اتصل بنا
 

درس في علم الإدارة بعنوان: علمهم يا خالد

خبير التدريب والتطوير

نيسان ـ نشر في 2018-06-21 الساعة 12:18

نيسان ـ

بالأمس حدث شيء لم نالفه من قبل، باختصار شديد اعتذر وزير الزراعة خالد الحنيفات إلى عاملة النظافة التي تتبع لشركة خاصة، وقدم لها باقة ورد؛ بسبب قيام إحدى موظفات الوزارة بتوبيخ الأخيرة عندما استخدمت مصعد الوزارة.
الوزير لم يتوان وهو المالك لمهارات القيادة وخصوصا مهارة فن الثواب والعقاب، ولم يكن من النوع التقليدي في معالجة المشاكل؛ بل ذهب إلى أعلى ممارسات الإدارة الحديثة، ليسطر درسا جديدا في بلد من بلدان العالم الثالث؛ ليتعلم منه المسؤولون الآخرون على أمل أن لا يطبق بالمستقبل بشكل تقليدي، لاعتبارات اعلامية واستعراضية فقط؛ بل ليكون نابعا عن قناعة معرفية راسخة باعتباره نهجا سليما في الإدارة، وهذا هو المعنى الحقيقي لإدارة الموارد البشرية وأن الإنسان هو اغلى الموارد واثمنها وبه نحقق التمييز والتفرد، لا ان نفرض عليه المزيد من العقوبات حتى نتخلص من الصالح قبل الطالح.
قد يسأل البعض ماهو الشيء العظيم بهذا الحدث؟.
للإجابة على التساؤل؛ نحن أبناء بلد واحد والأغلبية العظمى منا عمل في القطاع الحكومي، وفي مراكز الوزارات، حيث في كل وزارة كان هناك مصعد للوزير محرّم على موظفي الوزارة وأن الصعود فيه يعتبر رجسا من عمل الشيطان ولا يسمح بمقابلته وان حصلت تتم العملية بنظرة استعلائية طبقية نتنة حتى تشكل حاجزا منيعا لا تكشف زيف معدن هذه الشخصية الهلامية.
خالد حنيفات ابن محافظة الجنوب (الطفيلة) ليس هو الشخص الوحيد من أبناء المحافظات الاردنية الذي تولى منصب وزير بل غيره كثيرون لكن هذا الرجل يختلف عنهم، فقد اكسبته المساحات الشاسعة التي تتميز بها تلك المحافظات، بعد النظر وسعة الأفق والنظرة الشمولية وسخرها في مصلحة الوطن على النقيض ممن أصيب بالعمى، فلا يرى أبعد من أرنبة أنفه.
ندرك ان التواضع من شيم الكبار ولا ينقص من قدر الرجال شيء؛ بل ترفعهم درجات في الدنيا والآخرة وان أهل التواضع هم أصحاب العقول المليئة بالمعرفة وهذا ما أكده الشاعر العربي عندما قال: ملء السنابلِ تنحني بتواضعٍ والفارغاتٌ رؤوسهنَ شوامخٌ).
هذا الوزير بات حالة فريدة في الطواقم الوزارية القديمة والجديدة ، وأعتقد أن لا شبيه له الا عدد قليل جدا من امثال دولة الرئيس الحالي على سبيل المثال لا الحصر، حيث هناك من هم في مستواه الوظيفي ولكنهم لم يقدروا اهل العلم ولم يحترموا أصحابه، وهذا النوع هم من ينطبق عليهم قول: فاقد الشيء لا يعطيه، حيث أن الجاهل عندما يتعدى على العالم يصبح في أعلى درجات النشوة والانتصار كونه يشعر بعقدة النقص وأن مثل تلك التصرفات الحمقى قد تشعرهم بتعبئة حالة النقص والحرمان الذي يعيشها وان شغل أعلى المستويات يبقى الصغير صغيرا.

نيسان ـ نشر في 2018-06-21 الساعة 12:18


رأي: د.. توفيق العجالين خبير التدريب والتطوير

الكلمات الأكثر بحثاً