ليصمت نواب العتمة
د. فايز الهروط
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2018-06-22 الساعة 12:56
في كل ديمقراطيات العالم وكما هو معروف فان النائب في البرلمان هو من( ينتخبه) جماعة من الشعب لينوب عنهم في سن التشريعات والقوانين التي تساهم في تحسين حياة الناس، وليدافع عن حقوقهم ويصونها من خلال مراقبة اداء السلطة التنفيذية الا عندنا.
هنا حصريا يتم تزوير إرادة الناس ومصادرة حقهم في تمثيل شعبي حقيقي، فيمتطى سدة العمل النيابي نواب الصدفة ممن حملتهم جملة من التناقضات؛ فمال السحت صنع جزءا منهم، والتوازنات العشائرية والمناطقية (المزعومة)حملت جزءا اخر، ومهارات بعضهم ممن يجيدون فن تقبيل الايدي حد سكب ماء الوجه، واللعب على الحبال والدخول في منزلقات التستر على فساد الفاسدين حملت اخرين لعدة دورات برلمانية، كما ان نيابة البعض قد تكون جائزة (ترضية) نتيجة لبعض علاقات العتمة ..
وفق كل ذلك، ليس غريبا هذا (التخبيص) الذي يمارسه نواب الصدفة هؤلاء، فيطلقون رصاصة ال(رحمة) على من انتخبهم ليتمتعوا بزواج (المسيار) الذي يربطهم بالفاسدين من ازلام السلطة التنفيذية.
يعود هذا التشظي إلى فقدان النواب البوصلة، ولان مواقفهم من القضايا العامة وهموم الناس( التي تعودوا قبل النيابة على المتاجرة بها ) تتعارض مع مصالحهم الشخصية وطبيعة ارتباطاتهم.
اليوم، ذاكرة الاردنيين تزخر بالكثير من الامثلة الصارخة، بل ان ان المشهد تطور حتى استهدف نوابا اخرين يقفون بحق مع قضايا الوطن والمواطن سواء في قضايا فساد تثار او في احداث الكرك او المزاد الذي فتحه البعض في قضية الجندي معارك الحويطات او في مواقفهم من سجناء الراي وغيرها من القضايا.
أمس عاد النائب محمود الطيطي إلى منزله يشعر بالنصر بعد أن أدخل سمه في جسد الأردنيين ممن آلمهم حديثه وحكمه على مرضى السرطان بالموت، في إطار مماحكة غير مفهومة الهدف والإيقاع.
كيف لنا أن نطمئن على مستقبل بلد يعيش وسط إقليم ملتهب طالما هؤلاء نوابه؟
نيسان ـ نشر في 2018-06-22 الساعة 12:56
رأي: د. فايز الهروط كاتب أردني