالة الملك حال عودة جلالته من القمة الرباعية المقرر عقدها في مكة المكرمة مساء اليوم.

واشارت المعلومات المتسربة من أوساط الرزاز الى ان التشكيلة المرتقبة للحكومة قد تضم 5 سيدات، اضافة الى 6 - 8 من الشباب، و3 من حكومة الملقي المستقيلة.

ولم يرسل الرئيس الرزاز أي رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، عقب لقاءاته مع فاعليات سياسية واقتصادية باستثناء رسالة واحدة أطلقها في رده على تعليق للشاب 'قتيبة' الذي وجه تغريدة عبر 'تويتر للرئيس الجديد.

فقد ألمح الرزاز إلى ضرورة أن تتحسن اوضاع الشباب، بدلا من اللجوء للهجرة خارج الاردن، في اشارة قرئت على أنها تبشير بانه سيكون للشباب دور في المرحلة المقبلة وفي النهج الجديد، الذي يرسمه الاردن عقب الاحتجاجات التي عمت شوارع المملكة احتجاجا على قانون ضريبة الدخل وارتفاع الاسعار.

ويبدو ان الرئيس يستعد قبيل الاعلان عن تشكيلة حكومته لاعداد الترتيبات القانونية والدستورية لسحب مسودة مشروع قانون ضريبة الدخل، وإلاعداد للرد على كتاب التكليف السامي، متضمنا النهج الذي ستسلكه حكومته خلال المرحلة المقبلة، متضمنا النقاط المركزية التي طلبها كتاب التكليف، وبالاستئناس بما ورد في الاوراق النقاشية السبع التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني، وفق مراقبين، والذين اشاروا الى ان 'الرجل ينظم اجندته بعناية فضلا عن دراسة ملفات المرشحين للدخول في حكومته'.

وكانت تسربت خلال اليومين الماضيين اسماء عدد كبير من الشخصيات التي رشحها البعض لدخول الحكومة، وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، الا ان اي من تلك الاسماء والقوائم لم يتم تاكيده رسميا، لتبقى ضمن المعلومات والتسريبات غير الدقيقة.

وفي المجمل، لم يخض الرئيس المكلف كثيرا في قضايا الشأن الخارجي، ولم تصدر عنه اية تعليقات حيال دعوة المملكة العربية السعودية لاجتماع رباعي لدعم الاردن، او حتى تصريحات البنك الدولي التي قرر فيها التدرج في الاصلاحات مع الاردن، في اشارة واضحة الى ان الرجل منشغل بصمت في ترتيب البيت الداخلي، وفقا لتوجيهات جلالة الملك بعيدا عن صخب الإعلام وتأويل الصالونات السياسية وقوى الشد العكسي.

الرئيس كان المح الى امكانية تأخره بالاعلان عن تشكيلة حكومته، حيث يتروى في المشاورات والدراسة للخيارات.

وعموما فإن الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي يبنون آمالا كبيرة على الرجل في الابتعاد عن المناطقية والشخصنة والديمغرافيا عند الاختيار، وتقديم التشكيلة على 'مقاس' الكفاءة والانجاز.

ورسميا لم يصدر عن الرئيس الرزاز اية تلميحات او معلومات بشأن تشكيلة الحكومة وعدد الوزارات او مواصفات الشخصيات التي سيدخلها في تشكيلة حكومته، والتي تبقى رهنا بما سيطبقه وفقا لكتاب التكليف السامي.

...

ويعرف رئيس الوزراء المكلف د. عمر الرزاز أن المرحلة مختلفة، وأن أسماء فريقه الوزاري ستحظى بتمحيص الأردنيين كافة، وهو أيضا يريد أن يقدم أسماء مختلفة، يحقق من خلالها رؤيته للمرحلة المقبلة، ويستطيع أيضا عبرها الحصول على ثقة مجلس النواب.

