يوسف العيسوي..حكاية رجل
نيسان ـ نشر في 2018-06-21 الساعة 10:55
أسعد منصور
اعتاد الناس أن يسبق القصر الحكومة بخطوات متسارعة، وسّعت المسافة بين القصر وبين الحكومات من جهة، ومن جهة أخرى عززت من قرب الأردنيين إلى 'مقرهم'، القصر.
كان نشاط الجندي يوسف العيسوي ترجمة حية على ذلك، وظل متابعا لأدق تفاصيل العلاقة ومأسستها بين الناس وقصرهم، من دون كلل أو ملل.
ظل العيسوي طاقة من نشاط لا ينفد، همه البذل والعطاء وفاء انتماء لوطن يسري في دمه، ولمليك يحيا في قلبه.
لم نر من المسؤولين في هذا الزمن من هو أسرع منه استجابة ولا أوثق خطوة من بين المسؤولين أقرانه، لعلها العسكرية التي بدأ بها حياته والتي لا يزال يبعث صوره بها لأصدقائه.
السؤال اليوم، هل سيتغير أبو حسن أم سيبقى مستمراً في عطائه بذات النهج وبذات الحماس؟ وهل سيتوقف عن 'السروة' قبل الفجر؟. هناك أسئلة كثيرة لكن الأيام ستتكفل بالإجابة عنها.
لست مادحا الرجل، إنما صاحب حكاية، فالمديح اليوم محفوف بالمخاطر والتهم الجاهزة، ولا قبل لي بها، لكني صاحب حكاية بدأتها مع والدتي قبل سنوات –رحمها الله- حين أصيبت بمرض السرطان فطرقت أبواب الجميع فوجدتها موصدة إلا باب إبي حسن الذي غمرني ووالدتي بأدبه الجم، وسرعة استجابته.
أتعلمون ماذا يعني أن ترى أمك تنتظر الموت ثم لا يلتفت لها أحد من المسؤولين بحجج واهية؟ يعني أن تموت في الحظة آلاف المرات من دون مراسم تشييع ولا حتى الصلوات.
لعل المشهد السابق قدم شاهدا إنسانيا على نشاط ابي حسن وعمله، لكن ليس هذا المهم، المهم بأن خيطا رفيعا في تعيين يوسف العيسوي ينسج على مهل؛ لغايات تحقيق الفصل بين القصر والسلطة التنفيذية.
'فصل' سينعكس على قرى ومخيمات وبوادي الأردنيين لطالما تسلم قمرة القيادة رجل أفنى عمره في خدمة الأردن والناس.