اتصل بنا
 

احسان الفقيه .. (طوق حمامة شقراء) أنثى أعلنت الحرب على بلاد بأسرها

نيسان ـ نشر في 2015-07-02 الساعة 02:25

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

كيف تكتب عن شقراء تحسن الكتابة جيدا عن نفسها .. حسنا لا بد في أية حال أن أحاول. وها أنا سأبدأ بالتالي:

كأنها طي السر في طوق حمامة شقراء أو حمراء، لا يهم. تزدان النساء بأمور، وتزيد عليهن بنقمة العارفين، أو نعمة الواصلين. ولكأنها الحمامة في طوقها الأبدي .. لا تبكي ولا تضحك.. لا تحكي ولا تصمت.. تخوض حروبها العالمية من غرفة نومها. ثم لكأنها كلما أطلقت الوعي زاد شقارها سحرا.

غامضة، فاتنة، ماجدة، أغلقت عليها دنيا (إحسان) ثم فتحت ساحة لا نهائية من الحياة الافتراضية. لكنها ليست كأي امرأة.

أردنية. حورانية، شمالية شقراء أو بيضاء لا يهم .. سأعترف بشيء: قد يكون مربكا الحديث عن حُسنها. وهل توصف الثقافة بأنها حسناء. وهل توصف الشخصية الموسوعية بأنها شقراء أو حمراء؟ هل سمعت يوما أن لغتك العربية تحولت إلى أنثى من لحم ودم ثم أردت أن تحدثها.. ترتبك تتلعثم .. ربما تقول ما لا يجوز أن يقال. لكنها ستسامح، هي تدرك جيدا ما يجري أمامها.

المربك أكثر انك لن تكون متأكدا أن شيئا مما ستكتبه عنها سيرضيها. في الحقيقة لن يرضيها شيء على الإطلاق. هي في عالم جوانيّ خاص. نزقة، ومتعبة، ومزاجية، وملولة ومزدحمة بالأحاسيس الغامضة. لا تبحث عن شيء. ولا تريد شيئا. يطيب لها أن تجلس خلف بندقيتها وتقاتل.

هي لا تريد إلا أن تقاتل. (فدعني رجاء بسلام) هذا ما طلبته بلطف مني. استجبت بدوري. لم أثقل عليها. ولأنها هي هي؛ عتبتْ على نفسها، فأرسلت لي قصاصات تخبرني عنها.

أنثى واحدة أعلنت الحرب على بلاد بأسرها، واستمسكت بعروة الوطن الوثقى. لكن وطن إحسان أوسع من أن يكون هوية صادرة من "سايس بيكو". هو وطن ممتد حتى آخر راية دم إسلامي. وهذا يعني أيضا ارتباط وجدانها السياسي بوصفي التل، وبراشد الخزاعي، وبكليب شريدة، وبالعجلوني والعدوان والعبيدات والجازي وهزاع وحابس أبناء عشيرة المجالي في جنوب الأردن..

قالت لي: والله الذي لا اله غيره أن بإمكاني أن أعيش تلك الحرية التي تقاتل من أجلها المطالبات بالحرية، ووالله أني لا افتح باب البيت أحيانا أسبوعين .. وهناك مصرية هي فقط من تزورني تقوم ببعض أمري وتجلب لي ما أريد ولو غابت لما أكلت ولآثرت الجوع على أن أخالط الناس.. ليس بتكبّر . لكنه العزّ بالعزلة فالآخرون هم الجحيم فعليا.. حسبي الله ونعم الوكيل".

عن ذلك تقول: (العزلة الخيار .. الملجأ الأخير من هذه التشوهات التي يملأها الطغاة حولنا .. صدق فولتير حين قال الآخرون هم الجحيم…)

لكن يا إحسان .. بكل معاني الجدوى مضت العزلة تغزل فيك ألوانا لا يدركها سوى العارفين.

لم أجد إلا أن أقول لها: هذا عالم إحسان .. "طوق حمامة" شقراء لَفَظَتْ عصرها منذ أن غادرت قريتها الصغيرة وقررت أن تشتبك مع العالم بأسره.

(أنا أردنية وحسب وقبل كل ذلك أنا مسلمة وأنطق العربية) تقول عن هويتها. هي من قرية كفرأبيل القريبة من المشارع (الغور الشمالي) .. عاشت في الحجاز بعضا من الوقت.. وعملتُ عامين فقط في قسم المنوعات بجريدة الدستور الأردنية ثم القسم الثقافي.

تقول: كنتُ أكتب تحقيقات لا علاقة لها بالتحقيقات، لكن هذا ما كان مُتاحا ومسموحا به حينها..".

عاشت بعيدة عن أمها منذ أن كانت في الرابعة من عمرها. اعتقلت في السجون السورية "لكن الله نجاني منها".. عرفت عنها كيف يعامل الأسد النساء.

انتظروا قليلا .. نسيت أن أقول لكم سرا .. إن سيدتها الأولى جدّتها .. ورجلها الأول جدّها.. تقول عن ذلك: لا أكذب إن قلت قد يكون هو الأخير..

أما في ليبيا فقد غادرتها بذاكرة عن تحقيق صحافي واحد يوم كانت تبيع هناك الخبز مع إحدى السيدات الفلسطينيات. هناك حيث التقط لها صحافي صورة ثم كتب في جريدته العنوان التالي: (حسناء شامية تبيع الخبز في سوق الحوت – طرابلس).

زارت مصر. وأحبت نخوة المصريين. وعاشت في الإمارات. من دون أن تعرف عنها شيئا. ( كنت أحيانا لا أخرج من بيتي أسابيع طويلة ورأيت فيها أيّاما عجب..) ثم هي عاشت شيئا في قطر.. هناك وقعت في غرام الدوحة. وها هي في لندن تحط رحلها المرتبك .. ثم غادرتها ومنعت من دخولها مرة أخرى.. واليوم تعيش في تركيا وكأنها في انتظار عودة الفاتحين.

هل يكفي حياة امة في إحسان.. أها .. نسيت أن أقول لكم أني أتحدث عن إحسان الفقيه.

نيسان ـ نشر في 2015-07-02 الساعة 02:25

الكلمات الأكثر بحثاً