الرزاز يجري لقاءات متأنية وبعيدة عن الإعلام والفضوليين في دارته بجبل اللويبدة، والتي حرص على أن يستقبل فيها الجميع، كما حرص على أن يبقي خيوط تواصله قائمة مع جيران السكن، ممن اعتادوا عليه واعتاد عليهم، خاصة مع تسرب انباء رفض الرزاز لنصيحة رسمية بمغادرة اللويبدة للسكن في منزل أكثر ملاءمة من النواحي الامنية واحتياطات منصب الرئيس.

في حديث الصالونات السياسية المختلفة، لا حديث يعلو على حديث التشكيل، واسماء الفريق الوزاري، وخلال الايام الماضية تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 5 قوائم متوقعة للفريق الوزاري، وكلها بطبيعة الحال بعيدة عن الحقيقة، وان حضر في هوامش تلك الأسماء اسم أو اثنان قد يكون لهما حظ في الحكومة المقبلة، إلا أن القوائم برمتها غير دقيقة وتبتعد عن فكر الرجل.

ستبقى الأسماء الحقيقية محط تداول وحوار الى ما قبل الاعلان عنها بشكلها النهائي بساعات قليلة، وربما يفاجأ البعض بالخروج من الوزارة في الأمتار الأخيرة بعد أن يكون قد تم تبليغه وتنسيبه.

يقول سياسي، يرفض نشر اسمه، إن الرزاز يحمل رؤية مختلفة طالما عبر عنها في مناسبات متعددة، وهو يؤمن أن الدولة أساسها 'عدالة ومساواة وتكافؤ فرص وسيادة القانون'، وهو يعرف أن التأسيس لتأطير ذلك يحتاج لأكثر من كلمات إنشائية تقال في الميكروفونات، ويعرف أن ذلك يتطلب ان تكون الولاية العامة بكل ادواتها بيده (الرئيس)، حتى يستطيع تنفيذ رؤيته التي يؤمن بها والدفاع عنها، وهذا يعني إبعاد كل الأطراف عن التأثير عليه، وأن يكون هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فيما يخص الحكومة.

ويضيف 'من يعتقد أن مهمة الرزاز سهلة في المرحلة المقبلة فهو بعيد عن رؤية واضحة لحقيقة الأمور، وبعيد عن طريقة تفكير النخب الأردنية التي اعتادت خلال فترات ماضية أن يكون لها حضور، سواء في أسماء الفريق أو في التشكيل'.

الرزاز وفق ما يرشح من معلومات يعقد لقاءات مع الجميع دون استثناء، واستمع لناصحين كثر عن طبيعة المرحلة، كما يواجه ضغوطا مختلفة لتوزير هذا وإبقاء ذاك، ولكن الأمر الواضح، وفق مطلعين، سيكون لمن يستطيع أن يؤسس لوجهة نظر الرئيس المكلف، ومساعدته بتحقيق رؤيته المستقبلية، سواء فيما يتعلق بالاقتصاد او بالدولة الحديثة او حتى بالرؤى السياسية.

وحسب مقربين من الرجل، فانه يؤمن بان النهوض بالدولة 'يعني مشاركة الجميع في مراحل البناء والعطاء'، وهذا يعني مشاركة الشباب والمرأة قولا فعلا، وهو يعتقد ان للسيدة القدرة في النهوض بالدولة كما الرجل، لذلك سيسعى لتحقيق تلك الرؤية من خلال مشاركة سيدات وشباب بحكومته المرتقبة، كما سيعمل على مشاركة من يستطيعون تنفيذ رؤيته المستقبلية.

الراهن، ان الرجل يعمل بلا كلل منذ لحظة التكليف السامي له بتشكيل حكومة اخراج البلاد من ازمة ثقة بعد الاحتجاجات الشعبية العارمة، على ترسيم معالم المرحلة المقبلة بكل دقة، لتضمين برنامج حكومته المرتقب الادوات والاليات التي يمكن لها ان تتعاطى من المشاكل والتحديات، فيما يبدو ان مهمة اختيار الفريق الحكومي للاشتباك مع تلك التحديات هي الأصعب وسط محددات واشتراطات معتادة قد يصعب الخروج عليها كلها ودفعة واحدة.

الغد.

نيسان ـ نشر في 2018-06-10 الساعة 09:53

الكلمات الأكثر بحثاً